Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
"فزعة النشامى".. ادارة ارتجالية في مواجهة الكوارث | رؤيا الإخباري

"فزعة النشامى".. ادارة ارتجالية في مواجهة الكوارث

الأردن
نشر: 2018-11-12 15:01 آخر تحديث: 2018-11-12 15:01
صورة من موقع السيول التي داهمت الوالة
صورة من موقع السيول التي داهمت الوالة

استلهم الاردنيون من قيمهم، حافزا لانقاذ عشرات الارواح في فاجعتين شهدتهما البلاد مؤخرا، وكانت خسائرهما باهظة انسانيا ووطنيا.

غداة هاتين الفاجعتين، يتصاعد الالحاح على صياغة مفهوم ادارة للازمة يستوعبه المجتمع الذي يلعب حسن تصرفه واستجابته الواعية دورا مفصليا في خفض الكلفة البشرية والمادية خلال الازمات والطوارئ.

متخصصون، حثوا الحكومة واجهزة الدولة، خلال احاديثهم لوكالة الانباء الاردنية(بترا) على صياغة مقاربة وتصور يجري تعميمهما في المجتمعات المحلية، ليصبحان جزءا من ادارة الازمات والكوارث، للحد من الخسائر البشرية والمادية، على الرغم من خلاصات دولية تقول، ان "90%من الأرواح يجري إنقاذها في حالات الطوارئ بفضل أشخاص مثلك".

الكاتب الصحفي احمد ابو خليل، القارئ المتميز للثقافة الشعبية، يرى أن هبّة المواطنين لمساعدة وانقاذ المتضررين من الحوادث والكوارث والفواجع تكون قبل وصول اجهزة الدولة التي تمتلك الادوات اللازمة للانقاذ والمساعدة على مواجهة الأزمات.

وأضاف ان الذي أجّج الراي العام اليوم هو وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن كانت الناس تتداول الحوادث والكوارث في المنطقة التي تشهدها، مشيرا الى أن الحكومات تعتقد أن ما يتم تداوله على صفحات الفيس بوك يمثل أو يشكل الراي العام، وهذا ليس بالضرورة أنعكاسا تاما لموقف الناس، بل هى تنافسات ومبارزات والشجاعة في هذه البوستات تمثيلية مجانية، وهذه القصص والجراة في نشرها جاءت بسبب انعدام الثقة بين الناس ومؤسسات الدولة.

واستدرك ابو خليل "ان الاردنيين عندما واجهوا كوارث أكبر من التي حصلت مؤخرا مثل الارهاب وأزمة الربيع العربي التي كادت ان تشكل خطرا كبيرا على البلد، أبدوا قدرا من التماسك للحفاظ على وطنهم".

ودعا ابو خليل الى بناء اعلام محترف مهني وموضوعي يوفر المعلومات الصحيحية والصادقة من موقع الحدث وقادر على التواصل مع الناس يرصد النقاط الايجابية والمزاج العام للناس، ورصد بطولاتهم وبثها ووقف الارتباك والتلكوء في بث الرسائل الاعلامية والبعد عن البحث عن ما يطلبه الجمهور اي العمل بردة الفعل .

التدريب والتعليمرئيسة قسم العلوم التربوية بجامعة البترا الدكتورة اسيل الشوارب، تعتقد ان انشاء وحدة تعليمية في رياض الأطفال بعنوان "صحتي وسلامتي" لم تكن عبثا، بل بهدف تعليم الأطفال مبادئ الرعاية الصحية والتعرف على أهم القواعد العامة للمحافظة على الصحة واستخدام الادوات بطريقة آمنة والوقاية من أسباب الاخطار بشكل عام. ولفتت الى أنه ومع دخول الطفل الصف الأول الأساسي يبدا التركيز على المواد التعليمية الاكاديمية، ويتم نسيان أهم المهارات اللازمة في القرن الحادي والعشرين اللازمة ونحتاجها لإعداد الطفل للمستقبل وعندما يصبح بالغا في حياته "رغم أننا نتعلم الكثير في المدارس، إلا أننا لا نتعلم مثل تلك المهارات بشكل مناسب أو حتى بطريقة رسمية وجدية".

ودعت الشوارب الى تعليم بعض مهارات البقاء على قيد الحياة، وحسب المرحلة العمرية مثل تعلم كيفية التعامل مع الطوارئ واطفاء الحرائق أو الاخلاء من اماكن الخطر، كما أنه من الضروري تعلم مهارات الإسعافات الأولية وتدريب الطلاب عليها ووجود إرشادات حقيقية وتوعوية للتعامل مع الأزمات الطارئة التي قد تحدث لهم في المدرسة.

وقالت ان نشر الوعي الصحي ورفع مستواه بين الطلاب والمواطنين وبث روح التعاون والمساعدة بينهم يوفر الكثير من فرص النجاة، خصوصا وأن مصادر الأخطار التي تواجه الطلبة والمواطنين كثيرة ومتعددة وبالتالي يجب توجيههم وتوعيتهم لعدم الوقوع في خطر أو التعرض للحوادث، وتدريبهم لكي يتجنبوا الإصابات جراء الازدحام أو التكدس أو اللعب بأسلوب عنيف مما يتطلب وضع خطط وبرامج طيلة أيام السنة تترجم عبر ورشات تدريبية للوعية حول بأساليب السلامة وأهميتها اكتشاف وتنمية قدرات الطلاب في مجال الأمن والسلامة وتدريبهم على الإحساس بالأخطار المختلفة، مثل الحرائق ووسائل الإنقاذ والإطفاء واستخدام وسائل الدفاع المدني المختلفة من طفايات الحريق بأنواعها والتدريب على الإسعافات الأولية والتعاون مع الجهات المختصة في عملية إخلاء المبنى في حالة الطوارئ تقييم سلامة المبنى والتأكد من توفير التجهيزات الكاملة في حالة الطوارئ والحرائق. 

الانذار المبكر استاذ قسم الهندسة الصناعية في الجامعة الهاشمية الدكتور هشام المومني، يرى ان "تحسن نظم الإنذار المبكر وقدرة المجتمعات المحلية على التكيف يحد من اثار الكوارث بشكل كبير، حين انه غالبا ما يملك سكان المجتع المحلي معارف ومهارات واساليب بقاء كفيلة بمساعدتهم على النهوض من عثرتهم، اذ تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان" 90%من الأرواح يجري إنقاذها في حالات الطوارئ بفضل أشخاص مثلك ".

وقال انه "مهما كانت امكانيات الدولة فانها لا تكفي احيانا لمواجهة الكارثة، ومن المهم للغاية أن يكون المجتمع جزءاً من عملية إدارة الكوارث، اذ ان نجاح اداره الكوارث (الفيضانات مثلا) يعتمد على وجود استجابة شعبية لان المجتمع يعرف نفسه وبيئته بشكل أفضل".

وأشار الى ان إسهام المتطوعين في حالات الكوارث أساسي، وله اثر كبير في تخفيف اثرها وحدتها، مما يقلل من عبء العمل على الاجهزه الرسمية التي تقدم المساعدة.

الدكتور المومني شدد على اهمية وجود انظمة لإدارة الكوارث المجتمعية للحد من مخاطرها، على ان تكون صممت شعبيا لتشمل التدخلات ، والتدابير ، والأنشطة ، والمشاريع والبرامج للحد من مخاطر الكوارث، وتقوم على احتياجاتهم وقدراتهم، ذلك ان سرعه الاستجابه اثناء وقوع الكارثه باتباع إجراءات الطوارئ يحد من الضعف ويزيد من قدرات المجموعات والمجتمعات الضعيفة على التعامل مع الخسائر أو الأضرار في الأرواح والممتلكات.

وقال ان التجارب اثبتت ان افراد المجتمع المسلح بالوعي والمعرفة العلمية والمدرب على منهجية الفعل الايجابي بتخطيط مسبق، هو الاقدر على دعم الاجهزة الرسمية اثناء وقوع الكارثة على عكس كل منهجيات ردة الفعل السلبية المبنية على الجهل والخوف وما يسمى الفزعة مع الاخذ بعين الاعتبار مراعاة القدرات المحلية لهذه المجتمعات..

وبين انه يمكن تفعيل دور المجتمع المحلي في عمليات الانقاذ بعد تحديد المناطق اكثر عرضة للكوارث وكيفية التصدي لها من خلال تعزيز التدخل المسبق قبل الکوارث، وذلك بتحديد اماكن الأخطار المحتملة.

ورأى ان تشكيل لجان محلية متخصصة ذات ادارة مركزية لتنظيم برامج الخدمة التطوعية يساعد في تسريع الاستجابة والتنسيق مع الأجهزة المتخصصة واسناد خطط الطوارىء مبكرا والتجسير بين المجتمعين الرسمي والمحلي. ولفت الى ان مهمات هذه اللجان التخطيط والتنظيم المسبق باتخاذ تدابير طويلة الأجل للحد من الخطر وتامين الحاجات الضرورية مثل ملاجئ الطوارئ والتشريع وتعزيز قوانين البناء السارية لمكافحة الكوارث (البناء بجانب الاوديه والسيول. الخ) وفرض عقوبات على اولئك الذين يرفضون الانصياع للقوانين وتوفير مناطق بديلة لهم.

وأشار الى أهمية الشبكات الاجتماعية ونظم المعلومات الإدارية في حالات الطوارئ والتهيؤ باستعمال جميع الطرق التكنولوجية والإنذار المبكر لمواجهة سيناريوهات لأسوأ الافتراضات والاستعداد لها.

بين شوقي ضيف وامين المعلوف: في منهجية بحثه الموسوعي" تاريخ الادب العربي"، اعمل الراحل شوقي ضيف، العقل وانارة زوايا معتمة في تاريخ تشكل الامة العربية وادبها وبصفته عملية محسوسة لا تخضع لعاطفة الباحث المتتبع للمسالك الوعرة لانبثاق امة على جغرافيا كانت قلقة على الدوام، حالها حال الاقوام التي عاشت عليها.

كان ضيف وهو منخرط في نحت مشروعه البحثي غير المسبوق، يؤسس على نهج العلماء الكبار مدرسة تلتزم الدقة والموضوعية في الشأن التاريخي لامة شهدت تحولات عميقة حتى تشكلت في مسارها الشاق مع الداخل والجوار الخارجي الذي كان طامعا ولا يزال.

شوقي ضيف العالم الابرز في شأن العربية واسرارها وتعرجات روحها عرف بعمق وعاصر براكين أطلقتها مدارس حملت لواء التشكيك بموروث العلماء العرب الكبار، والطعن بمصداقية ما أرخوا ونقلوا وما افضوا اليه من خلاصات فكرية اضحت قواعد للفكر العربي عبر الزمن. تكمن استثنائية شوقي ضيف في احكامه القبضة على مراحل تشكل اللسان العربي، وتلك التعرجات التي عاشها اللسان والمكنونات العربية على امتداد الجغرافيا التي هضمت كل الاقوام التي عاشت عليها، ليخرج اللسان العربي في هذه الحلة التي نعيش. فضلا عن ذلك، امضى شوقي ضيف، ردحا طويلا من الزمن في فحص خلاصاته الخطيرة التي دعمت الفرضية العلمية لتشكل الامة العربية وثقافتها العميقة.

تسلح ضيف بالموضوعية التي لم يجانبها لحظة لينتج عصارة فكر كانت درة لمكتبة عربية قلما يحتل رفوفها عالم ذو مكانة عظيمة بهكذا وزن ووقع، يذكران بالعظام العرب كالجاحظ والمسعودي والاصمعي وسواهم من القائمة الطويلة لعلمائنا الافذاذ.

يخطر للمرء احيانا ان الاقدار قذفت بشوقي ضيف الى بلاد المهجر، فماذا سيكون منه يا ترى؟! هنا، يقال انك لن تكون الا انت وليس سواك، أنى كنت واينما اصبحت او عشت، وهو القول الذي يؤكد ان امثال شوقي ضيف لن يكون في مقدور كل عناصر الاغتراب ان تؤثر في بنيتهم الفكرية والعقلية الممتلئة بروح العرب وتاريخهم العاصف.

تستعيد الذاكرة ادوارد سعيد و هشام شرابي اللذين ما زادتهما بلاد الاغتراب الا التصاقا بقضايا الامة، حتى انهم كانوا فعليين منهمكين في كليتهم في التصدي الموضوعات العربية الاشد الحاحا، بدءا من حضور الامة وغيابها عن المسرح العالمي، وانتهاء بفلسطين وقضيتها التي كانت الناظم الاكبر لعقل هذين المفكرين الفذين. لا يستطيع المرء ان يكون منصفا مهما تسلح ببالعلمية والموضوعية ان ينظر الى نتاج الكاتب العربي في المهجر الا بقدر التصاقه بقضايا امته العربية.

فلا يمكن ان تحفل كثيرا بنتاجات وشطحات الروائي أمين المعلوف المسكون باللاوطن والكوسموبولتية التي لا يتخذها كاتب عربي الا وقادته تعرجاتها الفكرية الى الحضن الصهيوني الذي يغدو دافئا، فيقدم هذا المؤلف ويزكيه لهذه الجائزة الدولية او تلك. حظي امين معلوف برعاية نخب غربية وفرنسية خصوصا، لا تنفصل ولا تبتعد كثيرا عن فكر فرنسا كدولة صاغها التوسع والصراع على النفوذ ضد الانداد الاستعمارييين الغربيين.

ومهما تكن فرنسا الديمقراطية المتأثرة تاريخيا بفكر وفلسفة جان جاك روسو وفولتير، فلن تقدم هذه الامة التي لم تنس لحظة انها كانت تبسط سيطرتها على المستعمرات في آسيا وافريقيا.

ومن اخطر ما يستسلم له العربي المثقف في بلدان الغرب ان يصدق ولو للحظة ان هذا الغرب سيهضمه ويستوعبه بصفته حاملا لجنسية احد بلدانه. هذه السذاجة تقود لا محالة الى امتطاء القوي للضعيف، ليتحول هذا الكاتب او المفكر العربي، الى بوق لترديد اللاهوية التي سيفضي جدلها الداخلي لديه الى نتيحة واحدة: خدمة المشروع الغربي في المنطقة بمنطق مختلف شكلا عن الطرح الاستعماري الفج. تلك كانت الاعماق التي تحدث عنها شوقي ضيف وهو يصيغ تصوره للامة الغربية ادبا وثقافة وموروثا حضاريا لا يهتز لدعوات اللاوطن، أنى كان دعاتها!رئيس قسم علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور اسماعيل الزيود، يرى ان اشاعة ثقافة التطوع تدعم عمل المؤسسات الرسمية، اضافة الى التحديد المسبق للمناطق الخطرة التي تشهد عادة امطارا غزيرة وسيولا جارفة، الامر الذي يستدعي وجود مراكز للدفاع المدني بالقرب من هذه المناطق.

أخبار ذات صلة

newsletter