Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
موسكو تنتظر توضيحات من بولتون حول انسحاب واشنطن من المعاهدة النووية | رؤيا الإخباري

موسكو تنتظر توضيحات من بولتون حول انسحاب واشنطن من المعاهدة النووية

عربي دولي
نشر: 2018-10-23 06:33 آخر تحديث: 2018-10-23 06:33
مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون
مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون

شدد مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون خلال اجتماعات عقدها الإثنين مع مسؤولين روس كبار في موسكو على أن روسيا تنتهك معاهدة نووية أساسية يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الانسحاب منها.

وألمح بولتون الذي من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي الثلاثاء إلى أنه من غير الممكن إنقاذ معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى "آي أن أف" والتي تعود إلى ثلاثة عقود مضت.

وزيارة بولتون مقررة منذ وقت طويل، لكن إعلان ترمب السبت نيته الانسحاب من المعاهدة أضفى عليها مزيدا من الأهمية، في وقت تراجعت العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوياتها.

وبحث بولتون مصير المعاهدة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما التقى رئيس المجلس الروسي للأمن القومي نيكولاي باتروشيف "نحو خمس ساعات"، وفق ما أفاد الناطق باسم المجلس لفرانس برس.

وفي حديث أعقب لقاءه مع باتروشيف، أعلن بولتون أن الروس أكدوا على موقفهم بأنهم لم ينتهكوا المعاهدة.

وقال في مقابلة مع صحيفة "كومرسانت" الروسية الواسعة الانتشار "أعلنت روسيا موقفها بشكل ثابت أنها لا تعتقد بأنها تنتهك معاهدة +آي أن أف+، في الحقيقة قالوا +أنتم (الأمريكيون) من ينتهك المعاهدة+".

وأضاف "لا يمكن أن تحصل على التزام من أحد لا يعتقد انه يقوم بهذا الانتهاك"، مضيفا أن المعاهدة يبدو أنها وصلت إلى نهايتها الطبيعية.    

وقال "لا نعتقد أن الانسحاب من المعاهدة هو ما يسبب المشكلة. ما نعتقده أن ما كانت روسيا تمارسه من انتهاك لها هو المشكلة".

ولفت بولتون إلى أن واشنطن لا تريد أن تكون الدولة الوحيدة المقيّدة بالمعاهدة، مشيرا إلى تهديد "حقيقي" تشكله الصين.

"تساؤلات أكثر من الإجابات"

من جهتها حذرت روسيا من أن التخلي عن المعاهدة سيكون ضربة قوية للأمن العالمي.

وقال المجلس الروسي للأمن القومي بعد اجتماع باتروشيف وبولتون أن موسكو مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لإنقاذ المعاهدة. 

وبحث الرجلان أيضا وفق المجلس تمديدا محتملا مدته خمس سنوات لمعاهدة "نيو ستارت" للحد من التسلح التي تنتهي صلاحيتها في 2021.

لكن بولتون قال للصحيفة إن واشنطن تريد "حل قضية معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى أولا".

ووزعت وزارة الخارجية الروسية صورة للافروف يتحدث مع بولتون المبتسم، وقالت في بيان أن الرجلين بحثا التعاون الثنائي والحرب على الإرهاب و"الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي".

ورفض دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين المزاعم بأن موسكو تنتهك الاتفاقية، وبدلا من ذلك اتهم واشنطن بفعل ذلك، واصفا الاجتماع المرتقب بين بولتون وبوتين بأنه هام.

وقال للصحافيين "هناك تساؤلات أكثر من الإجابات".

وأشار لافروف، من جهته، خلال مؤتمر صحافي، إلى أنه ينتظر "توضيحات للموقف الرسمي" الأمريكي، مضيفا "إذا كان جون بولتون مستعداً لتقديمها، حينها سنقيّم الوضع"، بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية.

وبولتون الذي عين في أذار 2018 معروف بمواقفه المتشددة للغاية في ملفات السياسة الخارجية. وكان في مقدم المطالبين بـ "الانسحاب من الاتفاق النووي" الذي وقع في 2015 بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى لمنعها من امتلاك السلاح النووي.

- "خلق جوّ من الثقة" -

وأكد المجلس الروسي للأمن القومي في بيان أنه أثناء اللقاء الذي جرى "في أجواء بناءة"، قدّم باتروشيف وبولتون "عددا من المبادرات تهدف إلى خلق جوّ من الثقة وتعزيز التعاون بين روسيا والولايات المتحدة".

وشدد الطرف الروسي من جهته على "أهمية المحافظة" على المعاهدة النووية مشيراً إلى أن "الانسحاب منها سيوجه ضربة قاسية لكامل النظام الدولي لمنع انتشار" الأسلحة النووية، بحسب المصدر نفسه.

وذكرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية أن بولتون هو نفسه من ضغط على الرئيس ترمب للانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى. كما أنه يعرقل أي مفاوضات لتمديد معاهدة "نيو ستارت".

وقال بولتون أن بريطانيا واليابان وعدد آخر من الدول تدعم موقف الولايات المتحدة.

وحذر محللون أن الأزمة الجديدة بين موسكو وواشنطن قد يكون لها نتائج وخيمة، وقد تدفع روسيا إلى سباق تسلح جديد.

وأبدى بوتين الأسبوع الماضي دهشته عبر القول إن الروس سيذهبون إلى "الجنة" في حال وقوع حرب نووية وأن موسكو لن تكون البادئة باستخدام السلاح النووي أبدا.

وقال "على المعتدي أن يفهم أن الرد حتمي، وأن الدمار سيلحق به، وأننا كضحايا للعدوان وكشهداء سنذهب إلى الجنة".

ووقع الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغن وآخر زعيم للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشيف معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة العام 1987 مع نهاية الحرب الباردة.

لكن ترمب يرى أن موسكو تنتهك المعاهدة منذ أعوام عدة. وتتحفظ واشنطن خصوصا عن نشر منظومة صواريخ "9ام729" التي يتجاوز مداها سقف الـ500 كلم المتفق عليه.

وندد غورباتشيف من جهته، بافتقار الرئيس الأمريكي "إلى الحكمة"، داعيا "جميع الساعين إلى عالم خال من الأسلحة النووية" إلى إقناع واشنطن بالعودة عن قرارها.

ونصت المعاهدة على عدم استخدام مجموعة من الصواريخ يراوح مداها بين 500 و5500 كلم، وأنهت أزمة اندلعت في الثمانينات بسبب نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ "أس أس 20" المزودة رؤوسا نووية قادرة على استهداف العواصم الغربية.

أخبار ذات صلة

newsletter