الغموض لا يزال يلف قضية اختفاء خاشقجي في إسطنبول

عربي دولي
نشر: 2018-10-06 21:23 آخر تحديث: 2018-10-06 22:05
الصحافي السعودي جمال خاشقجي
الصحافي السعودي جمال خاشقجي

بعد خمسة أيام على دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لا تزال أخبار الصحافي السعودي جمال خاشقجي مقطوعة، فيما يخشى أقرباؤه أن يكون محتجزا لدى السلطات السعودية التي تنفي بشكل قاطع أي ضلوع لها في هذه القضية.

وأعلن مدعي عام إسطنبول السبت أن تحقيقا فتح لتوضيح ملابسات هذه القضية.

وتؤكد الرياض أن خاشقجي الصحافي الذي ينتقد السلطات ويكتب مقالات رأي لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، غادر القنصلية بعدما أجرى بعض المعاملات الثلاثاء، فيما تقول أنقرة إنه لا يزال في الداخل.

وفي مقابلة مع وكالة بلومبرغ نشرت الجمعة، أكّد ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان أنّ الصحافي ليس موجودًا في القنصلية، مبديًا استعداده للسماح للسلطات التركية بـ"تفتيش" مقرّها رغم ان "المبنى خاضع للسيادة السعودية (...) ليس لدينا شيء نُخفيه".


اقرأ أيضاً : قنصلية السعودية: ننسق مع تركيا لكشف ظروف اختفاء خاشقجي


ويُقيم خاشقجي في الولايات المتّحدة منذ العام الفائت خشية اعتقاله، بعدما انتقد قرارات أصدرها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والتدخّل العسكري السعودي في اليمن.

وتقول خطيبة خاشقجي التركية خديجة أ. (36 عاما) إنّ خطيبها دخل إلى القنصلية لتسلّم أوراق رسمية من أجل إتمام زواجهما، ولم يظهر منذ ذلك الحين.

وتابع ولي العهد السعودي في المقابلة "بحسب ما علمته، أنه دخل وخرج بعد بضع دقائق او ساعة، لست أكيدا"، مضيفا أنه "حريص جدا لمعرفة ما حل به".

لكن المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين أعلن مساء الاربعاء أنه بحسب المعلومات التي بحوزته فان الصحافي لا يزال موجودا في القنصلية.

وتم استدعاء السفير السعودي في انقرة الى وزارة الخارجية على خلفية هذه المسألة.

- "صحافي لامع"-

حذرت كلّ من منظّمة "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية الرياض مؤكدتين أنه إذا كان خاشقجي موقوفًا لدى السلطات السعودية فإنّ ذلك سيشكل حالة "اختفاء قسري".

ووجّهت الناشطة اليمنيّة توكل كرمان حائزة جائزة نوبل للسلام في 2011 والتي شاركت في تجمع تضامني مع خاشقجي الجمعة في اسطنبول، انتقادات حادّة إلى السلطات السعودية.

وفي بادرة تضامن مع خاشقجي، قررت صحيفة "واشنطن بوست" أن تترك المكان الذي ينشر فيه مقاله خاليا على احدى صفحاتها في عددها الصادر الجمعة.

وفي مقالة نشرتها الجزيرة بالانكليزية، قال الصحافي والمحلل بيل لو إنه يعرف خاشقجي منذ 16 عاما ووصفه بأنه "صحافي لامع لديه روح شديدة الاستقلالية لكنه براغماتي الى حد يخوله معرفة الى أي حد يمكنه الاقتراب من الخطوط الحمر". وأضاف أنه "صوت يجب على ولي العهد السعودي ان يصغي إليه".

وتحتل السعودية المرتبة 169 من أصل 180 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي تعده منظمة "مراسلون بلا حدود".

وخاشقجي الذي سيبلغ عامه الستين في 13 تشرين الاول/اكتوبر هو أحد الصحافيين السعوديين القلائل الذين انتقدوا حملات التوقيف التي طالت شخصيات ليبرالية وناشطات في سبيل حقوق المرأة رغم الإصلاحات التي أطلقها ولي العهد السعودي.

وكان كتب مقالات انتقد فيها بعض سياسات ولي العهد السعودي، قائلا إن المملكة منعته قبل أن يغادرها، من استخدام موقع تويتر للرسائل القصيرة "عندما حذرت من المبالغة في الحماسة للرئيس (الأميركي) دونالد ترامب عند انتخابه".

وتساءل في مقال وقعه بالتعاون مع روبرت ليسي في صحيفة "ذي غارديان" البريطانية في 6 آذار/مارس ما اذا كان برنامج ولي العهد السعودي، ومع توقيف معارضين وناشطين "يتجاهل الامر الاكثر أهمية في الاصلاحات: الديموقراطية؟".

ودعت صحيفة "ذي غارديان" الجمعة في افتتاحية المجموعة الدولية الى "محاسبة السلطات السعودية والمطالبة بأدلة على أنه غادر القنصلية فعليا".

وأكدت الصحيفة البريطانية أن "المخاوف هي أن يكون خاشقجي قد نقل في سيارة دبلوماسية وأرسل الى السعودية".

أخبار ذات صلة

newsletter