إيران تعتبر العقوبات الأمريكية حربا مالية
التايمز تحذر من تبعات "حرب باردة" بين الولايات المتحدة وإيران
نشرت صحيفة التايمز مقالا افتتاحيا عن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، تقول فيه إن "طبول حرب باردة بدأت تقرع" بين واشنطن وطهران.
وتتوقع الصحيفة مواجهة خطيرة بين البلدين، وذلك مع اقتراب موعد فرض واشنطن حظرا كاملا على صادرات النفط الإيرانية.
وتذكر أن مليشيا تدعمها إيران في سوريا تنافس القوات المدعومة من الولايات المتحدة من أجل السيطرة على الحدود العراقية السورية.
وتضيف التايمز أن مضيق هرمز يمكن أيضا أن يصبح نقطة مواجهة، إذ أن البحرية الإيرانية كفيلة بأن تجد أساليب لعرقلة حركة ناقلات النفط من الخليج إلى الغرب. فقد أجرت طهران مناورات عسكرية بالمنطقة في شهر آب.
وتعرضت منشآت أمريكية في العراق إلى هجمات بالصواريخ في البصرة وبغداد.
وترى الصحيفة أن هجمات إيران بالصواريخ على مواقع عصابة داعش الارهابية ليس مجرد عملية لمكافحة "الإرهاب"، وإنما تنبيه للاحتلال وأمريكا بأن طهران مستعدة للهجوم من الجو.
وتضيف أن إيران تسعى إلى "بناء الإمبراطورية الفارسية في نسخة عصرية، أما الولايات المتحدة فهدفها هو تكبيل يدي حكم الملالي".
وتقول التايمز إن الدبلوماسيين الإيرانيين لا يكادون يخفون سعادتهم العارمة بأن بريطانيا وفرنسا وألمانيا التحقت بالصين وروسيا بهدف إيجاد سبل لتجاوز العقوبات الأمريكية. وترى أن واجب الغرب اليوم هو قطع الرابط بين روسيا وإيران، وهي خلافات بين البلدين، ينبغي، حسب الصحيفة، استغلالها، بدل الانقسام.
الانتخابات البحرينية والشيعة
ونشرت صحيفة الفايننشال تايمز تقريرا كتبه أندرو إنغلاند وسيميون كير عن الانتخابات البرلمانية في البحرين والمعارضة الشيعية التي تدعو إلى مقاطعتها.
يقول الصحفيان إن الحكومة البحرينية قضت على الاضطرابات الكبيرة في البلاد، وأسكتت أغلب المنتقدين لها. فقد سجنت أكثر من 3 آلاف شخص، وحلت حركة الوفاق الشيعية، واعتقلت زعيمها. ودفعت بالمئات إلى الخروج من البلاد أو سحبت منهم الجنسية.
وتواجه المنامة اليوم تحديا هو إقناع الناخبين الشيعة بالتصويت من أجل إضفاء الشرعية على الانتخابات. ومنع أعضاء حركة الوفاق وحركة "وعد" من المشاركة في هذه الانتخابات. ويقول معارضون إن الحكومة تشجع من لا ينتمون إلى حركات سياسية على الترشح في الانتخابات مستقلين بدلا منهم.
ويرى مسؤولون غربيون، حسب التقرير، أن البحرين تسعى إلى إبعاد التيارات الدينية عن الحياة البرلمانية. وتعد البحرين حليفا للغرب إذ تستقبل الأسطول الأمريكي الخامس، وتمثل جدارا أمام إيران.
وشهدت سلسلة من الاحتجاجات قادها زعماء الشيعة في البلاد، كانت أكبرها عام 2011 في العاصمة المنامة. وقمعت هذه الاحتجاجات بمساعدة قوات أرسلتها السعودية لمساعدة اجهزة الأمن البحرينية.
وتتهم الحكومة حركة الوفاق بالتحريض على الاضطرابات، ولكن الحركة الشيعية تقول إنها تدعو إلى المظاهرات السلمية. وقاطعت الحركة الانتخابات التالية لأحداث 2011 وتسببت مقاطعتها في تراجع نسبة المشاركة.
لكن بعض الشيعة، حسب التقرير، يعتقدون أنه حان الوقت لكي يتفاعلوا مع الحكومة والعمل مع النظام من أجل معالجة المشاكل.
بوتين واستفتاء مقدونيا
ونشرت صحيفة الغارديان مقالا تحليليا كتبه، سيمون تيسدل، يرى فيه أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يتلاعب بالغرب في استفتاء مقدونيا.
ويقول سيمون إن رفض الناخبين في مقدونيا تغيير اسم بلادهم يبدو للوهلة الأولى شأنا داخليا. ولكن نتيجة الاستفتاء ستكون انتصارا باهرا لبوتين، واندحارا للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. وهي أيضا مثال آخر، حسب الكاتب، على قدرة روسيا ورغبتها في التأثير على المسار الديمقراطي في الدول الغربية.
وقد حذر مسؤولون غربيون من أن موسكو تحاول تقليل نسبة المشاركة في الاستفتاء من أجل إفساد النتيجة. فقد صوت 90 في المئة لتغيير الاسم، ولكن نسبة المشاركة كانت حوالي 36 في المئة، أي دون نسبة 50 في المئة المطلوبة لتجعل النتيجة ملزمة.
وتنفي روسيا التدخل في الاستفتاء، ولكن دبلوماسيين غربيين أكدوا أن 40 منشورا كانت تظهر يوميا على موقع فيسبوك تدعو إلى مقاطعة الاستفتاء. وكانت المنشورات تسأل: "هل تترك الألبانيين يغيرون اسمك"، وهو تحريض فاضح على الفتنة العرقية بين السلاف والألبانيين في مقدونيا.
وذكر وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أن روسيا دفعت أموالا للقائمين على حملة مقاطعة الاستفتاء. ودفعت الولايات المتحدة 8 ملايين دولار من أجل دعم التصويت لتغيير الاسم، كما دعمت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، ومنسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبين فيديريكا موغيريني، التصويت بنعم.
وهناك تقارير تفيد، حسب الكاتب، بأن بريطانيا دفعت أيضا أموالا للاستفتاء في مقدونيا، من أجل الاستقرار والرفاهية في البلاد.
لكن روسيا دفعت أكثر من كل هؤلاء، ووصل تلاعبها، حسب سيمون، إلى شمالي اليونان، إذ طردت أثينا في يوليو/تموز أربعة دبلوماسيين كانوا يثيرون الكراهية ضد المقدونيين في ثيسالونيك.