السامريون يبنون “العرش” في نابلس تخليدا لذكرى الخروج من مصر
رؤيا- حافظ أبوصبرا- سعى أبوعادل السامري 50 عاما لصناعة عُرشًا (بضمِ العين) مصنوع من الفواكه في بيته لهذا العام، بشكل أفضل من غيرها من أبناء الطائفة السامرية، التي تسكن على قمة جبل جرزيم قرب نابلس، شمال الضفة الغربية، والتي تعتبر نفسها السلالة الأصلية لبني إسرائيل الذين خرجوا من مصر، بصحبة النبي موسى.
ويقول السامري: “في عيد العرش (بضمِ العين)، نبنيه في المنازل بمشاركة الأطفال بناء على طلب رب العالمين من بني إسرائيل خلال التِيه في صحراء سيناء عقب خروجهم من مصر”.
ويعد عيد العرش (بضمِ العين)، من أكبر أعياد الطائفة السامرية التي يبلغ تعدادها 760 نسمة فقط، وتسكن على قمة جبل جرزيم بنابلس، وبمدينة حولون داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
ويشير عادل السامري: “العيد جميل، نعلق الفواكه نسعد ونزين الشوارع، نذهب إلى الكنيس، لكن لن نحج هذا العام إلى المكان المقدس″، فيما يضيف والده: “يبدأ عيد العرش لهذا العام اليوم السبت، بحسب التقويم السامري، ولقدسيته، تقتصر الطقوس على الصلاة في الكنيس″.
وكانت الطائفة السامرية صامت، الأسبوع الماضي، لمدة 24 ساعة متواصلة، حيث يقول الشاب خليل الكاهن: “كل من لا يرضع من والدته عليه أن يصوم هذا اليوم، ليكفر عن المعاصي، وكل نفس لا تصوم يعذبها الله”، حيث لفت إلى أن السامريين في غالبيتهم متدينين ويطبقونَ تعاليم التوراة.
ويتكلم السامريون اللغة العربية بطلاقة كونهم عاشوا في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية منذ أن وصلوا أرض كنعان حتى بداية التسعينات من القرن الماضي، حيث بنو حيا خاصا بهم على قمة جبل جرزيم قرب نابلس، ويتمتعون بمعاملة خاصة لدي الإسرائيليين حيث أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية اضافة للهوية الفلسطينية حيث أنهم يشغلون مناصب حكومية فلسطينية في العديد من الوزارات، فيما يتكلمون ايضًا اللغة العبرية القديمة التي نزل بها التوارة، بحسب قولهم، والتي تتكون من 22 حرفا.
الكاهن حسني السامري يقول أن عيد العُرش (بضمِ العين) يخلد ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر والتيه بصحراء سيناء تحت أشعة الشمس الحارقة حيث وقاهم الله بغيوم تحميهم أشعة الشمس، مشيرا إلى أن الله تعالى طالب بني إسرائيل بصناعة العُرش عند وصولهم للأراضي المقدسة (فلسطين)، فيما يشير الكاهن السامري لأن العُرش مصنوع من أربعة أصناف هي كفوف النخيل وأغصان الغار وثمر الحقل وثمرة الترنج (ليمون بحجم كبير).
وبين الكاهن حسني أن الله تعالى (بحسب عقيدتهم) طلب من بني إسرائيل صناعة العُرش من هذه الأصناف لكي يتعرفوا على مختلف مناطق الأراضي المقدسة حيث أن هذه المكونات لا تتوفر بمكان جغرافي واحد بفلسطين.
ويحتفل السامريون بسبعة أعياد اضافة لعيد العُرش هي الفصح وعيد أكل الخبز العويس وعيد رأس السنة وعيد الحصاد وعيد الغفران وعيد شموني “فرحة التوارة”.
ويتزاور السامريون بعيد العرش ويقدمون الحلويات ويمضون يومهم تحت العرش، ويحجون إلى قمة جرزيم كما يحجون أيضا بعيد الفِسح (بكسر الفاء) وبعيد الحصاد.
يذكر بأن السامريون يعتقدون بأنهم يملكون النسخة الأصلية للتوراة، التي يعود تاريخها إلى ما يزيد عن 3600 عام ومكتوبة على جلد غزال، ويؤمنون بخمسة أسفار من التوراة اليهودية فقط، ويقدسون جبل جرزيم بنابلس، وينفون ادعاء دولة إسرائيل بقدسية القدس وما يسمى بالهيكل لامزعوم فيها، وماتتحدث به عن أرض الميعاد.