قمة ثالثة بين الكوريتين واستقبال حار لرئيس كوريا الجنوبية في بيونغ يانغ

عربي دولي
نشر: 2018-09-18 16:46 آخر تحديث: 2018-09-18 16:46
الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون مع زوجتيهما - ارشيفية
الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون مع زوجتيهما - ارشيفية

أنهى الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الثلاثاء محادثات اليوم الأول من قمتهما الثالثة التي تعقد في بيونغ يانغ فيما استقبلت حشود المواطنين على الطرقات موكبهما بالإعلام ورموز التوحيد.

ويأمل مون الذي جاب شوارع بيونغ يانغ برفقة الزعيم الكوري الشمالي، في تحريك المحادثات التي تراوح مكانها بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة حول نزع الأسلحة النووية.

وقد بدأ الثلاثاء زيارته التي تستمر ثلاثة أيام الى بيونغ يانغ. وكان في استقباله في المطار الزعيم الكوري الشمالي. ومن هذا المطار كان كيم قد أشرف العام الماضي في أوج التوتر بين البلدين الجارين، على إطلاق صواريخ.

وتعانق الرجلان اللذان رافقتهما زوجتاهما قبل أن يتبادلا بضع كلمات، بينما كان مئات الأشخاص يلوحون بأعلام الشمال وآخرون يرفعون رموز التوحيد.

والشعار الوحيد الظاهر لكوريا الجنوبية كان على طائرة البوينغ 747 التي أقلت مون.

واصطف آلاف المواطنين على جانبي الطرق في بيونغ يانغ حاملين باقات زهور وهم يهتفون بصوت واحد "لتوحيد البلد" فيما انطلق كيم ومون في سيارة مكشوفة مرت أمام قصر كومسوسان حيث دفن والد كيم وجده.

وقال مون لكيم في مستهل محادثات رسمية استمرت ساعتين في مقر حزب العمال الحاكم "أنا مدرك جدا للثقل الذي نحمله" مضيفا أنه يشعر "بمسؤولية كبيرة".

وقال مون إن "العالم بأسره يراقب وأرغب في إظهار نتيجة السلام والازدهار للناس في أنحاء العالم".

وكان الشمال اجتاح في 1950 الجنوب ما تسبب في اندلاع الحرب الكورية. وفر والدا مون من الشمال خلال الحرب التي نجمت عن تقسيم شبه الجزيرة إلى كوريتين شمالية وجنوبية تفصل بينهما منطقة محصنة. ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية التقنية.

ومخاطبا ضيفه بعبارات تتسم بالاحترام، أشاد كيم بجهود مون في التوسط للقمة التاريخية في سنغافورة مع الرئيس الامريكي دونالد ترمب في حزيران مضيفا بأن "هذا أدى إلى استقرار في المنطقة وأتوقع مزيدا من التقدم".

والتزم كيم في سنغافورة "إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية"، وهي عبارة قابلة لتفسيرات عدة. ويتواجه الطرفان منذ ذلك الحين لتحديد المعنى الدقيق لهذه العبارة.

وتريد واشنطن "نزعا نهائيا وكاملا يمكن التحقق منه للاسلحة النووية" للشمال، فيما تريد بيونغ يانغ إعلانا رسميا لانتهاء الحرب الكورية التي استمرت بين 1950-1953 وتندد بوسائل "العصابات" التي تتبعها الولايات المتحدة في مطالبتها بنزع الأسلحة من جانب واحد.

وكررت مقالة في صحيفة رودونغ سينمون الناطقة باسم الحزب الحاكم في الشمال الانتقاد نفسه الثلاثاء. وقالت إن واشنطن تتحمل "كامل المسؤولية" عن تعثر المحادثات مضيفة بأن "الولايات المتحدة تصرّ بعناد على نظرية +نزع الاسلحة النووية أولا+".

ويجري مون جولة أخرى من المحادثات الرسمية مع كيم الاربعاء ضمن مساعيه لإقناعه باتخاذ خطوات ملموسة نحو نزع الأسلحة يمكن لمون أن يعرضها أمام ترامب المتوقع أن يلتقيه في وقت لاحق هذا الشهر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.


اقرأ أيضاً : رئيس كوريا الجنوبية يدعو ترمب وكيم إلى اتخاذ "قرار جريء"


وسيسعى الرئيس الكوري الجنوبي المؤيد للحوار، إلى تعزيز عملية التقارب بين الكوريتين وتقريب المحادثات بين الولايات المتحدة والشمال لخفض تهديد نزاع مدمر على شبه الجزيرة.

وفي نفس الوقت سيسعى كيم لضمان مزيد من التعاون بين الكوريتين وسط تحرك سيول وواشنطن بسرعتين متفاوتتين في تقاربهما مع بيونغ يانغ.

- عناوين متفائلة -

لكن المحللين خفضوا سقف التوقعات.

وقالت مجموعة يوراسيا للاستشارات في مذكرة إن اللقاء "قد يسفر عن عناوين متفائلة لكنه لن يحقق الكثير نحو تسريع جهود نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية".

وأضافت أن كيم سيركز على "مجالات تعد بفوائد اقتصادية على الشمال".

وتابعت إن "التقدميين داخل حكومة مون وخارجها ستكون لديهم حوافز قوية لتضخيم إنجازات القمة، بعد التعتيم الأولي على ما سيكون على الارجح عدم تحقيق إنجازات كبيرة".

ورغم انعقاد جولات عدة سابقة من المفاوضات مع الشمال إلا أن الاتفاقات كانت تنهار فيما بعد. وسيصادف الاربعاء ذكرى مرور 13 سنة على موافقة بيونغ يانغ على التخلي عن كامل أسلحتها النووية والعودة إلى اتفاقية وقف الانتشار النووي.

ومنذ ذلك الحين قامت بست تجارب نووية وأطلقت صواريخ بالستية عابرة للقارات قادرة على ضرب الأراضي الأميركية.

- أولا وثانيا وثالثا -

زيارة مون التي تستمر ثلاثة أيام هي الأولى لرئيس كوري جنوبي إلى بيونغ يانغ خلال عقد من الزمن -- بعد زيارة كيم داي-جونغ في 2000 ورو مون هيون في 2007.

وهي الثالثة بين الزعيمين بعد قمتين في نيسان وايار في المنطقة الفاصلة بين الكوريتين.

ويرافق مون في الزيارة كبار قادة قطاع الأعمال ومنهم وريث سامسونغ لي جاي يونغ ونائب رئيس مجلس إدارة شركة هيونداي موتور للسيارات. ومن المقرر أن يزور مع وفده مواقع رئيسية في بيونغ يانغ.

ويدفع مون -- الذي تظهر استطلاعات الرأي تراجع شعبيته وسط صعوبات اقتصادية في الجنوب -- باتجاه الحوار بين الكوريتين والذي تعقده عقوبات دولية عدة على الشمال. وأكدت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية ضرورة التزام الحذر وطالبت بتحقيق تقدم ملموس نحو نزع السلاح النووي أولا.

وكتبت صحيفة شوسون إيلبو المحافظة في مقالة افتتاحية الثلاثاء "عدد لا بأس به من الأشخاص ضاقوا ذرعا بالفعاليات المفاجئة بين الزعيمين". وأضافت أنه"على الرئيس مون أن يتوجه إلى بيونغ يانغ مع التصميم بأن الاجندة الأولى والثانية والثالثة لهذه القمة هي نزع السلاح النووي".

أخبار ذات صلة

newsletter