ترمب يواصل تصلبه ويهدد كندا مجددا بشأن المفاوضات التجارية

عربي دولي
نشر: 2018-09-02 12:16 آخر تحديث: 2018-09-02 12:16
ارشيفية
ارشيفية

كرر دونالد ترمب مجددا السبت تهديده باستبعاد كندا من اتفاق التبادل الحر بين دول امريكا الشمالية (نافتا) وذلك غداة تعليق مفاوضات تجارية صعبة اصطدمت بشكل واسع بتشدد الرئيس الامريكي.

وقال ترمب في سلسلة تغريدات غداة تعليق المباحثات حتى الاربعاء "ليست هناك ضرورة سياسية لابقاء كندا في اتفاق نافتا الجديد. اذا لم نبرم اتفاقا جيدا بعد عقود من التجاوزات، فان كندا ستكون خارج" الاتفاق.

كما هدد "ببساطة بانهاء العمل بنافتا" اذا تدخل الكونغرس في هذا الملف. وكتب ترمب الذي ابرمت ادارته اتفاقا منفصلا مع المكسيك تسعى كندا للانضمام اليه، "إما ان نبرم اتفاقا جديدا واما نعود الى ما قبل نافتا".

ويبقي ترمب بذلك الخط المتشدد فيما من المقرر ان تستانف المفاوضات مع كندا الاربعاء بواشنطن.

واعلنت الولايات المتحدة والمكسيك الاثنين التوصل الى تفاهم لا يشمل كندا لاعادة صوغ اتفاق نافتا الذي يربط البلدان الثلاثة لامريكا الشمالية والذي يعتبره ترمب غير منصف لبلاده. وتسعى واشنطن واوتاوا حاليا الى التوصل الى ارضية تفاهم تتيح انضمام كندا للاتفاق.

ولكن في الوقت الذي بدات ترتسم فيه ملامح هذا الاتفاق الامريكي الشمالي، انهت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند بحدة الجمعة المباحثات مع الممثل الامريكي للتجارة روبرت لايتيزر بسبب تصريحات ادلى بها الرئيس الامريكي.

وكان ترمب تباهى في تصريح صحافي بان ادارته لم تقدم اي تنازل لكندا وان اي اتفاق لن يتم "فقط الا بشروطنا".

وبحسب ما نقلت صحيفة تورنتو سوار عن وكالة بلومبرغ فان ترمب لم يمتنع عن التصريح بذلك علنا لانه "سيكون مهينا ان لا يتوصلوا (الكنديون) الى اتفاق" مضيفا "لا يمكنني قتلهم".

ثم اكد ترمب تصريحاته في تغريدة قال فيها "على الاقل باتت كندا تعرف ما عليها فعله".

وتابع السبت في تغريدة اخرى "احب كندا لكنهم استغلوا بلدنا لسنوات".

- تجاهل -

ورغم ان المفاوضين الكنديين والامريكيين تظاهروا بتجاهل هذه التصريحات مفضلين الحديث عن "مباحثات مثمرة" و"تقدم" ومشاورات جديدة الاربعاء، فان اللهجة العدائية لترمب سممت على الاقل هذه المباحثات الدقيقة.

بيد ان استئناف المفاوضات سيكون في اجواء اقل صفاء وخصوصا ان ترمب لا يبدي اي مؤشر تهدئة حتى مع حلفائه التاريخيين.

فخلال هذا الاسبوع لم يتردد في التهجم على توافق هش تم التوصل اليه الشهر الماضي مع بروكسل.

وكان ترمب ورئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر تعهدا نهاية تموز/يوليو ب "العمل معا على ازالة الرسوم الجمركية والحواجز غير الجمركية" مع استثناء قطاع السيارات.

وكلف فريق عمل بقيادة المفوضة الاوروبية للتجارة سيسيليا مالستروم والممثل التجاري الامريكي بالعمل على دراسة الخطوط العريضة لهذا الاتفاق.

وفي بادرة حسن نية الخميس قالت مالستروم ان الاتحاد الاوروبي مستعد لخفض الرسوم الجمركية الى الصفر حتى على السيارات اذا فعلت واشنطن الامر ذاته.

ورد ترمب الحانق من وجود سيارات مرسيدس في شوارع نيويورك "هذا غير كاف" مضيفا "ان مستهلكيهم معتادون على شراء سياراتهم وليس سياراتنا".

كما ان ترمب ينوي تفعيل سلسلة جديدة من الرسوم الجمركية ضد الصين ربما بداية من منتصف ليل الخميس المقبل.

ولمعاقبة الصين التي يتهمها ترمب بممارسات تجارية "غير شرعية" و"سرقة ملكية فكرية"، تفرض واشنطن حاليا رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة على سلع صينية بقيمة 50 مليار دولار.

-زيادة الضغط-

وردت الصين بالمثل. لكن الادارة الامريكية قالت ان موجة جديدة من هذه العقوبات يمكن ان تفرض في ايلول/سبتمبر وتشمل منتجات بقيمة 200 مليار دولار.

وبحسب وكاة بلومبرغ التي اعتمدت مصادر عدة، فان ترمب يمكن ان يفعل ذلك بعد فترة من المشاورات العامة.

والهدف بالنسبة للادارة الامريكية التي اشعلت هذه الحرب، يبقى زيادة الضغط على الصين لحملها على خفض فائضها التجاري الهائل مع الولايات المتحدة والذي فاق 375 مليار دولار في 2017، حتى ان ترمب هدد باستهداف مجمل السلع المستوردة من الصين والتي تبلغ قيمتها نحو 505 مليارات دولار.

لكن على الجبهة الكندية يمكن ان تخسر واشنطن الكثير في سوقها الرئيسي، بحسب ما قالت وزيرة الخارجية الكندية.

واكدت انه بالنسبة لواشنطن يبقى الجار الامريكي الشمالي "اهم من الصين واليابان والمملكة المتحدة مجتمعين" اذ انه "يمثل اكثر من ملياري دولار من النشاط يوميا".

واضافت "اعرف ان الجانبين يفهمان" اهمية اتفاق نافتا ومهمة المفاوضين الكنديين هي التوصل الى صيغة مربحة للطرفين.

أخبار ذات صلة

newsletter