Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
انتهاكات مستمرة للمسجد الأقصى في ذكرى إحراقه | رؤيا الإخباري

انتهاكات مستمرة للمسجد الأقصى في ذكرى إحراقه

فلسطين
نشر: 2018-08-19 11:56 آخر تحديث: 2018-08-19 12:08
القدس
القدس

لم تتوقف النيران في المسجد الأقصى، منذ اشعلها المتطرف اليهودي الأسترالي مايكل دينس روهان في 21 آب عام 1969، فقد باتت أشد خطورة وأعنف من ذي قبل، من حيث تصاعد وتيرة الاعتداءات والاقتحامات من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية، واستهداف المصلين والمرابطين في المسجد، ناهيك عن الحفريات والأنفاق وعمليات التهويد والاستيطان. وتتزامن الذكرى 49 لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، مع اول ايام عيد الأضحى المبارك، فيما المسلمون مجتمعون من كل انحاء العالم لأداء فريضة الحج متوجهين لله تعالى بالدعاء ان يفك اسر الأقصى من ايدي المغتصبين.

ولعل قيام قوات الاحتلال يوم الجمعة الماضي بإغلاق أبواب المسجد الأقصى وطرد المصلين من ساحاته، بعد اندلاع مواجهات إثر اقتحامها للمسجد، خير دليل على اصرار حكومة الاحتلال على استفزاز المسلمين هناك في محاولة لفرض سيطرتها الكاملة على المسجد.

ففي صبيحة، الخميس الموافق 21 آب 1969 المشؤوم، اندلعت النيران في المسجد الأقصى، والتهمت ألسنة اللهب المتصاعدة المصلى القبلي، وأتت على أثاث المسجد وجدرانه، وعلى مسجد عمر بن الخطاب، ومحراب زكريا، ومقام الأربعين، وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالًا داخل المسجد.

وطال الحريق منبر صلاح الدين الأيوبي، الذي يعتبر قطعة نادرة مصنوعةً من قطع خشبية، معشَّق بعضها مع بعض دون استعمال مسامير أو براغي أو أية مادة لاصقة، وأجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب الرخامي الملون والجدران الجنوبية، وأدت إلى تحطم 48 شباكًا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجاج الملون، واحترق السجاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية.

مساعد أمين عام وزارة الأوقاف ومدير متابعة شؤون القدس وشؤون المسجد الأقصى المهندس عبد الله العبادي قال إن مدينة القدس هي مدينة محتلة بموجب القانون الدولي، وهناك احتلال غاشم عليها يقوم بمحاولة تغيير الوضع التاريخي القائم بها بشكل عام، وفي المسجد الأقصى المبارك بشكل خاص. وبين أن التطرف يزداد يوما بعد يوم في القدس وفي المسجد الأقصى بالذات، مشيرا إلى الانتهاكات اليومية للمسجد الأقصى المبارك من قبل المتطرفين وحكومة الاحتلال.


اقرأ أيضاً : 170 شهيدا في غزة منذ انطلاق مسيرات العودة


وأشار إلى المحاولات السابقة لمضايقة أهلنا في مدينة القدس للاستيلاء على المسجد الأقصى، لافتا إلى انه منذ محاولة إحراقه، والجهات المعنية تعمل بجهد كبير لإعادة المسجد كما كان عليه في السابق قبل تعرضه للاحتراق.

وقال إن الحريق أتى على أكثر من ثلث المسجد، بأسقفه وزخارفه، وكان من أهم المعالم التي حرقت آنذاك، المنبر التاريخي الذي أتى به صلاح الدين الأيوبي، كعلامة من علامات النصر في ذلك الوقت.

وأشار إلى أن جلالة المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه أمر بتشكيل لجنة من العلماء والمهندسين والفنانين المختصين لإعادة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة داخله، والمباني الدينية الأخرى في المسجد الأقصى المبارك، وقد تبرع جلالته بتكاليف الإعمار كاملة.

وأضاف أن أعضاء اللجنة قاموا بالعديد من الدراسات حتى تمكنوا من فك لغز تصميم منبر صلاح الدين الذي يتألف من 16500 قطعة خشبية معشقة مع بعضها دون استخدام المسامير او البراغي او اي مواد يمكن ان تكون لها اثر كالغراء او غيره. وأوضح ان اللجنة قامت بتصنيع منبر جديد في جامعة البلقاء التطبيقية وتم تركيبه هناك، ووضع جلالة الملك عبدالله الثاني اللوحة الزخرفية الأولى في جسم المنبر الجديد، وخلال اربع سنوات تم تصنيعه بالكامل ومن ثم نقله إلى المسجد الأقصى المبارك بداية العام 2007 بنفس القياسات والتصميم والشكل والخشب والعلامات والآيات والخط العربي التي تميز بها المنبر الأصلي. ونوه إلى أن اللجنة استمرت بأمر من جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، وبدعم من جلالة الملك عبدالله الثاني بترميم باقي الأجزاء التي أصابها الحريق، مشيرا إلى أنها انتهت من أعمال ترميم المسجد الأقصى المبارك بكافة مرافقه من اثأر الحريق المشؤوم، اذ قامت بترميم 1560 مترا مربعا من الزخارف الفسيفسائية الموجودة بالمسجد وتوثيقها وتحليلها ورسمها وإعادتها إلى ما كانت عليه في العهد الأموي الأول، مؤكدا انه سيتم استلام المرحلة السابعة والأخيرة منها خلال الشهر المقبل لتثبيتها مكانها على جدران المسجد الأقصى. وأشار العبادي إلى وجود عدة مشروعات ترميمية تزيد قيمتها على 5 ملايين دولار – من حساب جلالة الملك عبدالله الثاني – داخل أروقة المسجد الاقصى، وان العمل مستمر هناك بإشراف من لجنة إعمار المسجد الأقصى.

مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ "محمد عزام" الخطيب التميمي قال إن المخاطر التي تتهدد المسجد الأقصى المبارك مستمرة بعد 49 سنة مضت على الحريق المشؤوم الذي حدث يوم 21 آب من عام 1969، ذاك الحريق الذي أتى على كنوز اثرية لا تقدر بثمن.

وبين ان الحريق دمر اكثر من ربع المسجد الأقصى وما فيه من فسيفساء اثرية ورسوم نادرة على اسقفه الخشبية وسجاده الفارسي، وفي مقدمة ما دمره الحريق منبر صلاح الدين الأيوبي-عندما حرر القدس عام 583 هـ / 1187 م من يد الصليبيين، ووضعه في المسجد الأقصى ليظل شاهدا حيا على ان القدس مدينة عربية إسلامية -وستظل كذلك الى ان يرث الله الأرض وما عليها. وقال ان الدفاع عن القدس ومقدساتها امانة حملها الهاشميون وهم قائمون عليها خير قيام، ونسأل الله ان يوفقهم في وقف حملات التطرف المحمومة من الجهات اليهودية التي تحاول بكل الوسائل الخبيثة للمس بهذه المقدسات وهم اهل لذلك نيابة عن الأمة الإسلامية جمعاء. وأضاف " بعد مرور 49 عاما على الحريق المشؤوم تزداد المخاطر التي تتهدد الأقصى بنيانا وإنشاء، فحفريات الاحتلال في محيط المسجد تهدد مبنى المسجد الأقصى وجدرانه وسائر منشآته".


اقرأ أيضاً : محافظ القدس: ما جرى في "الأقصى" مفتعل والهدف إغلاق المسجد والسيطرة عليه


كما تهدد الانفاق التي تحفرها سلطات الاحتلال في البلدة القديمة من مدينة القدس – وفقا للشيخ التميمي - المدارس الاثرية التاريخية الإسلامية وسلوان ومسجد سلوان والبيوت الاسلامية فيها، مشيرا الى ان البؤر الاستيطانية التي تزرعها سلطات الاحتلال في مختلف ارجاء المدينة المقدسة وسلوان والشيخ جراح تهدد الوجود العربي الاسلامي في القدس. وأوضح ان سلطات الاحتلال تستعمل كل الوسائل الاجرامية في سبيل اخراج اهل القدس من مدينتهم، فتزوير الوثائق يتم في اروقة المحاكم ومكاتب المحامين بدعم من سلطات الاحتلال، واعمال البلطجة لزراعتها في منطقة الواد في محيط المسجد الاقصى المبارك تستهدف كل وجود عربي اسلامي في القدس.

وقال ان سلطات الاحتلال تمنع المسلمين من الوصول الى المسجد الاقصى بهدف تفريغ المسجد من المسلمين، وجعله متحفا اثريا لزيارة الغرباء وعرقلة سلطات الاحتلال اعمال الترميم الضرورية في المسجد الاقصى وفرض قوانين الاحتلال عليه وسلب الاوقاف الاسلامية صاحبة الحق الشرعي في صيانته وترميمه وادارته، كل ذلك يجري تحت سمع العالم المتحضر وبصره، ولا احد يحرك ساكنا سوى بيانات الشجب والاستنكار التي تصدر هنا او هناك، وهي لا تردع المعتدي عن التمادي في اعتدائه. وأعرب عن تقدير إدارة الأوقاف في القدس للموقف النبيل الذي يقفه الاردن الهاشمي الذي يرعى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، حيث الإعمار الهاشمي متواصل والذي لم يسبق ان حصل في تاريخ هذا المسجد بهذه المشاريع الملكية الهاشمية الضخمة.

وأكد ان إعادة المنبر الهاشمي منبر صلاح الدين الأيوبي الى مكانه الطبيعي زين صدر المسجد الأقصى بتاريخ 23 شباط من العام 2007 م، حيث اعيد صنعه في عمان، وغيرها من المشاريع وخاصة ترميم فسيفساء قبة الصخرة المشرفة، ومشاريع الإنارة والتبليط والفرش بالسجاد وغيرها.

وشدد على ان حماية المقدسات بالقدس هو اولوية هاشمية توارثها ملوك بني هاشم، واخرها وصاية ورعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على هذه المقدسات.

أخبار ذات صلة

newsletter