الصفدي
قرض ميسر بقيمة 30 مليون يورو من اسبانيا لمشروع ناقل البحرين
أعلن وزير الخارجية أيمن الصفدي عن بدء إجراءات المصادقة على قرض ميسر من الحكومة الإسبانية بقيمة 30 مليون يورو لتمويل مشروع ناقل البحرين.
وأجرى الصفدي ونظيرة الإسباني جوزيف بوريل، الاثنين، محادثات ركزت على تعزيز التعاون بين البلدين إضافةً إلى المستجدات الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك.
ووقع الوزيران بعد لقائهما في العاصمة الإسبانية مدريد مذكرة تفاهم لتأطير عملية التشاور السياسي ومأسستها وأعلن وزير خارجية اسبانيا بدء حكومته إجراءات المصادقة على قرض ميسر للملكة لتمويل مشروع قناة نقل مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت.
وبحث الصفدي وبوريل آفاق زيادة التعاون في جميع المجالات بين البلدين اللذين تربطهما علاقات صداقة تاريخية بين العائلتين المالكتين فيهما واللذين حققا تقدماً لافتاً في زيادة التعاون والتنسيق في جميع المجالات.
واستعرض الوزيران الخطوات التي يتخذها البلدان لتعزيز التعاون الإستثماري والإقتصادي ، حيث وضع الصفدي نظيره الإسباني في صورة الإجراءات التي تتخذها المملكة لتطوير بيئتها الإستثمارية وتعزيز قدراتها التنافسية لجذب الإستثمارات التي تستطيع الإفادة من موقع الأردن وعلاقاته لدخول أسواق المنطقة والتصدير إلى أسواق عالمية كبيرة يملك الاْردن معها إتفاقيات تجارة حرة.
وأكد الوزيران أيضا الحرص على تطوير العلاقات الدفاعية وزيادة التنسيق في جهود حل الأزمات الإقليمية، وفِي مقدمها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
و أكد الصفدي أن حل الصراع وفق حل الدولتين الذي يضمن حق الفلسطينيين في الحرية والدولة على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية يمثل السبل الوحيد لتحقيق الأمن و الإستقرار والسلام الشامل في المنطقة. وقال إن الصراع سببه الإحتلال وأن حله هو نهاية الاحتلال.
كما أكد الوزيران أهمية إستمرار الجهود لهزيمة الاٍرهاب وظلاميته. وأشار الصفدي إلى أن هزيمة الاٍرهاب تتطلب بالإضافة إلى دحرها عسكرياً حل الصراعات الإقليمية وإنهاء بيئات اليأس التي يعتاش عليها وفق المنهجية الشمولية التي طالما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني على ضرورة إعتمادها لضمان تدمير الاٍرهاب وظلاميته عسكرياً وأمنياً وفكرياً.
وفِي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسباني أكد وزير الخارجية أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية التي لن تنعم المنطقة بالسلام الشامل من دون حلها بما يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفِي مقدمها حقه في الحرية والدولة المستقلة على ترابه الوطني وفق قرارات الشرعية الدولية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب اسرائيل.
وقال إن الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر. وحذر من تبعات إستمرار غياب آفاق انتهاء الإحتلال.
كما شدد الصفدي على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء الوضع اللإنساني الذي يعاني منه القطاع. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك بفاعلية لإيجاد أفق سياسي ينهي معاناة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة عبر إنهاء الإحتلال وقيام الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وثمن وزير الخارجية موقف اسبانيا الداعم لحل الدولتين والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وأكد أهمية الدور الأوروبي ومواقفه المبدئية في جهود حل الصراع وتحقيق الإستقرار والسلام الإقليميين.
وقال الصفدي في رد على سؤال إن الأردن يدعو دول الإتحاد الأوروبي إلى الإعتراف بالدولة الفلسطينية في موقف يمثل الإجماع العربي، ويثمن مواقف أروربا التي، وإن لم تعترف جميعها بالدولة الفلسطينية بعد، تؤيد قيام الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين، ورفضت قرار الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ولفت إلى أهمية إعلان الممثل الأعلى للسياسية الخارجية الأوروبية فيديريكا موغاريني أَن أي من دول الاتحاد لن تنقل سفارتها إلى القدس.
كما أكد الصفدي أن لا حلاً عسكرياً للازمة في سوريا ودعا إلى تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في إطار تحرك تكون مصالح الشعب السوري وإنهاء معاناته ووقف الدمار والخراب في سوريا أولويته وهدفه.
وقال إنه لا بد من إنهاء هذه المعاناة وما أنتجته من قتل ودمار عبر حل سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها ويقبله السوريون. وزاد أن الأردن مستمر في العمل مع المجتمع الدولي للتوصل لهذا الحل. ولفت إلى أهمية التعاون والتنسييق الأردني - الروسي في هذا السياق وفِي التوصل لإتفاقيات التسوية بين النظام السوري والمعارضة في الجنوب السوري.
وشدد وزير الخارجية على أن الأردن الذي لم ولن يتخلى عن دوره الإنساني إزاء الأشقاء السوريين يشجع العودة الطوعية لمليون وثلاثمائة ألف مواطن سوري في الأردن ويعمل مع شركائه في المجتمع الدولي لإعادة الأمن والإستقرار إلى سوريا وبالتالي تهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين.
وأكد الوزيران إستمرار التعاون في الحرب ضد الإرهاب وظلاميته. وشدد الصفدي على أن الإرهاب وعصاباته آفة خارج إنسانيتنا المشتركة لا تنتمي إلى حضارة أو دين ولا علاقة لها بالدِّين الاسلامي الحنيف وقيم السلام وإحترام الآخر التي يمثل.
وثمن وزير خارجية إسبانيا المواقف الأردنية ودور المملكة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في تعزيز الأمن والإستقرار. وأشاد بالموقف الأردني إزاء اللاجئين مثالاً يحتذى.
وأكد دعم بلاده للأردن وشدد أن إسبانيا ماضية في العمل على تعزيز الشراكة مع المملكة.
كما أكد الوزير الإسباني إلتقاء بلاده مع الموقف الأردني حول حتمية التوصل لحل الدولتين سبيلاً لحل الصراع ومشاركتها القلق الأردني من تبعات الإنسداد السياسي في الجهود السلمية.
إلى ذلك شارك الصفدي في جلسةً حواريةً نظمها "البيت العربي" (مؤسسة تابعة لوزارة الخارجية والتعاون الإسبانية) حضرها شخصيات سياسية وإعلامية وفكرية وإقتصادية إسبانية بحثت العلاقات الأردنية - الإسبانية والمستجدات في المنطقة.