لو لم تصبه رصاصة الاحتلال محمد الدرة اليوم يكمل 25 عاما!
رؤيا – حاتم الشولي – تصادف اليوم 30 ايلول ذكرى اغتيال الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي قتلته رصاصات الاحتلال امام شاشات التلفزة العربية والعالمية، وصراخه وصل لكل طفلِ يلهو في ارجاء الكرة الارضية، الا ان غطرسة الاحتلال لم تمنعه من اللعب فقط .. بل حكمت بمنعه من الحياة حتى وصلت اليه طلقة انهت حياته وهو يحاول ان يحتضن والده في صورة ترسم كل معالم الخذلان والضعف العربي.
اغتيل الدرة في ثاني ايام الانتفاضة الفلسطينية المباركة "انتفاضة الأقصى" والتقطت عدسة المصور الفرنسي شارل إندرلان والمراسل بقناة فرنسا 2 مشهد احتماء جمال الدرة وولده محمد البالغ من العمر اثنتي عشرة عامًا، خلف برميل إسمنتي، بعد وقوعهما وسط محاولات تبادل إطلاق النار بين الجنود الإسرائيليين والثوار الفلسطينيين. وعرضت هذه اللقطة التي استمرت لأكثر من دقيقة، مشهد احتماء الأب وابنه ببعضهما البعض، ونحيب الصبي، وإشارة الأب لمطلقي النيران بالتوقف، ثم إطلاق وابل من النار والغبار، وبعد ذلك ركود الصبي على ساقي أبيه.
الشاعر العربي الفلسطيني الكبير محمود درويش كتب قصيدة طويلة يرثي فيها الطفل الدرة:
"محمّد،
يعشّش في حضن والده طائراً خائفاً
من جحيم السماء: احمني يا أبي
من الطيران إلى فوق! إنّ جناحي
صغيرٌ على الريح… والضوء أسود
محمّد،
يريد الرجوع إلى البيت، من
دون درّاجة… أو قميصٍ جديد
يريد الذهاب إلى المقعد المدرسيّ…
إلى دفتر الصرف والنحو: خذني
إلى بيتنا، يا أبي، كي أعدّ دروسي
وأكمل عمري رويداً رويداً…
على شاطئ البحر، تحت النخيل
ولا شيء أبعد، لا شيء أبعد
محمّد"
محمد الدرة الذي اغتيل عام 2000 وكان عمره 11 عاما، لو اخطأت الطلقة مسارها كان الدرة الآن بيننا شابا وعمره 25 عاماً!