مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

خبراء: "جيش القسام الشعبي".. تكتيك لتوسيع "حرب العصابات" مع الاحتلال

خبراء: "جيش القسام الشعبي".. تكتيك لتوسيع "حرب العصابات" مع الاحتلال

نشر :  
منذ 9 سنوات|
اخر تحديث :  
منذ 9 سنوات|

رؤيا- الاناضول- رأى مختصان في الشؤون الفلسطينية أن هدف كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" من الشروع في تشكيل "جيش شعبي" بقطاع غزة، تحويل أي معركة قادمة مع إسرائيل إلى "حرب عصابات" واسعة يستطيع الجميع فيها حمل السلاح للدفاع عن مدينته ومساندة "المقاومة".

وتوقع المختصان في حديثين منفصلين لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، أن تنجح فكرة تشكيل "الجيش الشعبي" في غزة، خاصة بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، التي خلفت "دعما شعبيا فلسطينيا كبيرا للمقاومة" في غزة، ورغبة لدى آلاف الشباب بالالتحاق بالأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية.

وشرّعت "كتائب القسام"، مؤخرا، في تشكيل جيش شعبي في قطاع غزة، "استعدادا لأي حرب قادمة مع إسرائيل".

ودعت عبر إعلانات علّقت في بعض مساجد قطاع غزة، الشباب للانضمام لـ"الجيش"، الذي قالت إنه سيتدرب على مختلف الأسلحة.

وقالت كتائب القسام في الإعلان، الذي اطلعت وكالة "الأناضول" للأنباء على فحواه، إنّها ستدرب الجيش، على مختلف الأسلحة الخفيفة وبعض الأسلحة الثقيلة، كي يكون "سندا وعونا للمقاومة في أي حرب قادمة مع إسرائيل".

وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني تيسير محيسن، إن "فكرة الجيش الشعبي ليست جديدة فقد طرحت لدى كتائب القسام منذ أوائل انتفاضة عام 2000، وكان دافعها وجود احتضان شعبي واسع للمقاومة المسلحة ضد الاحتلال".

وأضاف محيسن أنه "بعد المعركة الأخيرة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي بات واضحا وجود مساحة احتضان كبيرة في صفوف الفلسطينيين للمقاومة رغم المعاناة الكبيرة التي لحقت بهم جراء الحرب، لذلك فكرت كتائب القسام ماليا بضرورة استثمار هذا الدعم الواسع وتجسيده عمليا من خلال تكتيك جديد يتمثل بتشكيل جيش شعبي ينتسب إليه كل من يرغب ويطمح أن يكون مقاتلا يدافع عن قضيته".

والجيش الشعبي الذي تشرع كتائب القسام بتشكيله "يوازي في الدول الرسمية فكرة التجنيد، بمعنى تحويل كل شباب الشعب الفلسطيني إلى مقاتلين قادرين على حمل السلاح والدفاع عن أنفسهم وعائلاتهم لحظة تعرض الوطن لأي عدوان"، كما يقول الخبير السياسي محيسن.

ورأى أنه "في ظل غياب الدولة، لا بد للمقاومة الفلسطينية أن تجسد فكرة التجنيد ليتحمل الجميع مسؤولياتهم أمام أي عدوان مقبل"، مستبعدا أن يتحول التحاق الشباب الفلسطيني بالجيش الشعبي إلى "أمر إجباري".

وتوقع أن تجد فكرة الجيش الشعبي "إعجابا كبيرا من الشباب الفلسطينيين خاصة بعد المعركة الأخيرة التي أنتجت أرضية خصبة لصالح المقاومة".

وأشار محيسن، إلى أن "تشكيل الجيش الشعبي التابع لكتائب القسام سيواجه صعوبات مستقبلية من أهمها التكلفة المادية الكبيرة لتسليح عناصر هذا الجيش، بالإضافة إلى الضغوط التي ستتعرض لها حماس من المجتمع الدولي وبعض الدول الإقليمية والسلطة الفلسطينية لتفكيك هذا الجيش الذي يرى الجميع فيه خطرا على إسرائيل".

من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة هاني البسوس: إن "فكرة تشكيل الجيش الشعبي تمثل نقطة تحول في العمل العسكري لحركة حماس، وتهدف إلى أن يكون الفلسطينيين على أهبة الاستعداد لمقاومة الجيش الإسرائيلي في حال فكر في إعادة احتلال قطاع غزة".

وأضاف البسوس أن "كتائب القسام تحاول من خلال هذا الجيش تحويل أي معركة قادمة مع إسرائيل إلى حرب عصابات يستطيع الجميع في غزة أن يكون جندي فيها يدافع عن مدينته وأهله".

ورأى أن "تشكيل الجيش الشعبي يأتي من باب وجود احتمال بعودة الحرب ومحاولة إسرائيل احتلال قطاع غزة بشكل كامل".

وستعمل كتائب القسام من خلال هذا الجيش على "تدريب كل من يرغب على استخدام أنواع السلاح الخفيفة، وبعض الأسلحة المتوسطة والثقيلة، ليكونوا قادرين في حال اندلاع مواجهة مع الاحتلال على مواجهته باستخدام أسلحة قد توزعها الكتائب عليهم لمساندة المقاومة وتكبيد المحتل أكبر قدر من الخسائر"، وفق البسوس.

ولا يتوقع أن يعمل عناصر الجيش الشعبي إلا في حال كان هناك توغل إسرائيلي في عمق قطاع غزة.

وأشار إلى أن "من أبرز العقبات التي ستواجه فكرة الجيش هي قلة السلاح والموارد المالية خاصة في ظل الحصار المفروض على غزة، بالإضافة إلى فرض مزيد من القيود والضغوط على حركة حماس من الأطراف الرافضة لمثل هذا الجيش مثل الولايات المتحدة وبعض الدول الإقليمية وإسرائيل والسلطة الفلسطينية".

وكان أحد المسؤولين عن تدريب الجيش الشعبي التابع لكتائب عز الدين القسام، ويدعى "أبو جعفر"، قد قال في حديث لـ"الأناضول" أمس الأحد، "إن أعداد المنتسبين لمعسكرات تشكيل الجيش شعبي كبير جدا وجميعهم فوق سن 16 عام".

وأضاف "أبو جعفر" أن "إعداد الجيش الشعبي يأتي لمواجه العدو الإسرائيلي في أي جولة قادمة".

وأشار إلى أن التدريبات ستستمر حتى الانتهاء من إعداد الفرد بشكل جيد وتدريبه على جميع أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وبدأت كتائب القسام عملها عام 1990، لكنها أعلنت عن نفسها لأول مرة في 1يناير/كانون ثاني1992، حيث أصدرت بيانها الأول، وتبنت فيه عملية قتل حاخام "مستوطنة كفار داروم".

ونجحت كتائب القسام في تطوير قدراتها الذاتية، ونظام تسليحها بشكل فائق، حيث بدأت عملها بأسلحة بدائية رديئة، وانتهى بإعلانها امتلاك “طائرات بدون طيار”، وراجمات صواريخ بعيدة المدى، وتصنيعه بنادق قنص، عالية المستوى.

وتصدت كتائب القسام لثلاثة حروب قصيرة، شنتها إسرائيل على قطاع غزة خلال الأعوام (2008، 2012، 2014).

وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، التي بدأت في 7 يوليو/تموز، واستمرت 51 يوما، أعلنت كتائب القسام أنها كبدت الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، وتمكّنت من أسر جندي إسرائيلي، يدعى أرون شاؤول، خلال عملية نفذتها شرقي غزة.

وتتهم إسرائيل حركة حماس، باحتجاز جثة ضابط آخر، قُتل في اشتباك مسلح شرق مدينة رفح في 1 أغسطس/آب الجاري، وهو ما لم تؤكده الحركة حتى الآن.

وأفادت بيانات رسمية إسرائيلية بمقتل 68 عسكريا، و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً، بينهم 740 عسكريا، خلال الحرب الأخيرة.

وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي في الـ 26 أغسطس/آب الماضي إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية خلال شهر من الاتفاق، ومن أبرزها تبادل الأسرى وإعادة العمل إلى ميناء ومطار غزة.

وأعلنت الخارجية المصرية الثلاثاء الماضي، على لسان المتحدث باسمها، بدر عبد العاطي، أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ملتزمان بتثبيت التهدئة، وقدما مقترحاتهما لجدول أعمال لبحث القضايا العالقة، على أن يتم استكمال المفاوضات غير المباشرة خلال النصف الثاني من شهر أكتوبر/ تشرين أول، المقبل في القاهرة.