Please enable JavaScript
Email Marketing by Benchmark
أين سيتجه الجيش السوري بعد الغوطة الشرقية؟ | رؤيا الإخباري

أين سيتجه الجيش السوري بعد الغوطة الشرقية؟

عربي دولي
نشر: 2018-03-31 23:33 آخر تحديث: 2018-03-31 23:33
ارشيفية
ارشيفية

أعلن الجيش السوري السبت، فور انتهاء عمليات الاجلاء من جنوب الغوطة الشرقية، مواصلته القتال لاستعادة مدينة دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة، بينما لا يزال مصيرها معلقاً بانتظار نتائج مفاوضات مع روسيا.

وبعد اجلاء أكثر من 45 ألف مقاتل ومدني من جنوب الغوطة الشرقية على مدى ثمانية أيام، باتت القوات الحكومية تسيطر على 95 في المئة من مساحة الغوطة الشرقية، اثر هجوم عنيف بدأته في 18 شباط/فبراير، تسبب بمقتل أكثر من 1600 مدني وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتشكل خسارة الفصائل المعارضة للغوطة الشرقية التي شكلت معقلها الأبرز قرب دمشق منذ العام 2012 ضربة قاصمة تعد الأكبر بعد خسارة مدينة حلب في نهاية العام 2016.

وقال ضابط برتبة لواء في تصريحات بثها التلفزيون السوري الرسمي مباشرة من ممر عربين بينما يحيط به ضباط وجنود "نعلن انتصاراً مدوياً على مشروع الارهاب"، واصفاً ما تحقق بانه "نقطة تحول" في مسار الحرب في سوريا.

وأضاف "ما بعد الغوطة غير ما قبلها ويؤسس للنصر الكبير على كامل الاراضي السورية"، مؤكداً ان "هناك قرارا قطعيا لا رجعة عنه (..) بتطهير كل شبر من أراضي سوريا تتواجد عليه تنظيمات ارهابية".

وأفادت قيادة الجيش في بيان السبت "أنجزت تشكيلات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة عمليتها العسكرية واستعادت السيطرة على جميع مدن وبلدات الغوطة الشرقية (...) في وقت تواصل وحدات أخرى أعمالها القتالية في محيط مدينة دوما لتخليصها من الإرهاب".

- غموض حول دوما -
وبموجب اتفاق مماثل بين روسيا وحركة أحرار الشام، تم اجلاء أكثر من 4600 شخص من مدينة حرستا الأسبوع الماضي.

وفور انتهاء عمليات الاجلاء السبت، أعلنت وكالة الانباء السورية "سانا" جنوب الغوطة الشرقية منطقة "خالية من الارهاب".

ولطالما حظيت الغوطة الشرقية بأهمية رمزية منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد في العام 2011، التي سرعان ما تحولت الى نزاع مدمر بدأ عامه الثامن وتسبب بمقتل أكثر من 350 ألف شخص.

ويرى الباحث في المعهد الأميركي للأمن نيك هيراس في تصريحات لوكالة فرانس برس أن الغوطة الشرقية لطالما شكلت "القلب النابض للفصائل" قرب دمشق. ويضيف "حين يوقف الأسد ذلك القلب عن الخفقان فهو يقضي على أكبر تهديد لحكمه في دمشق".

ومنذ بدء هجومها على الغوطة الشرقية، ضيقت القوات الحكومية تدريجاً الخناق على الفصائل المعارضة، وقسمت الغوطة إلى ثلاثة جيوب. وبعدما ازداد الضغط عليها، دخلت كل من الفصائل منفردة في مفاوضات مباشرة مع موسكو، انتهت باجلاء جيبي حرستا وجنوب الغوطة، فيما لا يزال مصير دوما معلقاً.

ويشكل تقدم الجيش في معظم أجزاء الغوطة الشرقية عامل ضغط اضافيا على فصيل جيش الاسلام في دوما، الذي لطالما كرر قياديوه منذ بدء المفاوضات مع روسيا، رفضهم أي حل يتضمن اجلاءهم الى أي منطقة أخرى.

وقال الناطق العسكري باسم جيش الاسلام حمزة بيرقدار لوكالة فرانس برس الجمعة ان "المفاوضات جارية للبقاء في المنطقة.. ولم نصل لاتفاق بعد".

وأضاف "نرفض الخروج والتهجير جملة وتفصيلاً" موضحاً أن "هذا مطلب أساسي في المفاوضات".

وتشهد المدينة حيث يقيم نحو 200 ألف شخص وفق تقديرات سابقة للمجلس المحلي، تدفق نازحين منها بشكل يومي عبر معبر الوافدين الى مناطق سيطرة القوات الحكومية التي تنقلهم الى مراكز ايواء في ريف دمشق.

ويتوقع محللون ألا يكون مصير دوما مختلفاً عن بقية بلدات الغوطة الشرقية. ويقول هيراس في هذا الصدد "دوما هي المكان حيث تجذر جيش الاسلام ضد قوات الأسد، والأخير عازم على اقتلاعه سواء عبر اتفاق اجلاء أو عبر القصف".

- أكثر من 150 الف نازح -
وخرجت الدفعة الأخيرة من المقاتلين والمدنيين من  بلدات عربين وزملكا وعين ترما بالاضافة الى حي جوبر الدمشقي، باتجاه محافظة ادلب (شمال غرب)، ليرتفع عدد الذين تم اجلاؤهم من هذا الجيب منذ السبت الماضي، بموجب اتفاق بين فيلق الرحمن وروسيا، الى أكثر من 45 ألف شخص.

وأشارت وكالة الانباء السورية الى نزوح اكثر من 150 الف شخص من المعارك في المنطقة.

ولطالما شكلت الغوطة الشرقية هدفاً لقوات النظام كونها تّعد احدى بوابات دمشق، وشكل وجود الفصائل المعارضة فيها تهديداً للعاصمة التي تعرضت خلال السنوات الماضية لسقوط قذائف اوقع مئات الضحايا. 

وفي زيارة في 18 آذار/مارس للغوطة الشرقية، قال الرئيس السوري بشار الأسد للجنود المرابطين هناك إن "اهالي دمشق سيتذكرون (...) كيف أنقذتم مدينة دمشق".

وفي بيانها السبت، اعتبرت قيادة الجيش أن من شأن السيطرة على الغوطة الشرقية تحقيق "إعادة الأمن والاستقرار بشكل كامل إلى مدينة دمشق ومحيطها بعد أن عانى السكان المدنيون فيها من جرائم الإرهابيين على مدى سنوات عدة".


اقرأ أيضاً : دمشق: جنوب الغوطة الشرقية بات "خاليا" من الفصائل المعارضة


وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها مدينة حلب في نهاية العام 2016.

أخبار ذات صلة

newsletter