"نزوح التربة" يهدد 3.2 مليار نسمة في العالم

هنا وهناك
نشر: 2018-03-27 09:40 آخر تحديث: 2018-03-27 09:40
ارشيفية
ارشيفية

يصيب تردي حال التربة 75 % من أراضي العالم ويهدد مستقبل ثلاثة مليارات و200 مليون شخص متسببا بنزوح ما بين 50 مليونا و700 مليون بحلول العام 2050، بحسب تحذيرات أطلقها خبراء أمس.

والسبب في تدهور التربة يعود إلى الممارسات الزراعية غير المستدامة، والتلوث البيئي، والتمدد العمراني، وهو يهدد رفاه ثلاثة مليارات و200 مليون شخص وينذر بموجات نزوح كبيرة قد تشمل 700 مليون شخص بحلول العام 2050.

وجاء في التقرير الذي أصدره علماء وباحثون في إطار المنبر الدولي الحكومي للتنوع الحيوي والأنظمة البيئية المنعقد في ميديين في كولومبيا أن 25 % فقط من الأراضي في العالم ما تزال تربتها سليمة من التدهور.

وقال روبرت واتسون رئيس المنبر "لقد حولنا جزءا كبيرا من غاباتنا ومراعينا، لقد فقدنا 87 % من المناطق الرطبة (..) لقد غيرنا الأرض حقيقة".

وتتدهور نوعية التربة بسبب سوء الاستخدام أو الاستغلال المفرط، ويترجم هذا "بانحسار الأراضي القابلة للزراعة وبالتالي موارد العيش"، بحسب ما يشرح واتسون لوكالة فرانس برس.


اقرأ أيضاً : الزراعة: الأمطار تجدد آمال المزارعين في الموسم الزراعي


ويُتوقّع أن يؤدي هذا العامل، مضافا إلى مشكلات التغير المناخي، لإجبار ما بين خمسين مليونا و700 مليون شخص على الهجرة، وفقا للتقرير الذي أعده خبراء من 45 بلدا.

ولفت واتسون إلى إمكانية أن تتحقق الفرضية المتفائلة (50 مليون مهاجر) "في حال حاولنا فعلا اعتماد ممارسات مستدامة في الزراعة وإدارة الغابات، والحد من الاحترار المناخي من خلال اقتصاد مستدام قليل الاعتماد على الكربون".

أما "في حال واصلنا ممارساتنا غير المستدامة، سيصبح الوضع أكثر فأكثر حرجا"، وسيضطر 700 مليون شخص إلى الهجرة في السنوات المقبلة.

ومن شأن تدهور التربة أن يسبب الحروب أيضا، فانحسار إنتاجية الأراضي "يجعل المجتمعات الضعيفة أكثر عرضة لعدم الاستقرار، ولا سيما في المناطق الجافة".

وسيكون لذلك أيضا تأثير على الأمن الغذائي، وعلى الماء ونوعية الهواء، أي على مجمل سكان الأرض، إضافة إلى التكلفات الاقتصادية المقدرة بـ10 % من إجمالي الناتج المحلي.

وحتى اليوم، سلمت من تدهور التربة بشكل كبير مساحات لا تزيد عن 25 % من الأرض، وهي نسبة مرشحة للانحسار إلى 10 % بحلول العام 2050.

وقال روبرت شولز أحد معدي التقرير لوكالة فرانس برس "كانت الغابات المدارية تاريخيا قليلة السكان، لأن دخولها كان صعبا، أما اليوم فنحن نشق فيها الطرقات ونحول مساحات منها إلى مساحات زراعية".

ويؤثر ذلك سلبا على الحيوانات والنباتات وعلى الغابات نفسها التي تنتج غاز الأكسجين وتمتص غاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات المسؤولة عن ارتفاع حرارة الأرض.

تطلب إعداد التقرير ثلاثة أعوام، وهو يجمع كلّ ما صدر من تقارير علمية عن هذا الموضوع في الآونة الأخيرة.

وأعرب الخبراء يوم الجمعة الماضي عن قلقهم على التنوع الحيوي في الوقت الذي تشهد فيه الأرض أكبر موجة اندثار للأنواع منذ الانقراض الكبير الذي اختفت خلاله الديناصورات قبل 65 مليون سنة.

والهدف من هذه التقارير الصادرة في المنبر الدولي الحكومي هو إرشاد الحكومات إلى السياسات الواجب اتباعها في إدارة الغابات والزراعة والصناعة بهدف وقف هذا التدهور.

وخلص معدو التقرير الأخير أمس إلى ان "اتخاذ إجراءات مناسبة لوقف تدهور حال التربة يمكن أن يغير حياة ملايين من الأشخاص على الأرض". وقال واتسون "كلما تأخرنا أصبح الأمر أكثر صعوبة وكلفة".

أخبار ذات صلة

newsletter