مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

تعبيرية

Image 1 from gallery

ماذا كان يقول أجدادنا في أشعارهم وحكاياهم حين " تشح الأمطار" ؟

نشر :  
منذ 6 سنوات|
اخر تحديث :  
منذ 6 سنوات|

لا يعتبر شح الأمطار والعطش وقحط المراعي والزروع شئ جديد على أرضنا، فهي تتكرر منذ مئات السنين حتى أن إبن زيدون بدأ موشحتة الشهيرة يرجو الغيث لدياره في الأندلس: (جادك الغيث إذا ما الغيث همى.. يا زمان الوصل في الأندلس لم يكن وصـلك إلا ُحـلما في الكرى أو خلسة المختلس)، وكانت تلك البلاد تشتهر بهطول الأمطار طوال فصل الشتاء وبعض باقي فصول السنة.


 ونجد عشرات الشعراء البدو لا يملّون ترداد وصف الأمطار في ديارهم والدعاء لأحبتهم البعيدين بأن يرزقهم الله بالمطر:

يا مزنه غرا أمــن الوسم مبدار

بــرقة جذبني كل حينا رفيفه

ترعى بها شقحا من الذود معطار

عقب الهزل تغدي ردوما امنيفة

 

ووصف الأقدمون الإبل السمينة في مراعي الربيع بعد هطول المطر، حيث يرتفع سنامها منيفة من الشحم إلى وصف الفطرالزبيدي والكمأ في مكان آخر ليغدو مثل رؤوس الأمهار وتصبح الأعشاب مثل جدائل الرجال الذين كانوا يختالون بطول شعر رؤوسهم:

 المزنه الغرا بروقهــا رفاريف تمطر على الظفرة مطرها

انهشامي زبيديها روس المـهار المشاعيف

وعشبها قــرون مسيحين الآدامي

 

فيما مضى لم يكن أجدادنا يكتفون بصلاة الإستسقاء خلف الإمام، بل كانوا يجتمعون بعد الغروب دونما دعوة مسبقة، يستعيرون عباءات أباءهم وأمهاتهم، يتلفعون بها خليطآ من الأولاد والبنات يدورون في أزقة القرية وينشدون: يالله غيثك ياربي تروي زريعنا الغربي يالله غيثك يا دايم تروي زريعنا النايم، ويتلقون خلا ذلك بعض الحلوى ورشات الملح والطحين من ربات البيوت اللواتي يشاركن الدعاء.

 

وقد تتحمس إحداهن بزغرودة عالية يتردد صداها في باقي بيوت القرية ويتفرّق الجمع مع أول رذاذ من المطر يداعب الوجوه ويسهرون ليلتهم يستمعون إلى خبط الرعود هنا وهناك

 

ولا ننسى ذكر أبيات شاعر الاردن مصطفى وهبي التل (عرار) وهو يصف احتفال وادي الشتاء وخمائله بنزول المطر قائلًا:

يـا بـنـتُ،  وادي الشـتـا هـشّـتْ خمائـلـه ُ
لـعــارض ٍ هـــل َّ مـــن وسـمــي ِّ مـبــدار ِ
( وثـغـرة ُ الـزعـتـري ِّ ) افـتــر َّ مبسـمـهـا
عـــن لـــون خـــدّك ِ إذ تـغــزوه أنــظــاري
وسـهــل اربـــد َ قـــد جــاشــت غــواربــه ُ
بــكــل ِّ أخّــــاذ ِ مــــن عــشــب ٍ ونــــوّار ِ
إن ِّ الشماليخ َ في حصن ( الصّريح ِ ) لقد ْ
حالت ْ إلـى عسـلٍ، يـا بنـتُ، فاشتـاري
دعـــي المـديـنـة، لا يـخـدعْـكِ بـاطـلـهـا
فـزيـفـهـا بــيّــن ٌمــــن غــيـــر مـنــظــارِ
مـا بعـد (خبّيـزِ) واديـنـا و(خبـزتـهِ)
وبــــضِّ (عـكّـوبـنـا) مــيــر لـمـمـتـار ِ
ولـيــس ثـمــة َ مــــن فــــرق ٍ بشـرعـتـنـا
مــا بـيـن راعــي (سحاحـيـرٍ) وسـحّـارِ
خـدّاكِ، يـا بنـتُ، مــن دحـنـون ديرتـنـا
سـبـحـانـه بــــارئ الأردن ِّ مــــن بـــــاري