أول رفض للخدمة العسكرية بوحدة استخبارات إسرائيلية .. تفاصيل
رؤيا - الانضاول - أثار رفض عشرات الجنود الاحتياط بوحدة إستخبارات تابعة للجيش الإسرائيلي، أداء الخدمة العسكرية، في خطوة هي الأولى تقع داخل وحدة استخبارات، موجة غضب رسمية.
فقد توالت ردود الأفعال الرسمية الإسرائيلية على رفض 43 جنديا احتياطيا في وحدة الإستخبارات الإسرائيلية "8200" التابعة للجيش أداء الخدمة العسكرية في رسالة نشروها إعلاميا، الأسبوع الماضي بداعي "توسع الوحدة في التنصت على مواطنين فلسطينيين عاديين واستخدام معلوماتها في إدامة السيطرة على الأراضي الفلسطينية".
وانتقد الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، بشدة هذه الرسالة، وقال في تصريحات نقلتها الإذاعة العبرية، اليوم الأحد، إن "مجموعة صغيرة من جنود وضباط الوحدة المذكورة شهّرت بالغالبية العظمى من أفراد الوحدة التي يشكل أداؤها المتميز سداً منيعاً حقيقياً لحماية أمن إسرائيل".
ودعا ريفلين "أفراد الوحدة إلى مواصلة عملهم الذي يتسم بالأخلاق" على حد تعبيره.
من جانبه قال رئيس الكنيست الإسرائيلي، يولي ادلشتاين إن "رسالة رفض الخدمة التي وقعتها مجموعة من أفراد الاحتياط في وحدة الاستخبارات العسكرية 8200 هي "تصريح سياسي بحت يتحدى الجيش الإسرائيلي في الوقت الذي تتعرض فيه إسرائيل لانتقادات لاذعة في العالم، وبذلك هي تفتقر إلى فهم ظروف حياتنا هنا".
وأضاف ادلشتاين في تغريدة نقلتها الإذاعة العبرية عن صفحته بموقع "فيسبوك" إن "ما قامت به هذه المجموعة يخدم مآرب أعداء إسرائيل".
وبدوره، اعتبر رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية زئيف إلكين رفض الخدمة بمثابة "غرس سكين في ظهر جيش الدفاع بأسره".
وقال إلكين إن "موقعي الرسالة لم يشاركوا في عملية الجرف الصامد (الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة) وهم غير ملمين بالحقائق"، معتبرا أن "المعايير المتبعة في جيش الدفاع بما في ذلك الوحدة 8200 أكثر صرامة من تلك المعمول بها في دول الغرب".
ومن جهتها، قالت النائبة عن حزب العمل، ميراف ميخائيلي في تصريح للإذاعة العبرية إن "رفض الخدمة ليس الطريق الصائب ولكنها رأت أنه يجب فحص ماذا جعل خريجي الوحدة يشعرون بضائقة".
فيما قال الناطق بلسان الجيش الإسرئيلي موتي الموز إنها "تشكل استغلال الخدمة العسكرية لإبداء موقف ذي طابع سياسي الأمر الذي تنظر إليه سلطات الجيش بخطورة" مشددا على أن "اجراءات انضباطية ستتخذ بحق موقعي هذه الرسالة".
وتضمنت الرسالة، التي نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية بينها القناة الثانية رفض الجنود الاحتياط الـ 43 الخدمة في الوحدة الإستخبارية 8200 وقالوا إنها " تقوم بالتنصت على كافة وسائل الإتصال الخاصة بالجمهور الفلسطيني، وتستخدم هذه المعلومات للضغط عليهم للعمل مع الإستخبارات الإسرائيلية".
وأشارت الرسالة إلى نماذج من أعمال التنصت، لشاب فلسطيني إتصل به ضابط مخابرات إسرائيلي بعد معرفة وضع نجله المصاب بالسرطان لعرض العمل عليه مع الأمن الإسرائيلي مقابل علاج ابنه في المشافي الإسرائيلية .
وأوضحت القناة إن "إحتجاج الجنود في الرسالة جاء على استخدام التجسس على الفلسطينيين بشكل واسع ويأتي بهدف إستدامة السيطرة على المناطق الفلسطينية.
وتعد هذه الحادثة في وحدات الإستخبارات الإسرائيلية بهذا العدد الكبير هي الأولى من نوعها.
ومؤخرا تكرر رفض جنود إسرائيليين المشاركة في الحرب على غزة إحتجاجا على الآليات التي يركبونها والتي لا توفر لهم أمنا، فيما رفضت مجموعة من المجندات أداء الخدمة مؤخرا بدعوى التمييز داخل الجيش فضلا ارتفاع ظاهرة التحرشي الجنسي بحسب رسالة نشروها إعلاميا الشهر الماضي.
وتظل نسب التمرد في صفوف الجيش الإسرائيلي من الملفات التي تحظى بسرية كبيرة، بحسب توصيف صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ذات التوجهات اليسارية.