سانتا كلوز" الفلسطيني يناهض قرار ترمب على طريقته
بالصور .. 'سانتا كلوز' الفلسطيني يناهض قرار ترمب على طريقته
من دوّار نيسان وسط بيت لحم جنوب الضّفة الغربية، تلاحم مسلمون ومسيحيون يرتدون لباس "سانتا كلوز" جنبًا إلى جنب، مندّدين بسياسات الاحتلال التي تخنق مدينتهم ورافضين قرار واشنطن اعتبار القدس "عاصمةً لإسرائيل".
"سانتا كلوز" أو بابا نويل هو شخصية أسطورية ترتبط بأعياد الميلاد لدى المسيحيين، ومعروفة غالباً بأنه رجل عجوز سعيد دائمًا وسمين ويرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض، وكما هو مشهور في قصص الأطفال فإن سانتا يعيش في القطب الشمالي مع زوجته "كلوز" وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد، والأيائل التي تجر له زلّاجته السحرية، ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الأطفال أثناء هبوطه من مداخن مدافئ المنازل أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة.
ويحاول هؤلاء الشبان في بيت لحم الوصول إلى جنوب القدس عبر المدخل الشّمالي لمدينتهم، حيث يفصل المدينتان المقدّستان جدار الفصل العنصري، وحاجز عسكري قرب مسجد بلال بن رباح.
لكنّ طريق رجال "سانتا كلوز" إلى القدس كان مُلغّمًا بقنابل الغاز وماطرًا برصاص وشظايا قنابل الاحتلال التي يهاجم بها الاحتلال المشاركين.
وتبدّد هتاف المشاركين بحرّية المقدسات بين أصوات القنابل وسُحِب الغاز التي أطلقها جنود الاحتلال في المكان، ليؤكد المشاركون إيصالهم رسالة الفلسطينيين، المؤكّدة على عروبة وفلسطينية القدس رغم القرار الأمريكي.
التقينا أحد شبّان "سانتا كلوز" وقال: رسالتنا رسالة سلام لكل شعوب العالم، بما أنّ العيد يعني لكل شعوب العالم الحب والسلام والتعاطف، مضيفا: أردنا التعبير عن حقّنا في الاحتفال بأعيادنا على أرضنا وفي مقدّساتنا، لكنّ الاحتلال هاجمنا وأصابنا بالاختناق وشظايا القنابل".
شاب آخر يرتدي ذات اللباس يقول لوكالة "صفا": نحب السّلام والعيش بحرّية كبقية الشّعوب، ومن حقّنا الاحتجاج على منعنا من دخول القدس بوضع الجدران والحواجز العسكرية، ونرفض منح إسرائيل أيّة فرص للاستيلاء على المقدسات وعلى رأسها مدينة القدس.
من جانبه، يقول النّاشط منذر عميرة إنّ "سانتا كلوز" رمز ديني للاحتفال بأعياد الميلاد حول العالم، وخرج اليوم ليعبّر عن المحبّة والسّلام في هذا العيد، وليعلن أنّ مدينة القدس هي عاصمة دولة فلسطين.
ويبين بأنّ الاحتلال لم يحترم هذا الرّمز الديني، وقمع المشاركين بشكل همجي، مشدّدا على أنّ الشّعب سيستمر بنضاله للخلاص من الاحتلال، ويرفع في كلّ مناسبة صوته بأنّ القدس هي عاصمة دولة فلسطين، رغم القرار الأمريكي.
ويقول أحد المشاركين في الفعالية "الاحتفالات توحّد الشّعب الفلسطيني بكلّ طوائفه وفصائله ضدّ القرار الأمريكي، الذي يوازي وعد بلفور"، مشيرًا إلى أنّ هذه القرار لن يجد التطبيق العملي طالما أنّ هناك شعبًا يقاوم بكلّ الوسائل المتوفّرة.
وينتهز نشطاء المقاومة الشّعبية في بيت لحم موسم أعياد الميلاد في كلّ عام للإشارة إلى الحقوق الفلسطينية، ومن أبرزها هذا العام الرّفض الشّعبي للقرار الأمريكي، عبر مسيرات واعتصامات في ساحة المهد وذروة الاحتفالات التي يشارك فيها سيّاح من كافة أنحاء المعمورة، وفعاليات أخرى ينظّمها المتعاطفون على نقاط التّماس مع الاحتلال.