هتلر يقول ان الضربة التي تلقاها من ضابط الاحتلال لا تزال ظاهرا في أنفه الى الآن
فلسطيني سمّته عائلته هتلر 'نكاية' بالاحتلال
لا يقيم في عمارة من ٤ طوابق بحي الشعيبة في مدينة الخليل بالضفة الغربية، إلا مالكوها فقط، وهم ٣ أبناء و٣ بنات لعائلة فلسطينية مختلفة بعض الشيء عن سواها، لأنها "نازية" الطراز إلى حد ما، فأحدهم اسمه "حربي" والثاني رومل، تيمنا بمن أطلقت عليه ألمانيا النازية لقب "ثعلب الصحراء" لبراعته في حملة عسكرية بشمال إفريقيا. أما الثالث، وهو بكر العائلة فاسمه.. هتلر.
هتلر أبو حمّاد، البالغ ٤١ سنة، أجرت معه وكالة الصحافة الفرنسية مقابلة قبل يومين، ذكر فيها أنه الوحيد بالضفة الغربية، الحامل اسم "فوهرر" النازيين، وأنه يتعرض أحيانا لمضايقات على الحواجز من جنود الاحتلال بسبب اسمه، منها واحدة حين كان بعمر ١٥ سنة واعترضه ضابط في البلدة القديمة بالخليل، ولم يجد معه بطاقة هوية "ولما سألني عن اسمي، قلت: "هتلر" فرد وقال: "أنت مجرم، ونادى على جنوده، فأشبعوني ضربا.
أما هو فضربني بأعقاب البندقية على وجهي وحطم غضروف أنفي"، لا يزال أثر البندقية فيه منذ ٢٦ سنة للآن.
والمعلومات التي أوردتها "أ ف ب" بشأنه في المقابلة، كانت مختصرة، وجزءا من تقرير شمل فلسطينيين أطلقت عليهم عائلاتهم أسماء مشاهير وزعماء سياسيين، كواحد سمّوه فيدل، نسبة الى زعيم كوبا الراحل فيدل كاسترو، وآخر صدام، وثالث غيفارا، تيمنا بالثائر الراحل قتيلا تشي غيفارا، حتى وجيمي كارتر، الرئيس الأميركي الأسبق.
أما حمّاد، فذكر أن والده البالغ ٧٢ سنة، وهو خياط اسمه محمد فايق أبو حمّاد، وكذلك والدته عائدة حمّاد، سمياه "هتلر" نكاية بالاحتلال وغيظا "ورفضا للاحتلال" كما قال.
ذكر أيضا أن شقيقه "حربي" محاسب عمره ٣٧ سنة، وأصغر منه بعام شقيقه الثاني "رومل" العامل مشرفا على مشاريع البناء بالخليل، وكل منهما يسكن مع زوجته وعائلته في طابق بعمارة العائلة في المدينة، وكذلك يقيم هتلر في طابق، هو وزوجته الفلسطينية مهدية محمد جميل شريف، الأب منها لخمس بنات وابن واحد اسمه محمد، أما عن شقيقاته الثلاث، فأسماؤهن عادية: إحداهن عمرها ٣٨ واسمها برلنتي، والثانية أصغر سنا منها بأربعة أعوام واسمها سوزان. أما الصغرى، فعمرها ٢٨ واسمها نهوند.
والفرق كبير بين هتلر ألمانيا النازية وهتلر الفلسطينيين، لأن "أبو محمد" إنساني وعاطفي ومسالم بامتياز كبير، طبقا لما يتضح من عباراته التي يستخدمها عبر الهاتف، فهو يذكر أنه لا علاقة عقائدية وفكرية لاسمه بما فعل أدولف هتلر "وأنا أكره أفعاله (..) تاريخه غير مشرف. وقد كان العرب أيضا ضمن قائمته بعد اليهود" وفق تعبير "أبو محمد" المتخرج بالأدب الإنجليزي.
ويعمل هتلر حاليا نائبا لمدير "مدرسة الخليل الأساسية للبنين" براتب يعادل ١٢٠٠ دولار، ومعها يعمل بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية براتب ٤٠٠ دولار، كمدرس للبالغين بإطار برنامج لمحو الأمية، إلا أن الراتبين لا يكفيان عائلة من ٨ أفراد، لذلك فراتب زوجته كمعلمة، وهو ١٠٠٠ دولار شهريا، يساعد بسد العجز قدر الإمكان.
وعن اليوم الذي توجه فيه إلى بيت عائلة شريف في الخليل، ليطلب يد ابنتها للزواج هل رفضوا زواجه منها بسبب اسمه مثلا؟، فقال هتلر: "في البداية ظنوا أني مسيحي، وحين علموا بأني مسلم وفلسطيني استغربوا، وزوجتي استغربت في البداية أيضا، إلا أنها تعودت على الاسم فيما بعد".
أما الشيخ الذي عقد الزواج، فاستغرب اسمه أيضا "وظنها مزحة مني" مضيفا أنه لا ينوي تغيير اسمه "لأنه أصبح جزءا من حياتي. كما أني لا أرغب بإضافة اسم إليه لأخفف من وطأته، وعلى أي حال فأصدقائي يسموني أبو محمد، وهي أفضل كنية" لذلك تجاهل هتلر اسمه النازي، وجعل حسابه في فيسبوك باسم "ابو محمد ابو حماد" المكتظ بعشرات الصور والأصدقاء.