تقرير: تفاؤل حذر يسود الشارع الفلسطيني تجاه المصالحة

فلسطين
نشر: 2017-09-25 17:26 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45
تحرير: عبير أيوب
الصورة أرشيفية من إحدى المسيرات في الأراضي الفلسطينية
الصورة أرشيفية من إحدى المسيرات في الأراضي الفلسطينية

"سأتوجه إلى قطاع غزة الحبيب يوم الاثنين القادم على رأس الحكومة،" بهذه العبارات أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمدلله خطوة إيجابية أخرى في طريق المصالحة الفلسطينية التي عادت أخبارها لتتصدر الواجهة بعد محادثات جرت بين الطرفين بوساطة مصرية في مدينة القاهرة خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وعلق المئات من رواد التواصل الاجتماعي على المنشور بعبارات الفرح والترحيب، خاصة من سكان قطاع غزة الذين يرون في المصالحة نهاية لأوضاعهم الصعبة التي يعيشونها منذ إحدى عشر عاماً وهي عمر الانقسام الفلسطيني. ولكن التعليق الأكثر انتشارا كان لعبد السلام إسماعيل هنية، نجل رئيس الوزراء في حكومة حماس المُقالة، والذي علّق مرحباً بالحكومة والرئيس مُعتبراً أن "الشراكة الحقيقية هي مفتاح وحدتنا."

وهذه ليست المرة الأولى التي تتحاور فيها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، ولكن هذه المحاولة تبدو مختلفة لأن الطرفين بحاجة ماسة للمصالحة حالياً لكي يتمكنوا من التغلب على الصعاب التي تواجههم، على حد تعبير خبراء ومحللين سياسيين.

وقال الكاتب والمحلل السياسي في غزة مصطفى إبراهيم لـ"رؤيا" إنه يعتقد أن المحاولة لإنهاء الانقسام هذه المرّة جديّة أكثر من ذي قبل، ذلك لأن حماس معنية بالمصالحة.

وتابع قائلاً في حديث هاتفي: " حماس تواجه أزمة حصار خانقة لم تعد قادرة على تحملها، وأبو مازن يريد أن يضع غزة تحت سيطرته مجدداً، إنها مصلحة مشتركة لكلا الطرفين."

وقد بدأ التناحر السياسي بين الطرفين بعد أن فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006، الفوز الذي تلاه اقتتال داخلي أودى بحياة العشرات من كلا الطرفين، وانتهى بإقصاء السلطة الفلسطينية إلى الضفة الغربية، وسيطرة حماس على قطاع غزة بالقوة.

منذ ذلك الوقت، فرضت إسرائيل حصارا خانقاً على القطاع جعل منه سجناً كبيراً.

أكثر من مليوني مواطن هناك يعيشون ظروفاً مأساوية، البنى التحتية للكهرباء و الماء بالكاد أن تغطي احتياجات السكان، علاوة على نسبة البطالة المتفشية التي تصل نسبتها إلى 40%..

هذه الظروف الصعبة هي ذاتها التي تجعل الغزيين يتأملون أكثر من غيرهم بالوصول إلى مصالحة حقيقية قد تكون هي الخلاص من ظروف هذه الحياة الصعبة.

ردود الفعل على أخبار المصالحة تفاوتت ما بين متفائلة جداً إلى متشائمة جداً.

الصحفي الفلسطيني فادي عاروري علّق على ذلك متهكماً فكتب على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك "أقترح أن نفتح مكتب مراهنة على أخبار المصالحة، أعتقد أننا سنكسب الملايين".


إقرأ أيضاً: هنية يهاتف الرئيس عباس لبحث المصالحة


الناشط الشبابي فادي أبو شمالة، الذي يسكن في القطاع، قال أن أنه متفائل هذه المرة لأنه يعتقد أن حماس جاهزة هذه المرة للمصالحة.

في اتصال هاتفي، قال فادي :" على عكس كثير من الناس، أنا متفائل و متحمس هذه المرة، حماس لم تعد قادرة على إدارة قطاع غزة، هم بحاجة للمصالحة."

وشهد الفلسطينيون عدة محاولات لإنهاء الانقسام و لكن جميعها باءت بالفشل، الأمر الذي جعل الكثيرين يشعرون بخيبة أمل و انعدام ثقة.

أحمد أبو شهلا، يعمل لدى بنك محلي في غزة، يقول أنه متشائم جداً وأن الأخبار "أجمل من أن تُصدَق."
أبو شهلا قال أنه يحلم باليوم الذي تتحقق به المصالحة التي قد تجعل الغزيين يعيشون حياة أفضل، و لكنه لا يصدق أن هذا سيحدث. ثم أردف قائلاً: "أشعر أنني أشاهد نفس الفيلم مرة أخرى، لقد خذلونا كثيرا قبل ذلك، ما الذي سيكون مختلفاً هذه المرة؟"

و منذ أن أعلنت حماس عن قرارها بحل لجنتها الإدارية، و دعت إلى انتخابات عامة، ظهرت الكثير من المبادرات الشبابية التي دعت الطرفين إلى حفظ وعودهم هذه المرة. الناشط حمزة حماد الذي شارك في عدة فعاليات داعية إلى إنهاء الانقسام خلال الأعوام السابقة، قال أنه وزملائه يقومون بالتحضير لتظاهرة الخميس المقبل من شأنها أن تثمّن الخطوات الإيجابية الرامية إلى إنهاء الانقسام.

وعبر حمّاد عن تفاؤله هذه المرة قائلاً: "لقد قمنا بعدة تجمعات في الماضي و التي قامت حماس بتفريقها بالقوة، لكنني أشعر أن هذا لن يحدث مرة أخرى، ذلك لأن الجميع معني أن تتحقق المصالحة هذه المرة."

 

أخبار ذات صلة

newsletter