تعبيرية
زلزال بقوة ٧,١ درجات يضرب العاصمة المكسيكية
قتل ٢٢٤ شخصا على الأقل جراء الزلزال العنيف الذي ضرب وسط المكسيك الثلاثاء، بينهم ٢١ طفلا على الأقل طمروا تحت أنقاض مدرستهم في مكسيكو، بعد ٣٢ عاما على زلزال ١٩٨٥ الذي أوقع آلاف القتلى في العاصمة.
وكانت فرق الإسعاف تنشط فجر الاربعاء بحثا عن ناجين وسط الحطام، بعدما تسبب الزلزال بانهيار عدة مبان بعد ظهر الثلاثاء في المدينة الضخمة، زارعا الذعر بين سكانها العشرين مليونا.
ووقع الزلزال الذي بلغت قوته ٧,١ درجات بعد زلزال بقوة ٨,٢ درجات ضرب جنوب البلاد في مطلع ايلول/سبتمبر موقعا حوالى مئة قتيل، وبعد ٣٢ عاما بالتمام على زلزال ١٩٨٥ الذي الحق دمارا هائلا بالعاصمة المكسيكية وأوقع آلاف القتلى.
وبين الضحايا ٢١ طفلا قضوا في انهيار مدرستهم في مكسيكو، فيما تتواصل عمليات البحث عن حوالى ثلاثين آخرين اعتبروا في عداد المفقودين.
وقال مساعد وزير التربية خافيير تريفينيو لشبكة تيليفيسا "لدينا تعداد ٢٥ (قتيلا) بينهم ٢١ طفلا وأربعة بالغين" في مدرسة إنريكي ريبسامن الابتدائية.
وقال ضابط مكلف عمليات اللإغاثة خوسيه لويس فيرغارا متحدثا لشبكة "تيليفيسا" "لدينا حصيلة ٢٦ قتيلا، هم ٢١ طفلا وخمسة بالغين" في مدرسة إنريكي ريبسامن الابتدائية.
وكانت معلمة في المدرسة تدعى ماريا ديل بيلار مارتي تشارك في عمليات البحث خلال الليل.
روت المعلمة لوسائل الإعلام وهي تضع قناعا على وجهها يقيها من تنشق الغبار "انهار قسم من المبنى وانهمرت علينا سحابة من الغبار".
وأوضحت أن الأطفال الذين قتلوا تتراوح أعمارهم بين سبع سنوات و١٣ سنة.
وقدم الرئيس إنريكي بينيا نييتو تعازيه للعائلات قائلا في إعلان إلى السكان "للأسف خسر عدة أشخاص أرواحهم بمن فيهم أطفال".
وكانت الكهرباء مقطوعة الأربعاء عن حوالى ٤٠% من سكان مدينة مكسيكو و٦٠% من سكان ولاية موريلوس.
وتوقع تريفينيو ارتفاع الحصيلة الإجمالية موضحا "هناك مفقودون" قد يكونوا مطمورين تحت الأنقاض.
وقع الزلزال الثلاثاء الساعة ١٣,١٤ (١٨,١٤ ت غ) وحدد مركزه على حدود ولاية بويبلا وموريلوس (وسط) على عمق ٥١ كلم، بحسب المركز الجيولوجي الأميركي.
ونشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشهد على عنف الهزات، وتظهر فيها مبان تنهار وحتى انفجار قوي في إحدى العمارات. كما كشفت صور مروعة نشرها سياح في منطقة سوتشيميلكو المليئة بالبحيرات جنوب مكسيكو، أمواجا عاتية تتشكل وتهز المراكب في الأقنية التي عادة ما تكون مياهها هادئة.
تقول جورجينا سانشيز (٥٢ عاما) لوكالة فرانس برس وهي تنتحب في إحدى ساحات مكسيكو "إنني في غاية التاثر، لا يمكنني تمالك نفسي عن البكاء، إنه الكابوس ذاته كما في العام ١٩٨٥"، وهي تسترجع الزلزال الذي طبع البلاد.
كذلك تقول لوسيا سوليس التي تعمل سكرتيرة وهي ترتجف وتبكي "لا يعقل أن يكون ١٩ أيلول/سبتمبر ثانيا".
على مقربة، يروي ألفريدو أغيلار (٤٣ عاما) "كان الناس في غاية التوتر. رأيت امرأة غابت عن الوعي، كان الجميع يهرع".
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس عدة مبان منهارة أو متضررة بشدة وسط انتشار رائحة الغاز. وتحدثت سلطات العاصمة المكسيكية عن حوالى خمسين من المباني المهدمة.
وتحذر فرق الإغاثة "لا تدخنوا! لا تدخنوا!" خشية أن يكون هناك تسرب في أنابيب الغاز، فيما تعمل قوات الأمن على تطويق بعض المواقع وسط الفوضى العارمة، ويعود بعض السكان إلى منازلهم مشيا.
اختصر بينيا نييتو زيارة إلى إحدى المناطق الريفية للعودة في طائرة إلى مكسيكو وكتب على تويتر "أمرت بإخلاء المستشفيات المتضررة وبنقل المرضى".
وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تويتر "ليبارك الله سكان مكسيكو سيتي. نحن معكم وسنكون الى جانبكم"، وهو المعروف بعلاقاته المتدهورة إلى أدنى المستويات مع المكسيك.
وواجه انتقادات في مطلع أيلول/سبتمبر أخذت عليه انتظاره عدة أيام قبل تقديم تعازيه بعد الزلزال الشديد في جنوب البلاد.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون المكسيكي أعمدة من الدخان ترتفع من قطاعات شاسعة من العاصمة.
تصيح امرأة مشيرة إلى أنقاض عيادة "ثمة أشخاص على قيد الحياة عالقون هنا!" فيشكل مسعفون وأشخاص عاديون سلسلة بشرية لإزالة الحطام ومحاولة انتشال أي ناجين من الموقع، قبل أن يتم نقل مصابين على حمالات او كراس متنقلة إلى الرصيف.
وأعلنت عدة مؤسسات من العاصمة بينها مطار مكسيكو الدولي وجامعة مكسيكو الوطنية المستقلة، إحدى كبرى جامعات أميركا اللاتينية، على حسابها على تويتر تعليق انشطتها إلى حين التثبت من متانة مبانيها. وتم إخلاء مدارس مكسيكو وبويبلا وإغلاقها. أما المطار، فعاود فتح أبوابه بعد بضع ساعات.
وكانت السلطات نظمت صباح الثلاثاء في يوم ذكرى زلزال ١٩ أيلول/سبتمبر ١٩٨٥ تدريبا لمحاكاة وضع طارئ موجها إلى المواطنين.