جريح ومفقود للجيش اللبناني في معارك مع مسلحين في محيط عرسال

عربي دولي
نشر: 2014-08-28 15:49 آخر تحديث: 2016-07-30 13:00
جريح ومفقود للجيش اللبناني في معارك مع مسلحين في محيط عرسال
جريح ومفقود للجيش اللبناني في معارك مع مسلحين في محيط عرسال

رؤيا - اندلعت اشتباكات في محيط بلدة عرسال اللبنانية الحدودية، اليوم الخميس، اثر تعرض دورية للجيش لكمين من قبل "مسلحين إرهابين"؛ ما أدى لفقدان عسكري وإصابة آخر، وفق بيان لقيادة الجيش اللبناني.

 

إلا أن مصادر قيادية في كل من جبهة "النصرة" وتنظيم "الدولة الاسلامية" (معروف إعلاميا باسم داعش)، في منطقة القلمون السورية، نفت في حديث مع وكالة "الأناضول" أسر أي جندي لبناني، واتهمت الجيش و"حزب الله" بمحاولة التقدم تجاه مواقعهما في جرود فليطة السورية.

 

وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان نقلته الاناضول ، إن "آلية تابعة للجيش بداخلها خمسة عسكريين تعرضت (اليوم) في منطقة وادي الرهوة – عرسال، لكمين من قبل مسلحين إرهابيين".

 

وأوضح البيان أنه على اثر ذلك "قامت قوى الجيش بشن هجوم على المسلحين وتمكنت من إنقاذ أربعة من العسكريين وتم تدمير آلية عائدة للإرهابيين مجهزة بمدفع مضاد للطائرات عيار 23 ملم، وإصابة من بداخلها بين قتيل وجريح".

 

ولفت الجيش إلى أن الاشتباكات أدت إلى "فقدان أحد العسكريين وإصابة آخر بجروح"، وهو الأمر الذي كشفه وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، للصحفيين بعد خروجه من جلسة لمجلس الوزراء في وقت سابق اليوم.

 

وقال المشنوق إن "مجلس الوزراء سيعقد جلسة استثنائية لمعالجة الموضوع الأمني خلال ثلاثة أيام".

 

وقال مصدر عسكري رفيع لـ"الأناضول" إن الجيش "تقدم تجاه بعض مواقع المسلحين لسحب الآلية والجنود لأنها كانت بالقرب من هذه المواقع" وليس بنية "شن هجوم".

 

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه، أن "المعارك توقفت الآن لكن هناك احتمال أن تتجدد".

 

من جانبه، قال المسؤول الأمني لـ "الدولة الاسلامية" (داعش) في منطقة القلمون السورية، لـ"الأناضول" عبر الإنترنت، إن "الجيش اللبناني بالتعاون مع الحزب (حزب الله) يحاول أن يتقدم من الأراضي اللبنانية" باتجاه مواقع التنظيم.

 

لكن المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، نفى أسر أي جندي لبناني، اليوم، مهددا في الوقت نفسه بأن "أي جندي سنأسره سنقتله فورا".

 

كما اتهم مصدر قيادي في جبهة "النصرة" في القلمون "الجيش (اللبناني) بمحاولة التقدم نحو جرود فليطة" السورية، مضيفا أن "القصف استهدف بعض مقراتنا في جرود فليطة من جهة عرسال وسط تقدم لمجموعة دبابات".

 

ورأى المصدر أن اشتباك الرهوة "مفتعل"، واعتبر انه "تمويه ليبرر (الجيش) عملية هجومه"، مضيفا أن "حزب الله" يسعى "لتوريط الجيش في معركة الهجوم على القلمون والتخلص من ملف العسكريين الأسرى".

 

وأضاف: "لا نستطيع أن نؤكد مشاركة الحزب في المعارك؛ لأن الحزب يقاتل بلباس الجيش اللبناني وهذه مشكلة سترتد على الجيش بالويلات".

 

واتهم المصدر "الجيش اللبناني وحزب الله والجيش النصيري (يقصد جيش النظام السوري) بمحاولة اقتحام جرود القلمون"، مضيفا أن القوات النظامية السورية تجهز "هجوما من ناحية قرى القلمون أيضا"، وقال أيضا: "ليس لدينا بالتأكيد أي أسير جديد"، نافيا، كذلك، حصول أي اشتباكات مباشرة بين "النصرة" والجيش.

 

واتهم قائد بارز في جبهة "النصرة" في منطقة القلمون السورية، في مقابلة خاصة مع "الأناضول" قبل أيام، "حزب الله" بالتحضير لـ "هجوم كبير" ضد الجبهة لاستكمال "معركة عرسال التي يحضرون لها منذ سقوط القلمون"، وتحرير العسكريين الاسرى بـ "القوة" ولذلك يقوم بتفشيل المفاوضات لاطلاق سراحهم، مهددا بأن ذلك سيؤدي الى قتلهم و"الحل الوحيد يكون بالتفاوض الصادق".

 

وكانت معارك اندلعت في 2 أغسطس/ آب الجاري، في بلدة عرسال ومحيطها بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قادمة من سوريا أسماها الجيش في بيان له بـ"الإرهابيين والتكفيريين"، على خلفية توقيف الجيش اللبناني عماد أحمد الجمعة، قائد لواء "فجر الإسلام" السوري، الذي كان بايع تنظيم "الدولة الاسلامية" قبل فترة. وصدرت اليوم مذكرة توقيف بحق جمعة من القضاء العسكري اللبناني بتهمة محاولة "انشاء إمارة إسلامية" وقتل وخطف جنود لبنانيين.

 

واستمرت معارك عرسال 5 أيام، وأدت إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين. ولا تزال "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" تحتجزان عددا من العسكريين والعناصر الأمنية اللبناني الذين وقعوا في الأسر لديهما خلال هذه الاشتباكات.

 

وكانت "هيئة العلماء المسلمين" اعلنت يوم الجمعة الماضي تعليق جهود الوساطة التي قادتها بين الحكومة اللبنانية والمجموعات المسلحة السورية التي تحتجز العسكريين اللبنانيين في منطقة القلمون السورية، افساحا في المجال أمام "أطراف أخرى" قد تكون لها قدرة على تسوية ملف المخطوفين، في شارة إلى دولة قطر. مقتله حال تأكد أن الجثة التي عثر عليها هي جثته.

أخبار ذات صلة

newsletter