تعبيرية
باحثون: شفاء طفل جنوب إفريقي فعليا من مرض 'الإيدز'
قال فريق بحثي من الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، إن طفلا من البلد الإفريقي، شفي فعليا من فيروس نقص المناعة "الإيدز"، بعد اختفاء علامات الإصابة وأعراض المرض عليه، منذ تلقيه العلاج، عقب ولادته في ٢٠٠٧.
وعرض الباحثون تفاصيل حالة الطفل، خلال مؤتمر الجمعية الدولية للإيدز، المنعقد في الفترة من ٢٣ إلي ٢٦ يوليو/ تموز الجاري، بالعاصمة الفرنسية باريس.
وأضافوا أن الطفل البالغ من العمر ٩ سنوات حاليا، أصيب بفيروس "الإيدز" لدى ولادته، ثم تلقى العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، ابتداء من الأسبوع التاسع من عمره، كجزء من التجربة السريرية.
وبحسب الفريق، اختفت مستويات الفيروس من جسم الطفل تماما، وتم إيقاف العلاج المضاد للفيروسات بعد ٤٠ أسبوعا، ولم تظهر عليه، منذ ذلك الحين، أعراض الفيروس ولا علاماته النشطة، على الرغم من عدم تلقيه أي علاج آخر.
وفي ٢٠٠٧، كان الطفل الجنوب إفريقي ضمن تجربة ممولة من المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية والوكالة الوطنية لمكافحة الإيدز، لعلاج الرضع المصابين بهذا الفيروس.
ولم يستوعب العلماء والأطباء بعد، لماذا ولا كيف نجح العلاج، الذي عولج به ١٤٢ طفلا آخر، في حالة هذا الطفل؟ الذي لا تزال هويته مجهولة حتى الآن.
وقال "أنثوني فوتشي"، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، لصحيفة "الجارديان" البريطانية "هذه الحالة الجديدة ترفع آمالنا في أن علاج الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة لفترة قصيرة، تبدأ لدى ولادتهم، ربما يساعدنا على تجنيبهم عبء العلاج مدى الحياة".
وأضاف أن العلاج المبكر يجنب الأطفال العواقب الصحية للتفعيل المناعي طويل الأمد، الذي يرتبط عادة بمرض الإيدز.
وقالت إيفي فيولاري، رئيسة قسم طب الأطفال في وحدة أبحاث فيروس نقص المناعة في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا، "لا نظن أن اقتصار العلاج على مضادات الفيروسات القهقرية سيكفي للشفاء".
وعن شفاء الطفل أضافت فيولاري: "أما شفاء هذا الطفل فلا نعلم سببه حتى الآن، ونظنه إما جينيا وإما متعلقا بنظام الطفل المناعي".
وبحسب فريق البحث، يعد هذا الطفل، الثالث حول العالم، يشفى من المرض، شفاء فعليا، على خلاف حالات أخرى، أعتقد فيها أن الرضع تغلبوا على المرض، ثم ظهرت عليهم لاحقا أعراض الفيروس الكامن في جهازهم المناعي.
وقالت كارولين تيمسن، من المعهد الوطني للأمراض المعدية في جوهانسبرج: "عندما نجري على الطفل مزيدا من الدراسات، سنزداد فهما لكيفية سيطرة الجهاز المناعي على استنساخ فيروس نقص المناعة".
ويسهم تناول مضادات الفيروسات بصفة يومية في تراجع انتشار الفيروس، ومنع فيروس الإيدز من تدمير الجهاز المناعي، ووقف تحوره والتسبب في الإصابة بمرض الإيدز.
ويهاجم فيروس "الإيدز" جهاز المناعة في الجسم البشري، ويعطل عمله، ويتسبب في إصابته بالضعف والوهن، ويتركه دون قوة دفاعية قادرة على مواجهة أي مرض، لفقدانه حماية جهاز مناعة جسمه له.
وإذا لم تتم مكافحة الفيروس، يتعرض المصاب لأنواع كثيرة وخطيرة من الأمراض والسرطانات، التي تسمى "الأمراض الانتهازية"، لأنها انتهزت فرصة عجز جسم الإنسان عن الدفاع عن نفسه فهاجمته.
وطبقا للأمم المتحدة، فإن فيروس الإيدز تسبب في وفاة ٣٥ مليون شخص في العالم، منذ اكتشافه.
ويعود تاريخ اكتشاف أول حالة مصابة بالإيدز إلى يونيو/حزيران ١٩٨١، بالولايات المتحدة.