نبض البلد : خطر " داعش " وماذا يمكن للأردن فعله

الأردن
نشر: 2014-08-26 19:59 آخر تحديث: 2016-07-08 14:40

رؤيا – رصد – قاسم صالح – تناولت حلقة نبض البلد الثلاثاء التي تبث عبر فضائية رؤيا خطر تنظيم الدولة الاسلامية " داعش " على الأردن وكيفية تصدي المملكة لهذا الخطر المتطرف .

 

واستضافت الحلقة وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل داود ، والأب نبيل حداد المدير التنفيذي للمركز الأردني لبحوث التعايش الديني ، بالاضافة الى الكاتب والمحلل السياسي فيصل الملكاوي .

 

وأكد الكاتب والمحلل السياسي فيصل الملكاوي ان الأردن لا يواجه خطرا حقيقيا من تنظيم داعش ، لما يشكله من نموذج للتعايش الديني والاعتدال الذي يتمتع به المجتمع الأردني .

 

واضاف الملكاوي انه مهما كان الحديث والأنباء عن عدد منتسبي او المتعاطفين مع داعش في الأردن فإن تلك الأرقام تبقى قليلة ولا تأثير لها في المجتمع الأردني ، مشيار الى ان الشعب الأردني بكافة مكوناته محصن ضد تلك الأفكار المتطرفة .

 

ولفت الملكاوي الى ان الأردن اعتاد على مواجهة الأخطار منذ القدم ، وهذه ليست المرة الأولى التي يمر بها الأردن في مواجهة هذا الخطر الارهابي المتطرف ، الا انه تمكن وبفعل قيادته الحكيمة وأجهزته الامنية المحترفة والقوية على التصدي لمثل هذه الاخطار ، بالاضافة الى لُحمة المجتمع الاردني وتماسكه ورفضه الفتن والفوضى .

 

وقال الكاتب والمحلل السياسي فيصل الملكاوي ان الاردن يدفع دائما ثمن اعتداله وتسامحه ، مشددا على ان الاردن تلقى الضربات الا انه لم ولن ينكسر .

 

واضاف الملكاوي ان الارهاب والتطرف ينموان في بيئة ودول فاشلة ، وبالتالي فانه لا يمكن ان ينمو التطرف في الأردن لأنه قوي بجيشه ومجتمعه ونظامه المتسامح والمعتدل .

 

وفي معرض رده على المقارنة بين الأردن وما يحصل في سوريا والعراق ، أكد الملكاوي ان خصوصية الأردن تمنع ان يتم تكرار السيناريو السوري أو العراقي على اراضيه ، وان التلاحم الديني والمجتمعي في الأردن مترسخ من القدم ولا يمكن ان يتأثر بأي هزة يمكن ان تواجهه ، ففي تلك الدول ظهرت الطائفية والتطرف والارهاب نتيجة انتشار الفوضى وفشل الدولة ، بالاضافة الى انحياز تلك الانظمة بأن اصبحت جزءا من الأزمة ، وذلك لا يمكن ان يحدث في الأردن للاسباب السابق ذكرها .

 

من جانبه قال الأب نبيل حداد المدير التنفيذي للمركز الأردني لبحوث التعايش الديني ان الأردنيين عموما والمسيحيين خصوصا يتألمون لما يحصل وفي العراق وسوريا ، وخاصة في ظل الجرائم والارهاب الذي يمارس بإسم الدين .

 

واضاف حداد ان ما يحدث في تلك الدول من ارهاب وتطرف لا يستهدف فئة او دين او طائفة معينة وانما يشمل الجميع من الابرياء الذين يدفعون ثمن الارهاب الذي تمارسه مجموعات تختبىء وراء الدين وهو منهم براء .

 

واشار الى ان المسيحيين واليزيديين والمسلمين – سنة وشيعة – تمارس ضدهم اعمال ارهابية لا يمكن السكون عنها ، وبالتالي فان المسيرة التي تم تنظيمها يوم السبت الماضي في العاصمة عمان جاءت لتؤكد وجوب التعايش الديني ونبذ التطرف والارهاب بكافة انواعه .

 

ولفت الاب نبيل حداد الى ان الدين الاسلامي هو جزء اساسي من حياة المسيحيين ، وان التسامح الديني هو اصل العلاقة بين الاديان والطوائف كافة ، مشيرا الى ان التاريخ يؤكد على ان النموذج الأردني في التعايش راسخ ومتأصل منذ القدم ولا يمكن انكاره او اغفاله .

 

واستطرد الاب حداد بالقول ان الفرق بين الأردن وما يحدث في العراق هو ان ان النظام في الاردن يتعامل بمسافة واحدة مع كل الاطياف والديانات والمناطق وهو يختلف مع غيره بانه يبني العلاقة مع الطوائف والاديان على اساس مصلحة الوطن وليس لمصلحة النظام نفسه كما حصل في العراق وسوريا وغيرها .

 

وقال حداد ان الكنيسة والمسجد يتعاونان على ترسيخ التعايش الديني في الاردن ، عن طريق التوعية ونشر ثقافة التسامح بالاضافة الى ان يقوم رجال الدين والمثقفين من المسلمين والمسيحيين بدورهم المجتمعي في تثبيت تلك القيم والمبادىء الحسنة .

 

وتناول حداد " رسالة عمان " للتعايش الديني بوصفها " احسن وصفة للاسلام والمسيحيين " ،  والحديث عن المبادرات الهاشمية جزء من سعي الأردن للحفاظ على هيبة الدين والتي تعاني من غياب واضح في كافة دول العالم ، مشددا على وجوب التصدي واخذ موقف واضح وجريء ضد كل من يعتدي على حرمة الدين ، وان يتم الاعلان بصراحة عن موقف الدين الاسلامي الصحيح والواضح ضد من يقوم بافعال باسمه .

 

من جهته أكد وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل داود على ان الوزارة تجهز خطة للقيام بتغيير جذري في الخطاب المسجدي ، لافتا الى ان هذه الخطة ليست جديدة انما هي اعادة دور المسجد وتقويته في الامور التنويرية التي تهم المواطن الاردني وتلمس احتياجاته .

 

وقال داود ان الافكار التي تتبناها الجماعات المتطرفة والارهابية – خصوصا داعش – هي افكار خطيرة على الدين الاسلامي وعلى الانسان نفسه ، مشيرا الى ان الخطر الذي يمكن ان يصيب الانسان تأتي في تغييب فكره وعقيدته وانسانيته .

 

واضاف وزبر الاوقاف ان الخطر الذي تشكله تلك الجماعات يكون على الدين الاسلامي أكثر من خطره على الاديان الأخرى ، حيث تعمل تلك الجماعات على حرف الدين عن مساره ودوره المفترض والسامي ليتحول الى عقيدة منحرفة ومتطرفة .

 

واشار داود الى ان خطر التطرف يقابله خطر التفريط ، اي ان خطر المغالاة في الدين يوازي الجماعات التي تحاول نشر مبادىء التفريط وانحلال الدين ، مشددا على ان الاسلام لا تشدد فيه ، وانما الجماعات التي تحاول التنسيب للاسلام هي التي تنقل للناس فكر متطرف وارهابي تعتبر ان القتل والتهجير وقطع الرؤوس والاكراه على الدين هو فعل من الاسلام وهو منهم براء .

 

وقال داود ان المجتمع الاردني يختلف عن باقي الشعوب في المنطقة من تسامح وتناسق بالاضافة الى النظام المتسامح والذي يقف على مسافة واحدة من كافة الاديان والطوائف والمناطق.

 

واعتبر الوزير ان خطر تلك الجماعات يختلف عن باقي الأخطار التي مر بها الاردن سابقا ، قائلا : " الذي يختلف عن الازمات السابقة ان ابناء من الاردن هم من يحمل هذا الفكر ، وان يكون الخطر من الداخل وليس من الخارج فهذا يشكل سابقة لم يعتد الاردن على مواجهتها " .

 

وتناول داود اسباب تسلل تلك الافكار لعدد من ابناء الأردن ، فمن الاسباب السياسية التي تحيط بالمملكة ، وخاصة التأثير السلبي للربيع العربي ، الى الاسباب الاقتصادية من فقر وبطالة ، وصولا الى الاسباب الاجتماعية من نقص الثقافة والوعي وانخفاض مستوى التثقيف المجتمعي للشباب .

 

أخبار ذات صلة

newsletter