تركيا تحيي ذكرى مرور عام على الانقلاب الفاشل ضد اردوغان

عربي دولي
نشر: 2017-07-15 13:05 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45
ارشيفية
ارشيفية

تحيي تركيا السبت ذكرى مرور عام على محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس رجب طيب اردوغان، الذي هز رده القاسي بلدا بات يعيش على وقع حملات التطهير التي كان آخرها الإعلان الجمعة عن إقالة آلاف الموظفين الحكوميين قبل ساعات على انطلاق الفعاليات.

وأعلنت السلطات الخامس عشر من تموز/يوليو عطلة وطنية سنوية للاحتفال بـ"الديموقراطية والوحدة"، معتبرة أن إفشال الانقلاب يمثل نصرا تاريخيا للديموقراطية التركية.

وقتل 249 شخصا عندما أرسل فصيل متمرد من الجيش دبابات إلى الشوارع واستخدم الطائرات الحربية في محاولة للإطاحة باردوغان بالقوة بعدما أمضى الأخير عقدا ونصف عقد في السلطة.

إلا أنه تم إحباط المحاولة في غضون ساعات بعدما اعادت السلطات تجميع صفوفها، ونزل الناس إلى الشوارع دعما لاردوغان الذي اتهم أتباع حليفه السابق -الذي بات حاليا بين ألد اعدائه- فتح الله غولن بتدبير المحاولة.

ولم تتردد السلطات لاحقا في شن حملة تطهير اعتبرت الأوسع في تاريخ تركيا حيث اعتقلت خمسين ألف شخص وأقالت مئة ألف آخرين من وظائفهم. أما اردوغان، فقد عزز موقفه بعد فوزه في استفتاء جرى في 16 نيسان/ابريل لتعزيز سلطاته الرئاسية.

وقبل ساعات على انطلاق فعاليات إحياء الذكرى الاولى للمحاولة الانقلابية الفاشلة، أعلنت السلطات تسريح 7563 جنديا وشرطيا وموظفا حكوميا إضافيا، بناء على حالة الطوارئ التي فرضت منذ 20 تموز/يوليو الماضي.

وأفاد بيان صدر الجمعة، أن المستهدفين "على صلة بمنظمات إرهابية أو مجموعات تم التأكد بأنها تصرفت بشكل يتعارض مع أمن الدولة الوطني".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، اعتقلت السلطات التركية مديرة مكتب منظمة العفو الدولية في تركيا مع عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان بتهم انتمائهم إلى مجموعة إرهابية.

ولطالما نفى غولن أي علاقة له بالمحاولة الانقلابية، وهو ما عاد التأكيد عليه في بيان الجمعة اعتبر فيه أن الاتهامات الموجهة إليه "لا أساس لها، وافتراءات مدفوعة سياسيا" منتقدا "حملة الملاحقة" ضد معارضي اردوغان.

- "ملحمة 15 تموز/يوليو"-

وتهدف الاحتفالات الواسعة التي ستجرى السبت إلى حفر تاريخ 15 تموز/يوليو 2016 في ذاكرة الأتراك كيوم اساسي في تاريخ الدولة الحديثة التي ولدت عام 1923 على أنقاض السلطنة العثمانية.

وفي خطاب الخميس، قال اردوغان "من الآن فصاعدا، لن يكون هناك شيء كما كان قبل 15 تموز/يوليو،" واصفا التاريخ بـ"نقطة تحول" في تاريخ بلاده.

وشبه فشل الانقلاب بـمعركة غاليبولي التي وقعت في 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى عندما صمد الجيش العثماني في وجه هجوم شنه جنود من دول التحالف في ما أصبحت إحدى أهم روايات المعارك التي أسست عليها الدولة التركية الحديثة.

وبهذه المناسبة، امتلأت شوارع اسطنبول بلافتات ضخمة صممتها الرئاسة تضم لوحات تعكس الأحداث الرئيسية التي وقعت ليلة المحاولة الانقلابية، بما في ذلك استسلام الجنود الانقلابيين، تحت شعار "ملحمة 15 تموز/يوليو". إلا أن البعض انتقد اللافتات التي رأوا فيها تقليلا من شأن الجيش التركي.


إقرأ أيضاً: انقلاب تركيا .. وردود الأفعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي .. صور


- مسيرة "العدالة" -

وليلة المحاولة الانقلابية، وضعت المعارضة التركية الخلافات السياسية جانبا وتضامنت مع اردوغان. إلا أن موقفها هذا تغير منذ استفتاء 16 نيسان/ابريل، اذ اتهم معارضو اردوغان الرئيس بالسعي إلى إقامة حكم الرجل الواحد واعتقال أي شخص يعبر عن معارضته له.

وتأتي الذكرى في وقت مناسب بالنسبة للرئيس للرد على مسيرة ضخمة للمعارضة اعتبرت الأكبر منذ سنوات. وقد قادها زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو الذي اختتم مسيرة على الأقدام قام بها من أنقرة إلى اسطنبول دفاعا عن "العدالة" في تركيا.

وعادة تكون المواصلات العامة مجانية في اسطنبول خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما أرسل مشغل الهواتف المحمولة "توركسيل" رسائل نصية للمشتركين واعدا إياهم بغيغابايت إضافية مجانية لاستخدام الانترنت من تاريخ 15 تموز/يوليو.

وفي هذه الأثناء، علقت لافتات مضيئة ضد الانقلاب بين مآذن بعض أكبر مساجد اسطنبول.

- "جسر الشهداء" -

تبدأ الاحتفالات بالذكرى عبر جلسة خاصة في البرلمان تفتتح في الساعة 10,00 ت غ.

وسيتوجه اردوغان، الذي سيكون في قلب الأحداث، إلى اسطنبول للمشاركة في مسيرة شعبية على الجسر الذي يعبر فوق مضيق البوسفور وشهد معارك دامية قبل عام وبات يسمى "جسر شهداء 15 تموز/يوليو".

ومع حلول منتصف الليل في التوقيت المحلي (21,00 ت غ)، ستنظم مسيرات داعمة "للديموقراطية" للتذكير بتدفق الناس على الشوارع قبل عام. وسيعود اردوغان لاحقا إلى أنقرة في الساعة 23,00 ت غ لإلقاء كلمة في البرلمان في الوقت نفسه الذي تعرض فيه لهجوم.

وسيتم لاحقا رفع الستار عن نصب تذكاري يكرم القتلى أقيم خارج القصر الرئاسي في العاصمة قبيل آذان الفجر.

أخبار ذات صلة

newsletter