مزارع صيني درس القانون 16 عاماً بمفرده.. لكي يقف في وجه شركةٍ أفسدت أرضه
مزارع صيني درس القانون 16 عاماً بمفرده.. لكي يقف في وجه شركةٍ أفسدت أرضه
ربح مزارعٌ صيني الجولة الأولى من معركة قضائية يخوضها ضد شركة كبرى تملكها الدولة، بعدما قضى 16 عاماً يتعلم بمفرده أحكام القانون.
وانغ إنغلين مواطن صيني بلغ العقد الـ6 من عمره، لم يحظ سوى بـ3 سنوات من التعليم الأساسي، ويعيش في منزله المتواضع الذي يكلفه أجرة مقدارها 7.19 دولار أميركي كل شهر، بحسب صحيفة Independent البريطانية.
وفي المقابل فإن مجموعة Qinghua Group الصناعية الكبرى توظف نحو 5 آلاف موظف في المناجم وأفران المعادن في كل أنحاء الصين، وتعالج الفلزات والمعادن وتتاجر بها لتدر حوالي 292 مليون دولار أميركي في السنة، بحسب الصحيفة الصينية الإلكترونية People’s Daily Online.
وألقت شركة Qinghua Group بأول دفعة من فضلات المياه الملوثة الخطرة قرب أرض وانغ عام 2001، ما حال دون تنمية محاصيله؛ ثم ادعى وانغ أنه كان ذات يوم يلعب بورق اللعب ويطبخ مع الجيران ليلة رأس السنة القمرية حينما بدأت المياه تتسرب إلى بيته.
تقول التقارير إن الشركة ألقت منذ عام 2001 ما يتراوح بين 15000 وبين 20000 طن من الفضلات الكيماوية السنوية، من معمل البولي فينيل كلورايد الواقع قرب قرية بيت وانغ في ناحية مدينة كيكيهار شمال شرق الصين.
كذلك فإن الشركة بإلقائها مادة كربيد الكالسيوم قد حولت 71 فداناً (287327 متراً مربعاً) من الأراضي الزراعية إلى أراض غير صالحة للزراعة، كما ملأت بركة مساحتها 478 فداناً (كيلومترين مربعين) بالفضلات السائلة وفق وثيقة حكومية أشار إليها تقرير الصحيفة الصينية.
8 سنوات في المحاكم
عندما طُلِب من وانغ إبراز دليل قانوني على وجود التلوث، عمد وانغ إلى البدء في دراسته القانونية؛ وقال "كنت أعلم أني على حق، لكني لم أكن أعلم ما القانون الذي خرقته الجهة الأخرى ما إذا كان هناك دليل أم لا"، بحسب ترجمة صحيفة Daily Mail البريطانية لأقواله.
في البدء اضطر وانغ إلى نسخ المعلومات بخط يده في مكتبة، حيث كان يدفع لصاحب المحل أكياساً من الذرة.
وفي عام 2007 بدأ يحصل على استشارات قانونية مجانية، بعدما قضى نصف عقد من الزمن في دراسة القانون بمفرده معتمداً على نفسه؛ وفي النهاية رفع دعواه القضائية إلى السلطات.
وقد نشر مركز المساعدة القانونية لضحايا التلوث تفاصيل المعلومات حول قضية وانغ الذي حاول مراراً وتكراراً أن يجر الشركة إلى القضاء ومواجهة العدالة رغم أنه كثيراً ما كان يُقابل بتجاهل المحاكم المحلية وهيئات التفتيش، فضلاً عن أنه واجه اتهامات ضده من الشركة.
وطبقاً للتقارير فإن القضية استغرقت 8 سنوات أخرى قبل أن تصل إلى المحكمة، لكن محكمة ناحية أنغانغزي حكمت أخيراً بإدانة مجموعة Qinghua Group الصناعية وتعويض وانغ وجيرانه بمبلغ يقارب 119 ألف دولار أميركي.
لكن الصحيفة الصينية ذكرت أيضاً أن لوانغ موعداً متجدداً مع القضاء مرة أخرى في جولة ثانية، حيث إن الشركة الصناعية الصينية تنوي استئناف الحكم.