نبض البلد يبحث التطورات السياسية والعسكرية في قطاع غزة
رؤيا – رصد – قاسم صالح – تناولت حلقة نبض البلد مساء الأحد العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والتطورات الميدانية والسياسية على الساحة الفلسطينية والعربية وانعكاسها على القطاع خلال الفترة القادمة .
واستضافت الحلقة التي يقدمها محمد الخالدي كل من الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور فايز الدويري والكاتب والمحلل السياسي بسام بدارين .
وفي مستهل الحلقة ، أكد الخبير العسكري الدكتور فايز الدويري ان ما نفذته قوات الاحتلال مؤخرا وتردد انه انسحاب من بعض المناطق في قطاع غزة ما هو الا اعادة انتشار للقوات البرية ، حيث اوضح ان العمليات العسكرية وهدم الانفاق مستمرة حتى الساعة .
وأضاف الدويري ان اعادة الانتشار هو وسيلة للاحتلال لاعادة الهجوم البري والجوي والبحري في حال عادت الفصائل الى اطلاق الصواريخ ، ويهدف ايضا الى تخفيف الخسائر العسكرية الفادحة التي تكبدها الاحتلال من الالتحام المباشر مع رجال المقاومة الفلسطينية .
وأوضح ان اعادة الانتشار عمد اليها الاحتلال للتخلص من المسؤولية عن ما يجري لاحقا من اي اتفاق سياسي قد يتم التوصل اليه لاحقا .
واشار الدويري الى ان الأبعاد العسكرية الثلاثة " الجوية والبحرية والأرضية " اغلقت أمام المقاومة الفلسطينية ، فما كان منها الى ان اعتمدت على الانفاق " كبعد رابع " لتحييد عناصر الاسناد العسكري لقوات الاحتلال ، موضحا ان رجال المقاومة اعتمدوا على الاشتباك المباشر مع الاحتلال حتى لا يتيحوا فرصة للمدفعية والطيران العسكري للتدخل .
ولفت الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور فايز الدويري ان " الجندي الاسرائيلي " محترف وتلقى تدريبات هي الافضل على مستوى الجيوش حول العالم ، مما دفع المقاومة الفلسطينية الى تحسين أدائها والارتقاء الى مستوى جندي الاحتلال ، حيث اتبعت اسلوب الفرصة الواحدة – بمعنى ان عملية المقاومة لا يمكن ان تخطأ ومع رجال المقاومة فرصة وحيدة لتنفيذ ضربتها والا سيكون مصير اي عملية او مواجهة هي الفشل - .
ومن اساليب الارتقاء بالمستوى والذي وصل اليه رجال المقاومة الفلسطينية اوضح الدويري ان يتلخص بالعمل ضمن مجموعات صغيرة والتي تعمل باسلوب سريع ومحترف ، ضاربا مثال عملية " ناحل عوز " التي نفذتها كتائب القسام بنجاح باهر.
واشار الدويري الى ان رجال المقاومة اعتمدوا على ثلاثة عناصر للارتقاء بمستواهم القتالي وهي :
1 - عنصر اللياقة البدنية
2 - الاعداد العسكري المهني الاحترافي
3 - العنصر المعنوي والنفسي
واشار الدكتور فايز الدويري الى ان كتائب القسام هي القوة الفاعلة على ساحة المقاومة في غزة ، مشددا على دور على ما اسماه " طيف المقاومة " من كافة الفصائل ، الا ان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس هي الحامل الرئيسي للمقاومة في غزة .
وأوضح الدويري ان جناحي حماس العسكري والسياسي يتفقان في الاستراتيجية العامة ،ولكن على مستوى استراتيجية العمليات فان الجناح العسكري يمتلك القرار الأول .
واشار الى ان تحديد للادوار يتم بين الفصائل الفلسطينية عبر لجنة العمل المشترك ، لتوزيع العمليات العسكرية والميدانية للقضاء على الفوضى وتحقيق الاهداف المرجوة .
وفي موضوع الامكانات العسكرية للمقاومة الفلسطينية وخاصة الصواريخ ، اشار الدويري الى ان معظم تلك الصواريخ هي عبارة عن تقليد للصورايخ الروسية ، مشيرا الى ان منها ما تم تجميعه داخل القطاع ، ولكن المقاومة عملت على تطوير مدى تلك الصواريخ .
واضاف ان المقاومة نجحت في تطوير المدى الا ان تطوير دقة الاصابة تحتاج الى امكانيات تقنية كبيرة جدا ، مشددا على ان صواريخ المقاومة وبالرغم من بدائيتها نجحت في تحقيق توازن الرعب .
وأكد الدكتور فايز الدويري ان ما حققته المقاومة بالرغم من الحصار الخانق هو فخر لها ولكل العرب والمسلمين ، مشيرا الى ان الاحتلال فشل عسكريا في تحقيق اهدافه في قطاع غزة بسبب صمود المقاومة .
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي بسام بدارين خلال استضافته في برنامج نبض البلد ، ان ما يسمى باعادة الانتشار الذي نفذته قوات الاحتلال الاسرائيلي في بعض مناطق قطاع غزة هو شكل من أشكال استمرار العدوان على القطاع .
وهاجم بدارين مواقف بعض الانظمة العربية والتي انتقلت من موقف الخذلان والسكوت عن جرائم الاحتلال الى مستوى المشاركة ودعم العدوان على الشعب الفلسطيني .
واضاف بدارين ان خلفيات اقتصادية وسياسية تقف وراء العدوان الا ان المقاومة الفلسطينية والاطراف الداعمة لها افشلت ما يحدث من " تآمر " على غزة .
وتناول بدارين موضوع تشكيل الوفد الفلسطيني والتوجه الى العاصمة المصرية القاهرة ، حيث شدد ان الوفد شكل بعد 23 يوما من بدء العدوان وجاء كنتيجة لاقتناع مصر بأن المقاومة ستصمد في وجه العدوان على غزة .
ووصف موقف السلطة الفلسطينية من العدوان بـ " السيء والمتخاذل " ، مشيرا الى انه يأتي كمحصلة لتوازنات القوى في التعامل مع العدوان .
واضاف ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يواجه ضغوطا كبيرة من كافة الاطراف ، مما دعاه الى اتخاذ خطوات " تكتيكية " للتخلص من تلك الضغوطات ، وأبرز مثال هو اعلانه عزمه توقيع اتفاقية روما .
واشار الى ان عباس لا ستطيع التضحية بالمصالحة ولا يستطيع ان ينضم الى الدول التي تريد تدمير حماس ولا يستطيع تأييد المقاومة بشكل صريح ، لذلك فهو في موقف لا يحسد عليه ، حسب تعبيره .
وأشاد بدارين بما أسماه التنسيق الرائع في أداء حركة حماس على المستويين العسكري والسياسي ، مشيرا الى ان القيادة العسكرية في القسام تدين بالولاء المطلق للقيادة السياسية .
وفي معرض رده على سؤال حول موقف الأردن من العدوان على غزة ، وصف الكاتب والمحلل السياسي بسام بدارين موقف الاردن بـ " الغامض والمريب " ، مشيرا الى انه صدم من تصريحات رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور حول العدوان على غزة .