الصورة من الحلقة
نبض البلد يناقش آخر التطورات في الملف الإقليمي
ناقشت حلقة نبض البلد، الاثنين، التطورات في الشأن الإقليمي حيث استضافت كلا من الكاتب الصحافي ماهر أبو طير والخبير الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة.
وقال ماهر أبو طير إن الأزمة السورية فيها عدة زاويا منها ملف الارهاب، فقد تحوصلت التنظيمات الارهابية جنوب سوريا، وباتت قريبة من الأردن.
وأضاف أن الأردن لم يكن يراهن كثيرا على الحل السياسي للازمة السورية ولكن الان اصبح يراهن على الحل السياسي وخصوصا بعد اجتماع الاستانة.
ورأى أن إنشاء المناطق الآمنة في سوريا ستصب في مصلحة النظام السوري، وستكون ضد التنظيمات الارهابية، ولكن المناطق الآمنة يجب أن تكون برضا امريكا وروسيا والنظام السوري.
ونوه إلى الأزمة السورية هي ازمة ضاغطة على العصب الاردني، وهي ازمة ممتدة عربيا، بل وامتدت الى كل مراكز القرار في العالم ، وربما الاسابيع القادمة حساسة وحيوية والأردن يترقب إلى اين ستذهب الازمة.
وبين أن الأردن يمكن أن نصفه بلاعب حيوي في الحزام السوري، فهو نفذ عمليات ضد تنظم داعش الارهابي قبل ايام وليست الاولى من نوعها ضد داعش، فهو نفذ عمليات منفرداً ولم يعلن عنها ونفذ عمليات بشراكة مع التحالف الدولي وهذه ثاني عملية منفردة ينفذها الاردن لوحده ضد عصابات داعش الارهابية.
وقال إن الأردن بنى شركات مع العشائر السورية من باب الاحتياط، والأردن يجد الفصائل المعتدلة اقل ضررا من التيارات الارهابية ويمكن أن تجلس على طاولة المفاوضات فهو غير بعيد عن الازمة السورية.
ورأى أن الأردن غير مستعجل كثيرا على اقامة علاقة مع النظام السوري، والدليل أنه كان يقدر ان يشارك في الاستانة بصيغة غير مراقب ولكن هو اختار ان يكون مراقبا حتى لا يتحمل كلفة ما يجري أو كلفة الفشل.
وأوضح أن ادارة الامريكية الجديدة بدأت بمظلمة تجاه القضية الفلسطينية والتي هي سبب كل ما نراه من تطرف، وهنا لابد أن ندرك أن الأساس هو علاج جذر المشكلة التي تؤدي للطرف، والأمريكان من سنوات يتحدثون عن داعش ولكن كل العمليات التي قامت بها اضعفته ولم تقضي عليه وهو قادر على التحرك والتسلل فضرب داعش في سوريا قد يؤثر على الاردن من خلال هروب اعضاءه وتنفيذ عمليات في الداخل الاردني.
وتابع قوله إن كلام الرئيس الامريكي الجديد عن محاربة داعش جميل ولكن سيواجه مشكلة كبيرة وهي إن لم يحارب في كل مكان وبنفس الوقت، سيكون قادرا على الهرب من مكان الى مكان.
وأضاف أن الرئيس الامريكي طلب من ادارته اعداد برنامج وخطة امريكية للقضاء على داعش خلال 30 يوما، والقضاء على داعش يقتضي جلب شركاء ايضا.
وأكد أن الأردن لا يمكن - منفردا - أن يحارب الارهاب داخليا لان هذا يحتاج إلى امكانيات مالية عالية ووضعنا المالي صعب، وهذا يجب ان يكون ضمن سياق دولي وإقليمي حتى يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته، وأن الخروقات التي حدثت أمر طبيعي حدث في دول تمتلك إمكانيات أكثر من الأردن، فالخروقات مقبولة ومحتملة والاحتمال وارد والخطر وارد بأن يحدث خروقات لأنه مهما بلغت قوة الدول يبقى احتمال الخروقات.
وأشار إلى أن أول مهمة للقمة العربية هي بلورة موقف عربي موحد تجاه القدس، والملك تحدث امام العالم بخصوص القدس ونقل السفارة الامريكية خلال زيارته لدونالد ترامب، وهي ضد السياسة الاسرائيلية.
واعتبر أن التسوية السلمية أصبحت امرا صعبا فـ 60% من الضفة محتله فالحديث عن حل الدولتين هو اعادة تدوير لما يسمى التسوية السلمية.
وقال إن الاردن لا يريد التورط في الازمة اليمنية وسيترك الامر في سياق القمة العربية، ولكن لا يتوقع أن يصدرها الاردن اي الازمة اليمنية للقمة العربية ولا يريد التدخل فيها وسيحاول الخروج منها دون وضع ملفات في القمة العربية يديرها لاعبون عرب وأجانب لأنه يعرف ان هناك كلفة كبيرة عليه.
من جهته قال عامر السبايلة إن التحول في الموقف التركي من خلال التفاهم مع روسيا انهى معركة حرب وانتقلت الامور للأستانة للمفاوضات لكي توضع صيغة نهائية للحل وثم الذهاب لجنيف "بوصفة الحل" كي تأخذ شرعية دولية.
وأضاف أن الموضوع الآن اصبح لترتيب الملف السوري وعلى الاردن أن يؤمن حدوده ويبحث عن شراكة حقيقة من أجل المعركة النهائية جنوب سوريا.
ورأى أن الأردن بحاجة لشريك في سوريا ولا يوجد شريك إلا الجيش العربي السوري، لافتا إلى أن سلاح الجو الاردني وجه ضربات لداعش وهذا يعني أنه تم بتنسيق مع روسيا وسوريا وهذا يعني أن الاردن له مرحلة جديدة، والأردن مرافق في الاستانة والأردن قادر على التعاون ومتابعة الموقف فيكون قد انجز الاردن درأ الخطر القادم على الاردن وأصبح الاردن جزءا من الحل السياسي وليس خارج طاولة الحوار.
وبين أن الاردن لا يقدر إلا ان يكون مراقبا في مفاوضات الاستانة فموقفه ملتبس فهو اخذ بعين الاعتبار خطر سقوط النظام ولم يأخذ من جهة ثانية مواقف معادية وهو الان أخذ دور المراقب.
وأضاف أن الاردن الآن يجب ان يكون حاضرا في جنيف وعلى الارض، ويريد أن يكون شريكا في القضاء على داعش.
وأكد أن القضاء على داعش يحتاج لمحددات منها شركات حقيقية وتعاون مع القوى المفروضة على الارض مثل روسيا والجيش السوري وهذا هو الواقع المرسوم على الارض.
ورأى ان بداية القضاء على داعش قد بدأت ، ولكن الوضع سيكون صعبا، وقد يقودنا هذا المر إلى أمور كثيرة مثل الأماكن التي اصبحت داعشية الفكر التي سيطر عليها داعش، وتنظيمات الجريمة المنظمة المربوطة مع داعش، فوصفة الحل تعني اشتراك الجميع وإنهاء الاستثمار السياسي لهذه التنظيمات.
ونوه إلى أن هناك تحديات تواجه الاردن ان تم القضاء على داعش فقد يعملون فرديا وينقلون عملهم للداخل الأردني، وهذا يحتاج إلى جهد داخلي ومحلي.
وقال إن الاردن يجب أن يستثمر اي استراتيجية كي يكافح الارهاب، ولكن يجب ان لا ينتظر هذه الاستراتيجيات ولابد من بلورة استراتيجيات أردنية ضد الارهاب، مشيرا ألى أننا نرى اي استراتيجية من الحكومة الحالية ولا التي قبلها فكيف سنواجه التطرف وتغوله ؟؟.
وعن القضية الفلسطينية وموقف الادارة الجديدة الامريكية قال إن أكبر تحديات يواجها الاردن من امريكا منها نقل السفارة الامريكية للقدس مما سيحدث من فوضى وتهديد لهوية المدينة فالملك هو الوصي على المقدسات وهذا يجعل الوصاية الأردنية محل تهديد.
واكد عدم وجود أدوات ضغط على اليهود للعمل على السلام، فحل الدولتين يختفي يوما بعد يوم ومعظم المبادرات تتماه مع الموقف الاسرائيلي؟
واشار إلى أن على الاردن خلق دور في الوساطة لحل الخلافات العربية كوضع حلول للقضية اليمنية وطرحها في القمة العربية القادمة، فالأردن لا يمكن ان يفوت القمة العربية دون أن يكون له زخم سياسي ولكن ان كانت هناك مبادرات كي تنهي الازمات فعلى الاردن أن يقدم لها سلم النجاة.