ارشيفية
كان 2017: خبرة الفراعنة تصطدم بطموحات بوركينا فاسو
يلتقي المنتخب المصري نظيره البوركيني في نصف نهائي كأس أمم أفريقيا المقامة على الأراضي الغابونية.
بعد مرور 72 ساعة فقط على انتصاره التاريخي على نظيره المغربي في دور الثمانية ببطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، يتطلع المنتخب المصري للاقتراب خطوة أخرى نحو تحقيق حلمه في التتويج بلقبه القاري الثامن، حينما يواجه منتخب بوركينا فاسو في الدور قبل النهائي للمسابقة غدا الأربعاء.
ورغم غيابه عن البطولة في النسخ الثلاث الماضية، وتوقع الكثير من محبيه خروجه مبكرا قبل انطلاق النسخة الحالية للمسابقة المقامة في الغابون، خالف منتخب مصر كل التوقعات بعدما شق طريقه بنجاح نحو التأهل إلى المربع الذهبي، بحثا عن مزيد من الألقاب تضاف إلى سجله الحافل في أمم أفريقيا.
وتربع المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة، على صدارة المجموعة الرابعة بالدور الأول للبطولة برصيد سبع نقاط، عقب تعادله مع مالي بدون أهداف، وفوزه على كل من أوغندا وغانا 1- صفر، قبل أن يحقق فوزه الأول على منتخب المغرب منذ 31 عاما بهدف نظيف حمل توقيع نجمه محمود عبدالمنعم (كهربا) يوم الأحد الماضي، ليضمن مقعدا في الدور قبل النهائي.
ويسعى منتخب "الفراعنة" للمضي قدما في المسابقة ومواصلة تفوقه على منتخب بوركينا فاسو الذي تغلب عليه في مواجهتيهما السابقتين بالبطولة.
وفاز المنتخب المصري على نظيره البوركيني 2- صفر في الدور قبل النهائي لنسخة البطولة التي أقيمت ببوركينا فاسو عام 1998، قبل أن يتغلب عليه 4-2 في النسخة التالية التي استضافتها نيجيريا وغانا عام 2000.
ومن المؤكد ألا يجري الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر تغييرا في تفكيره الخططي خلال اللقاء والذي يرتكز على التأمين الدفاعي في المقام الأول مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، بعدما أجاد اللاعبون تطبيقها خلال المباريات الماضية، رغم تحفظ البعض على تلك الطريقة التي أفقدت الفريق المتعة في الأداء.
ويواجه منتخب مصر أزمة حقيقية قبل المباراة بعدما واصلت لعنة الإصابات مطاردة لاعبيه بانضمام المهاجم مروان محسن إلى قائمة المصابين التي تضم الظهير الأيسر محمد عبدالشافي ولاعب الوسط المدافع محمد النني والحارس أحمد الشناوي، حيث تأكد غيابهم جميعا عن المواجهة المرتقبة.
وربما يدفع كوبر بعمر جابر للعب بجوار طارق حامد في مركز لاعب الوسط المدافع، فيما سينتقل أحمد فتحي للعب كظهير أيسر، على أن يستمر أحمد المحمدي في مركز الظهير الأيمن ومحمود كهربا في خط الهجوم، لتعويض تلك الغيابات المؤثرة.
كما سيعوّل المدرب الأرجنتيني في المباراة على الحارس المخضرم عصام الحضري وأمامه علي جبر وأحمد حجازي كقلبي دفاع، بالإضافة إلى الثلاثي الهجومي المكون من محمد صلاح وعبدالله السعيد ومحمود حسن (تريزيغيه).
وستكون الفرصة مواتية أمام لاعبي المنتخب المصري لإبراز مهاراتهم في المباراة التي ستقام بملعب "الصداقة" بالعاصمة الغابونية ليبرفيل، الذي يعتبر من أفضل ملاعب البطولة من حيث جودة الأرض، بعكس ملعب بور جونتي، ذو الأرضية السيئة، الذي خاض عليه الفريق جميع مبارياته في المسابقة.
من جانبه، يعود منتخب بوركينا فاسو للظهور في الأدوار النهائية للبطولة، بتأهله للدور قبل النهائي للمرة الثانية خلال النسخ الثلاث الأخيرة.
ويخطئ من يتكهن بقدرة منتخب مصر على ترويض المنتخب الملقب بـ"الخيول" بسهولة، في ظل الأداء المتصاعد الذي يقدمه منتخب بوركينا فاسو في المسابقة، رغم فقدانه خدمات نجميه جوناثان زونغو وجوناثان بيترويبا بسبب الإصابة.
وبينما يمتلك المنتخب المصري أقوى خط دفاع في المسابقة، حيث يعد الفريق الوحيد الذي حافظ على نظافة شباكه حتى الآن، فإن منتخب بوركينا فاسو لديه أقوى خط هجوم مقارنة ببقية المنتخبات المشاركة في المربع الذهبي.
وأحرز المنتخب البوركيني ستة أهداف حتى الآن، علما بأنه المنتخب الوحيد من بين منتخبات الدور قبل النهائي الذي تمكن لاعبوه من هز الشباك في جميع لقاءات النسخة الحالية.
واستهل منتخب بوركينا فاسو مسيرته في البطولة بالتعادل 1-1 مع نظيره الكاميروني في الجولة الأولى بالمجموعة الأولى، قبل أن يحقق النتيجة ذاتها مع منتخب الغابون (المضيف) في الجولة الثانية، ثم اختتم مبارياته في مرحلة المجموعات بالتغلب على غينيا بيساو 2- صفر، ليتصدر المجموعة برصيد خمس نقاط بفارق هدف أمام أقرب ملاحقيه منتخب الكاميرون، الذي تساوى معه في نفس الرصيد.
وفي دور الثمانية، قدم المنتخب البوركيني أفضل عروضه في البطولة، خلال فوزه الثمين 2- صفر على المنتخب التونسي، حيث كان الطرف الأفضل في معظم فترات المباراة، خاصة في الشوط الثاني، الذي أهدر خلاله أكثر من فرصة، مستغلا الهفوات الدفاعية التي وقع فيها منتخب تونس في اللقاء.
ويأمل منتخب بوركينا فاسو في مواصلة مغامرته في البطولة التي يرغب في الفوز بها للمرة الأولى في تاريخه، خاصة وأنه يمر بأحد أفضل الفترات في تاريخه حاليا تحت قيادة مدربه البرتغالي باولو دوارتي.
ويعتمد منتخب بوركينا فاسو في قائمته بالبطولة على مزيج من اللاعبين المحترفين بأوروبا وداخل القارة السمراء، مثل الحارس كواكو كوفي والنجم المخضرم أريستيد بانسيه، صاحب الهدف الأول في مرمى تونس، وسليمان كوندا، الذين يلعبون جميعا في فريق أسيك ميموزا الإيفواري، بالإضافة إلى يوسوفو دايو مدافع نهضة بركان المغربي.
ويمتلك الفريق أيضا برتران تراوري، المحترف في صفوف أياكس أمستردام الهولندي، وبريجوس ناكولما لاعب قيصري سبور التركي، وتشارل كابوري لاعب كراسنودار الروسي، وباكاري كونيه مدافع ملقا الإسباني، وستيف ياغو لاعب تولوز الفرنسي.
ويضم منتخب بوركينا فاسو لاعبين لديهم دراية واسعة بالكرة المصرية مثل بانو دياوارا وباتريك مالو ثنائي فريق سموحة المصري، وسيريل بايالا لاعب فريق الداخلية المصري السابق الذي يلعب حاليا في صفوف شيريف تيراسبول المولدوفي.