صبري ربيحات يكتب لرؤيا 'الحجر بمحله قنطار'

الأردن
نشر: 2017-01-15 08:34 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45
صبري ربيحات يكتب لرؤيا "الحجر بمحله قنطار"
صبري ربيحات يكتب لرؤيا "الحجر بمحله قنطار"

المقولة التي نستخدمها في الحالات التي لا نرى ان الاشياء في مكانها او عندما يحل الاشخاص في مواقع غير تلك التي تناسبهم مقولة معبرة وتعفي مستخدميها من الشروحات والتوضيح لمعاني ودلالات الاستخدام .

اليوم ونحن نرقب اخبار التعديل الوزاري الذي يجريه دولة هاني الملقي على حكومته نتمنى ان يوفق الرئيس في اختيار اشخاص مناسبين للحقائب الوزارية بعيدا عن حسابات الصداقة والضغوط الرسمية او الشعبية , فالرئيس سيكون مسؤولا اولا واخيرا عن الخيارات التي يتخذها وعيون الناس وقلوبها متلهفة لرؤية رجال ونساء يحضون بالاحترام والتقدير الشعبي ويملكون القدرة والكفاءة اللازمة لاداء الادوار والمهام الموكولة والاستعداد للتفاعل مع القوى والفعاليات الاهلية والشعبية والافادة من الاراء والمقترحات التي يطرحها الناس وتحويلها الى برامج يعمل الجميع على تنفيذها والافادة من نتائجها.

سنوات الالفية الثالثة لم تكن سهلة على احد فقد كانت صعبة على العالم ووبالا على العالم العربي ومليئة بالاحداث والكوارث والازمات التي نالنا منها الكثير وتطلبت من الدولة والمواطن التكيف والاستجابة لتجاوز الاخطار والتهديدات التي عصفت بالعديد من بلدان الجوار فدمرت بناها السياسية وشردت شعوبها والحقت بها الكثير من الدمار الذي يصعب تجاوز اثاره لعقود.

الاردن بحاجة الى ادارة حصيفة وحكومة تعي الهموم والاوجاع وتعرف مكامن القوة وجوانب الضعف وتستطيع ادارة المشهد من خلال فرق عمل متناغمة تحمل خطابا مقنعا صادقا مدعما بسلوك اخلاقي يتسم بالعدالة والنزاهة ويدرك خطورة المرحلة واحتياجاتها.

يتطلع المواطن الاردني الى اجراءات حكومية تبعث على الطمأنينة وتبعث على الامل وتعيد لهم الشعور بان الامور تسير نحو الافضل. التحديات التي يشعر بها المواطن تتنامى يوما بعد يوم فالموارد الاساسية محدودة والمديونية تتزايد بمتوالية يصعب تفسيرها والبطالة مزمنة ودائرة الفقر تتسع لتبتلع شرائح جديدة من السكان في كل يوم والتعليم لم يعد كما كان مصدرا لفخرنا واعتزازنا الوطني بعد ان اصبح همنا الاول ان نحد من مستوى الغش في الامتحانات وخدمات الصحة والاستطباب تعاني تحت ضغط الزيادة السكانية وارتفاع كلف التكنولوجيا الطبية وعلاج الامراض المزمنة وواسعة الانتشار.

اليوم تعاني مجتمعاتنا المحلية من الجريمة واثارها وجامعاتنا من العنف وتدهور نوعية التعليم ويشهد مجتمعنا شكل من اشكال الردة للعشيرة وتلف البنى التحتية وتفاقم ازمات المرور والتقل وفشل السياسات الزراعية واستمرار انتاج المحاصيل غير المجدية اقتصاديا مع غياب الاسواق البديلة لسوريا والعراق.

لقد اسهم تبني سياسات مالية وموازنات تعتمد على الاعانات والمساعدات الدولية والعربية في ادامة حالة القلق الناجم عن امكانية تاخر الدعم او توقف الداعمين عن الوفاء بالتزاماتهم ووعودهم مما يبعث على تجدد الازمات واللجوء الى حلول تستند الى زيادة الضرائب ورفع الاسعار على السلع والخدمات التي يتلقاها المواطن.

الظلال التي تركها الربيع العربي والحراك الشعبي على الثقافة الاردنية و شيوع عقلية الاستحقاق لدى غالبية الناس والنزعة الى الخروج على القانون وارتكاب مخالفات تحت مبررات " ان من حقي القيام بما قام بها الاخرون". فالعديد ممن اشارت لهم اصابع الناس بالفساد لم تجري محاسبتهم او لم يمتثلوا للاحكام الصادرة بحقهم.

امام الرئيس وطاقمه الجديد تحديات لا تحلها الابتسامات والوعود وبرامج العلاقات العامة . فالارهاب الذي ضرب قلاعنا وحصوننا في نهاية العام الذي مضى وطريقة المعالجة للاحداث تضع الرئيس والحكومة وتضعنا جميعا امام تحديات واختبارات جديدة ليس امامنا الى تجاوزها بكفاءة واقتدار. اطيب الامنيات للرئيس وفريقه الجديد واتمنى ان يوفق في الامتثال للمثل القائل الحجر بمحله قتطار والاستكون الحكومة وطاقمها في مهب الريح.

أخبار ذات صلة

newsletter