في الكرك .. الأطفال يولدون رجالاً

الأردن
نشر: 2016-12-22 17:33 آخر تحديث: 2023-06-18 15:25
تحرير: رعد بن طريف
مجموعة من الأطفال أمام قلعة الكرك بعد أن قضت قوات الأمن على الإرهابيين
مجموعة من الأطفال أمام قلعة الكرك بعد أن قضت قوات الأمن على الإرهابيين

في غمرة الأحداث الإرهابية التي عاشها الأردن عامة ومحافظة الكرك خاصة خلال الأسبوع الماضي، توجه فريق قناة رؤيا لمتابعة الأحداث هناك، وتقديم تغطية مباشرة من قلعة الكرك التي كانت مركز الإشتباكات يوم الأحد الماضي، بين القوة الأمنية المشتركة من قوات الدرك والأمن العام وبين المجموعة الإرهابية التي إختبأت داخل القلعة.

فريق رؤيا تعرض  لموقف إنسانيٍ بسيط، إلا أنه حمل دلالاتٍ كبيرة أهمها بطولة أبناء الكرك وكرمهم، بالإضافة إلى شجاعة وبسالة أبنائها .

 

القصة الكاملة يرويها مراسل قناة رؤيا كما حدثت..

" مساء اليوم غادرنا العاصمة عمّان في طريقنا إلى محافظة الكرك جنوب الأردن لرصد الأوضاع في المحافظة عقب الأحداث المؤسفة التي وقعت أمس.

الأجواء كانت شديدة البرودة وأمطار الخير تتساقط بغزارة بين الحين والآخر، وفي غمرة انشغالنا بتجهيز معداتنا لنقل صورة مباشرة من قلعة الكرك عبر قناة رؤيا توجه نحونا طفلان لا يتجاوز عمرهما 15 عاما وسألونا ماذا نفعل ولأي جهة نعمل، أجبتهم أننا من قناة رؤيا وجئنا لتصوير عودة مظاهر الحياة لطبيعتها في الكرك بعد أحداث أمس، فرح الطفلان وشعرت أنهم يرغبان في البقاء الى جانبنا للتعرف عن قرب على طبيعة عملنا وكيفية النقل المباشر للقنوات التلفزيونية، لكني لم أكن أعلم أنهما يرغبان في البقاء لتقديم أي مساعدة قد نحتاجها.

وبعد أكثر من نصف ساعة وهما يقفان تحت المطر أمام قلعة الكرك طلبت منهم أن يغادرا أو يدخلا لمركبتنا ليحتميا من المطر، الا انهم رفضا ذلك وهم يكرران ذات العبارة " احنا بخير.. لا تقلق ".

الإضاءة في المكان لم تكن جيدة وسمعا زميلنا المصور يوسف رحاحلة وهو يقول ذلك، فأحضرا لنا ضوء وبقيا حولنا حتى اتممنا عملنا.

وقبل أن نغادر المكان طلبا منا أن نقبل دعوتهما لنا لتناول طعام العشاء في منزلهما، وعندما شكرتهما على دعوتهما لنا أخبرتهما أننا على عجلة من أمرنا ولا بد أن نغادر فرد علي أحدهما بلهجته الكركية الأصيلة " عويه مستعجل يا رجل.. جيرت الله عليكم تتفضلوا عالعشا أو تشربوا شاي ونتأكد انكم دفيانين وبعدين بتروحوا " كنت أتمنى لو كان لدينا متسع من الوقت للذهاب معه لمنزله، ليس لتناول طعام العشاء بل لأقبل رأس والده ووالدته على هذه الرجولة التي لم تتجاوز ال 15 عاما، لكني تذكرت حينها أنني في الكرك وأن الأطفال فيها يولدون رجالا ".

أخبار ذات صلة

newsletter