امير قطر يصل السعودية للقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز
رؤيا - وكالات - استقبل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قصره بجدة (غرب المملكة)، مساء اليوم، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.
وقالت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلال اللقاء "بحث آفاق التعاون بين البلدين إضافة إلى مجمل الأحداث التي تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية الـمحتلة"، في إشارة إلى غزة.
فيما قالت وكالة الأنباء القطرية إنه جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها. كما جرى خلال اللقاء تناول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث ومستجدات وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في فلسطين، لاسيما قطاع غزة.
حضر اللقاء من الجانب السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، ومن الجانب القطري حضر، الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والشيخ جوعان بن حمد بن خليفة آل ثاني والشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني والشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني مدير مكتب أمير دولة قطر والشيخ عبدالله بن ثامر بن محمد آل ثاني سفير دولة قطر لدى المملكة.
وكان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر إلى مدينة جدة في وقت سابق من مساء اليوم في "زيارة أخوية" قصيرة للمملكة العربية السعودية الشقيقة، بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.
وكان في استقبال أمير قطر والوفد المرافق، بحسب المصدر ذاته، بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية.
ويشن الجيش الإسرائيلي، منذ يوم 7 يوليو/ تموز الجاري، عملية عسكرية مكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة، أطلقت عليها إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، تسببت حتى الساعة 18:30 (تغ) اليوم الثلاثاء في سقوط 635 قتيلا وإصابة نحو أربعة آلاف آخرين، وفق مصادر طبية فلسطينية.
وفي المقابل، أسفرت العملية، وفق الرواية الإسرائيلية، عن مقتل 28 جندياً إسرائيلياً ومدنيين، وإصابة نحو 485 معظمهم بـ"الهلع"، فضلا عن إصابة 90 جندياً، فيما تقول كتائب القسام الجناح العسكرية لحركة حماس إنها قتلت 52 جنديا من الجيش الإسرائيلي.
ويأتي لقاء أمير قطر (الذي توصف بلاده بأنها داعمة لحماس) والعاهل السعودي في ظل تعثر للجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار بعد رفض حركة حماس لمبادرة طرحتها مصر الأسبوع الماضي لوقف إطلاق النار، فيما أعلنت إسرائيل ودول خليجية وغربية دعمهم لهذه المبادرة.
وسبق أن أعلنت السعودية تأييدها للمبادرة المصرية التي طرحتها، يوم الإثنين قبل الماضي، وبينما قبلت بها إسرائيل، رفضتها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، معتبرتين أنها لا تلبي المطالب الفلسطينية، ولا سيما الرفع الكامل والنهائي للحصار عن غزة، وضمان فتح كافة المعابر، ولا سيما معبر رفح بين مصر والقطاع.
وقال وزير خارجية قطر خالد العطية الأحد الماضي إنه ليس هناك مبادرة قطرية خاصة لوقف إطلاق النار في غزة، وأن بلاده قامت فقط بنقل مطالب الشعب الفلسطيني، الذي أكد انه لم يقبل بحالة الحصار الطويل بغزة في ظل عدم اهتمام المجتمع الدولي.
ويعد اللقاء هو الأول من نوعه بين الزعيمين منذ اللقاء الذي جمعهما في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والذي وقع خلاله أمير قطر على وثيقة الرياض.
وبعد نحو 4 شهور من هذا اللقاء، أعلنت 3 دول خليجية هي السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من قطر في 5 مارس/ آذار الماضي، وبرّرت قرارها بعدم التزام قطر باتفاق الرياض المبرم في 23 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي.
ويقضي اتفاق الرياض بـ"الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر".
وينص الاتفاق كذلك على "عدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد سواءً عن طريق العمل الأمني المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادي".
وفي المقابل قال مجلس الوزراء القطري إن خطوة سحب السفراء "لا علاقة لها بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل لها صلة باختلاف في المواقف بشأن قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون".
واعتبر مراقبون الحديث القطري إشارة إلى اختلافات وجهات النظر بين قطر من جهة وبين السعودية والإمارات والبحرين من جهة بشأن إطاحة قادة الجيش في مصر، بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، في يوليو/تموز الماضي، بالرئيس آنذاك محمد مرسي.
وكانت مبادلة أمير قطر التهاني الهاتفية بحلول شهر رمضان مع العاهل السعودي أثارت تكهنات بقرب إنهاء الأزمة الخليجية.
وكانت التهاني الهاتفية بين الزعيميم الخليجيين، هي أول تواصل مباشر بينهما يتم الإعلان عنه منذ أزمة سحب السفراء في مارس/ آذار الماضي.