مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

الشهيد وصفي التل

1
Image 1 from gallery

في ذكرى استشهاد وصفي .. لماذا يحبه الأردنيون ؟

نشر :  
10:37 2016-11-28|

يستذكر الأردنيون في الثامن والعشرين من شهر تشرين الثاني من كل عام، ذكرى رحيل رئيس الوزراء الأسبق الشهيد وصفي التل، الذي اغتيل في القاهرة عام 1971 اثناء مشاركته في اجتماع مجلس الدفاع العربي المشترك.

تحل الاثنين الذكرى الخامسة والأربعون لرحيل وصفي الذي يعتبر من أهم الرجالات والرموز الوطنية في تاريخ الأردن منذ قيام الدولة عام 1921، لقربه من القلب وشجاعته ونظافة يده التي اشتهر بها، وقيادته حربا ضد الفساد، واهتمامه بتطوير الأردن على مختلف المجالات خاصة الزراعة حتى بات يعرف بابي الزراعة.

ولد عام 1919 في إربد، وهو إبن شاعر الأردن مصطفى وهبي التل الملقب بعرار وأمه منيفة إبراهيم بابان، وتقلد العديد من الوظائف والمناصب الرسمية في عمان والقدس واريحا ولندن، وعمل دبلوماسيا في السفارات الاردنية في موسكو وطهران وبغداد.

يتساءل الكثيرون عن سبب تعلق الشعب الأردني بوصفي، وسيطرته على عقول و قلوب الأردنيين وذكراهم، رغم أن عشرات المسؤولين ورؤساء الوزراء مروا في تاريخ الأردن ولم يحظ أحدهم بما حظي فيه وصفي، خصوصا أنه لم يترك خلفه قصورا أ رصيدا بالملايين ولا شركات، ولم يترك إلا منزلا صغيرا وبضع دنانير وتبغا وجد في جيبه بعد اغتياله.

يقول رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، في مناسبة لتوقيع كتاب عن التل، مؤخرا: إن وصفي كان واثقا بأن المملكة لديها قدرة على الاعتماد على ذاتها.
ويضيف المصري أن الشهيد التل ليس ملكا لعائلة واحدة وإنما ملك الأردن والأردنين كافة، وهو قامة الوطنية لا يشق لها غبار على في المملكة وفي قلوب المواطنين، مؤكدا أنه كان من كبار القادة السياسيين الذين فرضوا حضورهم.

من إنجازات حكومات وصفي التل في المجال الزراعي شق قناة الغور الشرقية التي يطلق عليها الآن، قناة الملك عبد الله، التي تشكل العصب الرئيس للزراعة في الأغوار، وإنشاء الطرق الزراعية، ومنع البناء في المناطق الزراعية تحت المساءلة القانونية، لقناعته بأن المملكة قادرة على الاكتفاء ذاتيا، علاوة على عقده لقاءات دورية مع المزارعين للاستماع لمشاكلهم والعمل على حلها.

وعرف عنه عدم تساهله مع قاطعي الأشجار بقصد التحطيب والبيع، وطالب القضاة بتشديد العقوبات على من يضبط وهو يعتدي على الثروة الحرجية، معتبرا أن الاعتداء على شجر كالبشر.

ولم يقتصر إهتمام الراحل الكبير على الزراعة، حيث كان يؤمن بأن الشباب هم مستقبل الأردن، وكان لهم أهمية كبيرة لدى حكومته، حيث أسس مدينة الحسين للشباب التي كانت المتنفس الوحيد للشباب والأندية الرياضية، ومؤسسة رعاية الشباب، ومعسكرات الحسين للعمل والبناء، ودائرة الثقافة والفنون، كما اهتم بالإعلام حيث تأسست الإذاعة الأردنية في حكومته، وصحيفة الرأي التي لا تزال تعمل حتى اليوم بعد دمج بعض الصحف اليومية.

وعرف وصفي التل بانه من التقط رؤية المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال، لتطوير التعليم، من خلال تأسيس أم الجامعات، الجامعة الأردنية، إضافة لإنجازات كثيرة أخرى.

كان للقضية الفلسطينية أهمية كبيرة لدى وصفي التل الذي كان أول من أطلق شعار "عمان هانوي العرب"، أي جعل عمان عاصمة النضال الفلسطيني، وكفاحه في سبيل تحرير الأرض، واستلهم حبه لفلسطين من والده الذي لطالما تغنى بفلسطين بقصائده وحذر من وعد بلفور المشؤوم.