خارطة امريكا
هل تنفصل كاليفورنيا عن الولايات المتحدة؟
انتخاب المرشح الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب لايزال يثير ردود فعل متفاوتة في الولايات المتحدة، غير أن الزلزال الأكبر تشهده كاليفورنيا، حيث تستمر المظاهرات المناهضة لانتخابه وسط مطالبات بانفصال الولاية.
وشهدت مدن عدة في الولاية احتجاجات مناهضة لترامب، أبرزها لوس أنجلوس حيث شارك الآلاف من مواطني المدينة في مظاهرات انضم إليها سكان سان فرانسيسكو.
بل وذهب بعض مواطني كاليفورنيا، التي فازت فيها المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بأصوات المجمع الانتخابي البالغة 55، إلى حد الشروع في حملات على الإنترنت للمطالبة بخروج الولاية من الدولة الاتحادية.
كما دعوا إلى تنظيم مظاهرات في 20 يناير المقبل، أي اليوم المحدد لأداء ترامب اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة.
وأطلق على هذا المشروع صفة "كاليكزت" على غرار "بريكزت"، أي الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ولايزال الوسم "كاليكزت" ووسم "نعم كاليفورنيا"، يشكلان توجهين رئيسيين على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.
ورغم أن كثيرا من الناس لا يأخذون حملة خروج الولاية على محمل الجد، فإن ظهور دولة كاليفورنيا مستقلة سيشكل قفزات اقتصادية هائلة للولاية الواقعة على الساحل الغربي للولايات المتحدة والمطلة على المحيط الهادئ.
ووفقا لمكتب التحليل الاقتصادي، فإن كاليفورنيا تحتل المركز السادس بين أكبر الاقتصادات العالمية.
وبلغ إجمالي إنتاجها الاقتصادي العام الماضي أكثر من 2.64 تريليون دولار، وهو أكبر من الناتج الاقتصادي لفرنسا والذي قدر بنحو 2.42 تريليون دولار، ويقل قليلا عن نظيره البريطاني الذي بلغ 2.86 تريليون دولار.
أما الدول التي تتفوق اقتصاديا على كاليفورنيا، فهي الولايات المتحدة بإجمالي ناتج اقتصاد يصل إلى 18.04 تريليون دولار، والصين (11.18 تريليون دولار) واليابان (4.12 تريليون دولار) وألمانيا (3.37 تريليون دولار) بالإضافة إلى بريطانيا.
ويتفوق اقتصاد كاليفورنيا، إلى جانب تفوقه على فرنسا، كذلك على كل من الهند (2.07 تريليون دولار) وإيطاليا (1.82 تريليون دولار) والبرازيل (1.78 تريليون دولار).
وبرغم كل الظروف إلا أن كثيرا من المراقبين يعتقدون أن بزوع "جمهورية كاليفورنيا المستقلة" أمرا لن يرى النور أبدا، خصوصا وأن آخر مرة انسحبت فيها ولاية من الدولة الاتحادية، في ستينات القرن التاسع عشر، نجم عنها اندلاع حرب أهلية.