مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

جبل هرتزل

Image 1 from gallery

إسرائيل وتزوير الجغرافيا.. من مغارة المكفيلا للجبل.. كيف خطط هرتزل لإقامة مقبرة له في فلسطين

نشر :  
منذ 8 سنوات|
اخر تحديث :  
منذ 8 سنوات|

يقول المؤرخون، إن إسرائيل عمدت إلى تزوير التاريخ والجغرافيا، فكل الجبال والأراضي الفلسطينية تم محو أسمائها مثل جبل هرتزل، الذي شهد اليوم الجمعة دفن جثمان رئيس إسرائيل السابق، وأحد قادة الصهيونية شيمون بيريز، والملوثة يداه بدماء العرب.

يقع جبل هرتزل، الذي سمي بهذا الاسم نسبة لمؤسس إسرائيل تيودور هرتزل 1860 – 1904م، في غرب مدينة القدس بفلسطين، كما يؤكد الباحث الدكتور فرج قدري الفخراني، المتخصص في الدراسات العبرية واليهودية بجامعة قنا، لـ"بوابة الأهرام"، لافتًا إلى أن الجبل يبلغ ارتفاعه نحو 884 مترًا فوق سطح البحر.

في دراسته المهمة عن المستعمر الصهيوني، والمنشورة في مجلة الكرمل عام 1986م، قال الكاتب العربي إلياس صنبر، إن تيودور هرتزل أراد صنع قطارات كهربائية ومبان فخمة ومزارع وسدود حديثة على ضفتي نهر الأردن والبحر الميت، وتحويل القرى العربية إلى قرى أوروبية صرفة يعيش فيها اليهود فقط، لافتًا إلى أن "المستعمر الصهيوني كان يطمح في فكرة التهجير للعرب، وهذا ماكان له وحققه".

خطط هرتزل للدولة الإسرائيلية مثلما خطط لمكان دفنه هو وأسرته في فلسطين العربية، مثلما خطط لتأسيس أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض، وهو الشعار الذي خدم كافة الجرائم التي اقترفتها إسرائيل في حق العرب من القتل والمذابح، كما يؤكد الكاتب العربي إلياس صنبر، الذي حلل في دراسته كيف زورت إسرائيل الجغرافيا العربية، وكيف تم دفنه بمنطقة جبلية عربية تم محوها لتحمل اسمه بعد تهجير ما يربو علي مليون فلسطيني، ونقل 650 ألف مستوطن يهودي ليحلوا محلهم.

تم تخصيص الجبل، الذي تم نقل رفات هرتزل إليه، لدفن قادة الدولة الإسرائيلية، كما يؤكد الفخراني، لافتًا إلى أن دفن القادة في هذا الجبل هو رسالة على دور القادة الإسرائيليين في جمع شذرات اليهود من جميع أنحاء العالم كي يعيشوا في فلسطين؛ حيث تحول الدفن في هذا الجبل إلى فخر للقادة الإسرائيليين الذين يتم دفنهم في هذا الجبل، وليس في أماكن دفن أسرهم، حيث أوصى هرتزل، الذي مات في فينيا عاصمة النمسا بنقل رفاته إلى فلسطين حين يتم تأسيس دولة إسرائيل، وهذا ما تم، حيث شرعت إسرائيل في نقل رفاته في عام 1949م بعد هزيمة الدول العربية في حرب 1948م، ودفن في هذه المنطقة العربية التي سمتها إسرائيل باسم جبل هرتزل.

وأضاف أن الإسرائيليين "يحترمون قادتهم بعد مماتهم، حيث تخف حدة نقدهم مثلما كانوا في الحياة"، لافتًا إلى أنه حول الجبل توجد الكثير من المستوطنات الإسرائيلية مثل مستوطنة عن كرم، كما يوجد في مدخل الجبل متحف لهرتزل، مؤسس إسرائيل، مضيفا: "إن الكتابة الصحيحة لمؤسس إسرائيل هو بنيامين زيف هرتزل"، لافتًا إلى أن زيف يعني الذئب، حيث يطلقون عليه نبي الدولة الإسرائيلية.

ويضيف الفخراني أن هناك "أماكن دفن مهمة عند اليهود مرتبطة بالعقيدة الدينية، وهي منطقة المكفيلا، وهي موجودة شرق مدينة الخليل، وهي كما تقول الكتب اليهودية المقدسة أعطاها عازرون بن صوعر لإبراهيم لكي يدفن فيها سارة، وهي من الأماكن المقدسة أيضًا للمسلمين، وتقع الآن ضمن نطاق الحرم الإبراهيمي".