ملف الأسبوع: هل تنتهي معاناةُ الأردنيينَ من انقطاعات المياه هذا الصيف؟

الأردن
نشر: 2016-05-20 20:22 آخر تحديث: 2017-12-26 15:45

ما بين مواطن عطشان يستذكر، وهو يتلظى تحت شمس أيار، التي ازداد سعيرها في غير أوانها، قوله تعالى "وجعلنا من الماء كل شيء حيا"، ووزارة المياه والري، التي تبذل قصارى جهدها لتوفير كميات مناسبة لمواجهة الطلب المتزايد على الماء خلال فصل الصيف، تتوه البوصلة، ويمسي حال الناس كالمنبت لا أرضًا قطع، ولا ظهرًا أبقى.


الواقع المائي الأردني السيء لم يعد سرًا، بعد أن أصبحنا من أفقر دول العالم مائيًا، فمعظم مصادره المائية تقع خارج حدوده الجغرافية، ولا يمتلك، لأسباب موضوعية، القدرة على السيطرة على تدفقاتها، بما يتناسب مع احتياجاته.


لم يعد سرًا أيضًا أن استقبال الأردن أفواج متتالية من المُهجّرين، خاصة الوجبة الأخيرة من المهاجرين السوريين، قد جعل الأردن في حالة استعصاء مائي، لا رجاء في الخروج منها، إلا بتنفيذ مشاريع استراتيجية، تكلفتها خارج سياق حدود الممكن.


لكن يبقى السؤال المحوري: ما ذنب المواطن الذي ينتظر قطرة ماءٍ تروي عطشه في صيفٍ بواكيره تشي بأنه سيكون شديد الحرارة؟ فهذا هو المواطن أمين قد جفت ريقه قبل آب اللهاب، والمواطن عبادة يتحدث عن انقطاع المياه عن حيهم في أيار، فما بالك بحزيران، وما بعد حزيران.

الصورة ليست كاملة البؤس، ففي ظلالها، يرتوي مواطنون، غير أن جيرانًا للمرتوين بالكاد تصلهم المياه، لأسباب تعلمها سلطة المياه، اشتكوا، لكن الاستجابة لشكاواهم كما يقولون كانت فاترة، والأنكى أن الماء تتدفق أحيانًا من خط مكسور، تدمى عيون العطشى لضياع المياه وهم ينتظرون ترميمه بعد حين.


لسلطة المياه، بحسب الناطق الرسمي لها، وجهة نظر أخرى تجاه ما يتحدث به المواطنون، وترى أن بعض الشكاوى يعتريها شوائب، مع أنها لا تنكر على مواطني محافظات شمال المملكة، بسبب اللجوء السوري الكثيف، حقهم في الشكوى، لكنها تؤكد أن واقعهم المائي سيشهد العام المقبل تحولًاواضحًا.


حينما أعلنت وزارة المياه والري قبل أسابيع خطتها لتوفير ثلاثمئة وسبعين مليون متر مكعب من المياه لغايات الشرب لسد احتياجات المواطنين خلال أشهر الصيف، استبشر المواطنون خيرًا، لجهة أن موازنات السنوات السابقة لم تتجاوز حاجز الثلاثمئة مليون، والسؤال المحوري الثاني: هل ستتمكن الوزارة من توفير هذه الكمية؟ وكيف؟


سلطة المياه ليست جهة وحيدة توفر ما قد يحتاجه المواطنون من كميات إضافية من المياه خلال الشهور المقبلة، ففي فصل الصيف تنشط صهاريج المياه، ويصبح فوز المواطن بصهريج ماء، جائزة كبرى، ما يدفع أصحاب الآبار الخاصة إلى العمل على مدار الساعة.

الواقع المائي الصعب يحتاج إلى اجتراح حلول خلاقة، آنية لهذا العام وللعام المقبل، وأخرى طويلة الأمد، أما الانتظار إلى حين تنفيذ المشاريع العملاقة، لا يروي عطش الأردنيين، ولا يرفع عن الحكومة مسؤويتها تجاه احتياجات الناس الأساسية من المياه.

حجم المشكلة، وفقًا لخبراء، يفوق قدرة وزارة المياه والري على التصدي لها، صحيح أن الوزارة تفعل الشيء الكثير لتعظيم فعالية المتاح من مصادر مائية، وتوفير مصادر إضافية، بيد أن وضع الأردن، على سوء الوضع المائي فيه، أفضل من دول تتوفر لها كميات كبيرة من المياه، ظلت على مدى قرون تعاني من التخمة المائية، باتت اليوم تعاني من شح المياه.

وزارة المياه والري تبقى هي الملاذ الآمن للباحثين عن قطرات ماءٍ تروي عطشهم، فالخيل معقود في نواصيها الخير، والناس، مع ملاحظاتهم على أداء الوزارة، يثقون بها، ويتمنون أن لا تكون حرارة انقطاع المياه، إن حدث الانقطاع، أشد وطأة من قيظ الصيف.

 

أخبار ذات صلة

newsletter