دراسة: المجتمع الإسرائيلي يملؤه الانقسام وتوحده الحاجة لوطن قومي
رؤيا - علاء الدين الطويل – أظهرت دراسة استقصائية أجراها مركز بيو الأمريكي للأبحاث، أن حوالي نصف اليهود الإسرائيليين يوافقون بشدة على طرد العرب من "إسرائيل".
ونشر المركز دراسة استقصائية مفصلة، أكد من خلالها وجود خلافات عميقة داخل المجتمع الإسرائيلي تمتد إلى الطوائف اليهودية المتعددة وليس فقط بين اليهود الإسرائيليين والأقلية العربية، لكنه ورغم ذلك أظهر أنهم "متحدون" حول الحاجة لوجود وطن قومي لليهود.
وقسم المركز هذه الطوائف اليهودية إلى فئات أربعة هي " الحريديم ( تترجم أحياناً باليهود الأرثوذكس) والمتدينين، المحافظين أو العلمانيين".
ويقول المركز إنه بالرغم من أن هؤلاء جميعا يسكنون في بلد صغير ويتشاركون في أمور كثيرة، فقد أشارت نتائج الاستقصاء، إلى أن عدم ارتياح اليهود العلمانيين لفكرة زواج أحد بناتهم أو أبنائهم من يهودي متدين جدا، يفوق عدم ارتياحهم لفكرة الزواج نفسه من شخص مسيحي.
ويظهر المركز خلال بحثه الذي قدم أرقام تفصيلية ونسب مئوية لكل حالة أشار إليها في الدراسة التي جاءت على 39 صفحة، أن الانقسامات في المواقف، تشمل كذلك مسائل الزواج والطلاق وتغيير الدين والتجنيد العسكري، وحتى بلغ الانقسام أوجه بالمطالبة بالفصل بين الرجال والنساء بما في ذلك المواصلات العامة.
ومركز بيو للدراسات هو مركز بحثي أمريكي يعمل في واشنطن، ومتخصص في مجال أبحاث واستطلاع آراء الشعوب حيال قضايا معينة.
يختلف اليهود فيما بينهم حول مسألة ما إذا كان ينبغي السماح للعرب بالسكن في الدولة اليهودية.
ووجه المركز سؤالا لليهود الذين شملهم الاستقصاء عما إذا كانوا يوافقون بشدة/يوافقون أو لا يوافقون بالمرة/ لا يوافقون، على ذلك، فكانت النتيحة أن حوالي نصف اليهود الاسرائيليين يوافقون بشدة على طرد العرب أو ترحيلهم من إسرائيل، منهم (21%) يوافقون فقط، بينما هناك نسبة مشابهة تعارض (29%) أو تعارض بشدة (17%).
ويميل المتدينون بالأخص لتأييد طرد العرب، ويعتقد حوالي 7 من كل 10 أشخاص (71%) بأنه يجب ترحيلهم.
أما العلمانيون فهم يميلون إلى الاتجاه الآخر: فغالبيتهم (58%) لا يوافقون على وجوب طرد العرب من إسرائيل، ومنهم 25% لا يوافقون على هذا بشدة.
ويشير المركز إلى ارتباط اختيار اليهود لمكانتهم على السلم السياسي " اليسار أو الوسط أو اليمين" بشدة مع وجهات نظرهم فيما يتعلق بطرد العرب.
وبحسب الاستطلاع، يميل المتدينون اليهود إلى اليمين، في حين يعتبر معظم العلمانيون أنفسهم في الوسط، لكن وفيما يتعلق بدور الدين في الحياة العامة، وجد الاستطلاع أن هناك تداخلا واضحا، حيث يميل " الحريديم إلى أقصى اليمين في حين العلمانيين في أقصى اليسار، أما المتدينون والمحافظمون فيتخذون المنطقة الوسط.
وهذا الاختلاف يأتي على نحو كامل مع التمشي السياسي في إسرائيل، على حد وصف المركز الأمريكي.
وبحسبه أيضاً، لا توجد أي فروق ملحوظة بين اليهود من حيث الأعمار المختلفة فيما يتعلق بالالتزام بالتعاليم الدينية، على الرغم من أن مقاييس الدراسة، توصلت إلى أن الرجال اليهود في إسرائيل أكثر التزاما بتلك التعاليم من النساء.
الانقسام اليهودي يطال النظرة في " الهوية "
وفي النظر للهوية اليهودية، يراها بعض اليهود كـ " أمر ديني " في حين ينظر إليها البعض الآخر كـ " أمر حضاري أو عرقي".
ويعلل المركز الأمر، بأن ثمة علاقة بين الاختلافات الأساسية بين الجماعات اليهودية المختلفة حول الطبيعة التي يتصورونها وفق مفاهيمهم المختلفة إزاء الهوية اليهودية.
ومع ذلك، يرى معظم العلمانيين اليهود أنفسهم كـ " إسرائيليين أولا " في حين أن الأرثوذكس يقولون أنهم " يهود أولا".
يتعاطف الكثير من اليهود االسرائيليين ولكن ليس جميعهم مع مصطلح "الصهيونية"، مع أن معظم الحريديم لا يعرفون أنفسهم كـ "صهيونيين"، وهذا نابع من ازدواجية موقفهم تاريخيا تجاه إنشاء دولة اليهود.
ورغم الانقسامات الكثيرة، داخل المجتمع الإسرائيلي، غير أن اليهود الاسرائيليون "متحدون" فيما بينهم حول الحاجة لوجود وطن قومي لليهود وحول تزايد اللاسامية.
يقول المركز إن دراسته وجدت أن الإسرائيليين من جميع الفئات يؤيدون منح الحق لليهود من شتى أنحاء العالم بالهجرة أو القدوم إلى " إسرائيل " والحصول على الجنسية الإسرائيلية بشكل فوري.
ويعلل المركز ذلك، بوجهات النظر المرتبطة حول اللاسامية، حيث أن 76% من الإسرائيليين يعتقدون أن اللاسامية شائعة وآخذة في التزايد حول العالم ويؤمن 91% منهم بضرورة الدولة اليهودية لبقاء واستمرارية الشعب اليهودي على المدى البعيد.
وبحث استقصاء المركز " الزواج " داخل المجتمع الإسرائيلي، وجمع نسبا للعرب واليهود والمسيحيين فيه.
ولا يعد الزواج المختلط لديهم أمراً نادرا فحسب، بل أن كل الإسرائيليين " يهوداً وعرب " أفادوا أنهم يفضلون الزواج من أشخاص ينتمون إلى نفس دائرتهم الدينية.
وأظهر الاستقصاء، أن 82% من المسلمين و 88% من المسيحيين، و 87% من الدروز يقولون أنهم لا يرتاحون لفكرة زواج أحد بناتهم أو أبنائهم من أحد اليهود.
حل الدولتين .. العرب فقدوا الأمل
بحسب مركز بيو الأمريكي، فقد أظهر الاستقصاء، أنه مع مرور الوقت، يلاحظ انخفاضا في نسبة العرب الذين يعتقدون بأنه من الممكن تحقيق تعايش سلمي بين إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة.
وبحسب الاستطلاع انخفضت نسبة العرب الإسرائيليين الذين يعتقدون بإمكانية تحقيق الحل السلمي بحوال 24% خلال سنتين.
وكانت هذه النسبة 74% عام 2013 وأصبحت 50% في آخر استطلاع أجري بداية 2015.
أما الرأي السائد بين المجموعات اليهودية فهو ان الحل السلمي المبني على أساس دولتين هو حل غير محتمل.