مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

" نبض البلد " يناقش الحرب البرية في سوريا واستراتيجية الأردن

" نبض البلد " يناقش الحرب البرية في سوريا واستراتيجية الأردن

نشر :  
منذ 8 سنوات|
اخر تحديث :  
منذ 8 سنوات|

رؤيا – ناقشت حلقة برنامج نبض البلد الذي تبثه قناة رؤيا الفضائية الأربعاء، إمكانية اندلاع حرب برية دولية في سوريا، سيما بعد مناورة " رعد الشمال " الدولية في السعودية والتي تشارك فيها الأردن.

واستضافت الحلقة للحديث في هذا الجانب، وزير الداخلية الأسبق مازن الساكت، والخبير الاستراتيجي والمدير الأسبق لمركز ادارة الأزمات اللواء الركن المتقاعد رضا البطوش.

وتحدث الضيفان، حول رؤيتهم من مجريات المشهد، وتطوراته الميدانية الأخيرة التي تشهدها الجارة سوريا، ونتائجه، إضافة للاستراتيجية الأردنية التي من الممكن أن تبنى بناء على تلك التطورات.

وبدأ الوزير الأسبق، حديثه بأن طبول الحرب البرية في المنطقة، ليس جديداً الحديث عنها، لكنها زادت حدتها بعد التدخل العسكري الروسي، وفشل المسار السياسي عبر ثلاث مؤتمرات سياسية عُقدت لهذا الغرض.

وأضاف " رغم زيادة الحديث عن احتمالية الحرب، غير أن الحرب البرية تشكل خطراً على كل الأطراف، مشيراً إلى أن مستوى التهديد يمثل مستوى الحديث عنها في ذات الوقت.

أما اللواء البطوش فيرى أنه من المبكر الحديث عن وقوع حرب برية، مشيراً إلى أن ما يجري من مناورات ما هو إلا في إطار الاستعداد لما هو أسوأ.

وأضاف " الحرب البرية واردة فقط في حال تعرضت المصالح الأمريكية والروسية لمخاطر، مؤكداً أن الحرب البرية تحمل نتائج كارثية على الإقليم وقد تمتد لتصبح حرباً عالمية.

ويعاود الوزير الأسبق مازن الساكت، الحديث في عوامل الحرب ونشوبها، مشيراً إلى أن المرحلة الحالية لا تؤيد أن الدول العالمية لديها الاستعداد الكلي من أجل الذهاب لخوض هذه الحرب.

واعتبر أن التصعيد الحالي " محلي إقليمي " يتمحور حول الخلاف الإيراني السعودي، وكذلك الموقف الدولي المتبادل من النظام السوري أو المعارضة، وهذه المعادلة لا تكفي لخوض حرب برية.

 

التحالف الإسلامي .. حديث قديم

 

ويرى الوزير الأسبق أن الحديث الحالي عن مناورة وجيش إسلامي قوامه من 150 ألف جندي لم يكن جديداً وسبق الحديث عنه منذ سنوات، معتبرا أن الموقف المتنامي في الإقليم ضد التعنت الإيراني، صعّد الحديث بهذا الشأن.

أما اللواء البطوش، فيعتقد أن الأمن العربي مستهدف، وهذا يتطلب بناء قدرات واستعداد مسبق لمواجهة أي سيناريو مقبل.

 

الحرب البرية .. من تستهدف ؟؟

 

حول هذا السؤال، يجيب البطوش بأن سيناريو الحرب البرية في غاية التعقيد، ولا بد من تحديد الأهداف وسط توافق بين القطبين الرئيسيين " أمريكا وروسيا ".

وأشار إلى مجموعة من الجوانب والتساؤلات التي تطلب الإجابة والإعداد لها، قبيل بدء الحرب وحتى بعدها، لضمان النتائج المرجوة.

ويرى الوزير الأسبق الساكت، أن الوجود المسلح للتنظيمات المتطرفة في سوريا، متعدد المناطق، ولا يمكن التعامل معها بشكل منفرد.

واعتبر أن استهداف مناطق بعينها لاستهداف مثل هذه التنظيمات، لا يمكن للجيوش أن تتعامل معها كوننا نتحدث عن " حرب عصابات " في مناطق صحراوية، وهذا أسوأ السيناريوهات المحتملة وتحمل نتائج كارثية.

وأضاف الساكت، أن التدخل الروسي في سوريا، كان حاسماً للمشهد، وللعمليات الميدانية على الأرض التي أوقفها، ومنع الوهن الذي أصاب الجيش النظامي السوري، فأعاد التوازن لقوات الأسد.  

وهذا الأمر يتفق معه اللواء البطوش، معتقدا أن التدخل الروسي قلب الموازين، وأن الجيش النظامي السوري، يتقدم ويحقق نجاحات كبيرة في أرض الميدان.

وفيما يتعلق بالشأن الأردنية، أكد الوزير الأسبق، أن المصلحة الأردنية تقتضي أن تبقى خارج معادلة " الحرب "، متمنياً استمرار هذا الموقف وتطوره للحيلولة دون أي مواجهة عسكرية.

ويرى الوزير الساكت، أن الحرب الأردنية، فقط تقع في حالة تعرض الأمن الوطني الأردني لأي مخاطر، وهذا الأمر يتعدى الحرب الحدودية، حيث يتطلب الأمر تحصينا للمجتمع الداخلي ومحاصرة البؤر الخطيرة داخل المملكة.

وهذا الأمر، يتفق معه اللواء البطوش، لكنه يرى أن الأمن الوطني والمصلحة العليا للمملكة، قد تستدعي تدخلاً عسكريا أردنياً، وهذا يتطلب تحليلاً دقيقاً وعلى كافة المستويات. 

وتساءل " ما المانع من الذهاب للحرب، من أجل الدفاع عن الأمن الوطني ومصلحة الأردن العليا ؟". 

 

درعا .. قلق عسكري حدودي 

 يرى الخبير العسكري البطوش أن الحدود الأردنية السورية، تطلب الموازمة بين الالتزام بواجباتنا والالتزام الدولي، بالتوازن مع الحاجة الأمنية. 

وتشهد مدينة الرمثا القريبة من الحدود السوري تساقطاً مستمراً للقذائف من الجانب السوري، معتبراً أن كل ما يجري في منطقة درعا السورية، لا يبعث على القلق الكبير أو احتمالية نشوب الحرب فيها. 

أما الوزير الأسبق، فيقول إن الوجود العسكري والمتطرف في هذه المناطق، محدودة، وهي ليست حالة أيدولوجية منظمة بالشكل الموجود في الجنوب السوري ومناطق المعارك الأخرى. 

وأضاف " ربما يدفع الحوار السياسي، مع السكان المحليين في المناطق السورية، لكن في حال حدوث سيناريو أسوأ فلا بد وأن للأردن استراتيجيته الواسعة في هذا المجال، وهذا ما يتطلب حماية الحدود والأمن الوطني بشكل أكبر وإجراءات أشد حزماً" .

واعتبر أن عودة فتح طريق " دمشق عمان " حالة ملحة لإنعاش الاقتصاد الأردني والسوري على وجه الخصوص، مشيراً إلى أن الحل العسكري في الشمال ربما يدفع لحل سياسي في الجنوب.