فرصة عمل لكل سوري يقابلها 5 فرص للأردنيين على طاولة نبض البلد
رؤيا - ناقشت حلقة برنامج نبض البلد، الذي تبثه قناة رؤيا الخميس، تعهد الحكومة الأردنية للمجتمع الدولي بتوفير 200 ألف فرصة عمل للسوريين داخل المملكة خلال الفترة المقبلة، وتأثير ذلك على سوق العمل الأردني وأرقام البطالة الداخلية.
واستضافت الحلقة الباحث والخبير الاقتصادي زيان زوانة والناشط النقابي العمالي محمود أمين الحياري.
وبدأت الحلقة بمداخلة هاتفية من الصحفي حمدان الحاج، تحدث فيها عن أن فرص العمالة المعلنة للسوريين لن تؤثر على المواطن الأردني أو في فرص توظيفهم.
بدوره قال الباحث زوانة إن الأردن تضرر كثيراً، اقتصادياً جراء إغلاق الحدود، والعقبات الموضوعة أمام الصادرات الأردنية، وكذلك حجم الإنفاق الهائل على الأعداد الكبيرة للاجئين السوريين داخل المملكة.
واعتبر أن الصراع السوري الداخلي لم يكن للأردن أي دور فيه.
وفيما يتعلق بتوفير فرصة عمل لكل سوري في المملكة سيقابلها توفير 5 فرص عمل للأردنيين، قال الناشط النقابي أمين الحياري، إنه يتمنى فعلاً حدوث ذلك، لكن واقع الحال يجعل من ذلك أمراً مستحيلاً، معللاً ذلك بأرقام وتحليلات لواقع البطالة وصفها بأنها دقيقة.
وأشار إلى أن الحكومة ليس لديها القدرة على تنظيم واقع العمالة في الأردن، وهذا ما تؤكده الأرقام الرسمية المعلنة بشأن عدد العمال المخالفين داخل المملكة، واصفاً ذلك بأنه " انفلات ".
وأشار إلى أن حق الأردنيون في العمل أصبح في الدرجة الثانية من الاهتمام الحكومي بدلاً من أن يكون على سلم الأولويات.
وعاود الصحفي حمدان خلال مداخلته الهاتفية، التأكيد على أن الأردن استمر قوياً على مدى العقود والعواصف التي تعرض لها.
وأضاف أن الأردن حقق إنجازات عالية وكبيرة جداً بمؤتمر لندن للمانحين، معتبراً أنه من غير الحق التقليل من هذا الإنجاز.
لكن الناشط النقابي الحياري، يرد على تفاؤل حمدان، بالقول أن الأردن ليس مضطراً لتحمل كل هذا العناء، في قضية لم يكن للأردن طرفاً فيها.
من جانبه، أشار الخبير الاقتصادي زوانة، إلى أن مخرجات مؤتمر لندن، تتطلب التزام المانحين فيها، بالدرجة الأولى، وهذا ما يمثل معيار النجاح، لافتا ضرورة الحذر من قبل الحكومة من هذا الملف الذي سبق وأن أخلت الدول المانحة به في مؤتمرات سابقة.
مؤتمر المانحين .. مصيدة جديدة
وحذر من أن تشكل هذه المساعدات زيادة على الدين العام، من دون أن تستفيد منه المملكة وسكانه، محذراً كذلك من أن يكون كل ما في الأمر " مصيدة جديدة " للأردن.
وقال إن الأردن " بلع الطعم " نتيجة ما هولته وسائل الإعلام من أن اللاجئين سيعودون إلى بلادهم ولن يطول أمرهم، وكل التوقعات باءت بالفشل سواء بسرعة سقوط النظام السوري أو عودة النازحين إلى بلادهم.
واستبعد الناشط النقابي الحياري، أن تكون الحكومة قادرة على تحويل هذا التحدي الكبير إلى فرص حقيقية مثمرة، كونها تفتقد الاستراتيجية الحقيقية لمواجهتها.
واتهم حكومة الدكتور عبدالله النسور بأنها حكومة جباية، تمتص جيب المواطن الأردني، دون النظر إلى واقع حياته الشعب.
لكن الخبير زوانة، يرى أنها فرصة ذهبية كانت بيد الحكومة خلال الأزمة، لكنها أضاعتها.
وقال " لنكن منصفين أن الحكومة عملت خلال فترة عصيبة واجهت فيها كل التحديات أمام هذا الكم من التحالفات السياسية لكن هناك ملفات كثيرة في تعاملها مع الملف الإقتصادي".
وأضاف " لم تستطع الحكومة خلال الأربع سنوات الماضية، أن تسوق الأردن كفرصة للمستثمرين، كبلد غني بكل المعطيات، مشيراً إلى فشل الحكومة الذريع بإدارة هذا الملف ".
ودعا زوانة إلى الحكومة إلى تبني برنامج عمل بكفاءة عالية المستوى لإدارة استخدام هذه المنح والمشاريع الجديدة.