السيسي .. أول مشير يجلس على مقعد رئاسة مصر

عربي دولي
نشر: 2014-06-08 09:00 آخر تحديث: 2016-07-08 21:10
السيسي .. أول مشير يجلس على مقعد رئاسة مصر
السيسي .. أول مشير يجلس على مقعد رئاسة مصر

رؤيا- الاناضول - عندما أنهى المشير عبد الفتاح السيسي أداء اليمين ، أمام المحكمة الدستورية العليا اليوم، كرئيس لمصر، أصبح الرجل البالغ من العمر " 60 عاما"، هو أول قائد عسكري برتبة "مشير" يصل إلى مقعد رئيس الجمهورية، ويصبح ثامن رئيس يتولى المنصب منذ ثورة يوليو/تموز 1952 التي أنهت الحقبة الملكية بمصر.

وحسني مبارك، الرئيس الأسبق الذي أطاحت به ثورة شعبية يوم 11 فبراير/ شباط الثاني 2011، هو الرئيس المصري صاحب أعلى رتبة عسكرية، وهي "الفريق".

وفي تاريخ العسكرية المصرية، حصل قبل السيسي، ثمانية قادة عسكريين على رتبة "مشير" لم يصل أحد منهم لكرسي الرئاسة، الذي وصل إليه المشير التاسع اليوم بعد أدائه اليمين، ليحقق واحد من أهم أحلامه.

فقبل سنوات، حلم اللواء (آنذاك) عبد الفتاح السيسي بأنه سيصبح رئيسا لجمهورية مصر العربية، بحسب تسجيل منسوب إليه خلال مقابلة، أجراها معه، العام الماضي، الصحفي ياسر رزق، حين كان رئيسا لتحرير صحيفة "المصري اليوم" الخاصة.

وبدأت أولى خطوات تحقيق حلم السيسي في أغسطس/ أب 2012 عندما قام الرئيس (آنذاك) محمد مرسي بتعيينه وزيرا للدفاع (بعد أن كان مديرا للمخابرات الحربية)، خلفا للمشير طنطاوي، الذي أقاله مرسي، وقرر ترقية السيسي من رتبة "لواء" إلى "فريق أول".

آنذاك، تردد أن اختيار السيسي، رغم كونه الأصغر سنا بين أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي أدار المرحلة الانتقالية من 11 فبراير/شباط 2011 وحتى 30 يونيو/حزيران 2012، يعود إلى كونه "متدينا"، بل ذهب البعض إلى ما هو أبعد، بالقول إن "لديه ميولا إخوانية"، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.

والسيسى، المولود يوم 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 1954، تخرج من الكلية الحربية عام 1977، وعمل في سلاح المشاة، وكان قائداً للمنطقة الشمالية العسكرية، وترأس المخابرات الحربية والاستطلاع، وكان عضوا في المجلس العسكري قبل تعيينه وزيراً للدفاع.

وخلال المرحلة الانتقالية، التي نقل فيها مبارك السلطة إلى المجلس العسكري، آثر السيسي الابتعاد عن صخب التصريحات، التي تسببت في انتقادات من جانب المعارضة لمعظم أعضاء المجلس العسكرى، خلال مرحلة رفعت فيها المعارضة المصرية شعار "يسقط حكم العسكر".

وهذا الابتعاد عن التصريحات أهل السيسي، بعد توليه منصب وزير الدفاع، لتقارب الكثير من التيارات السياسية، وتحسين العلاقة بين الجيش وقطاع من الشارع المصري، حتى عاد شعار "الشعب والجيش إيد (يد) واحدة".

وعرف عن السيسي، خلال توليه وزارة الدفاع، ندرة زياراته الخارجية، إذ اقتصرت على خمس دول، هي ليبيا والسودان وتركيا والهند وروسيا.

إعلامياً، يتحدث السيسي بلغة قريبة من مشاعر قطاع من الشعب المصري، وبذل جهودا للتقرب من كافة فئات المجتمع، حيث حرص مثلا على حضور إعلاميين وفنانيين فى تدريب نفذته فرقة تابعة للجيش، في مايو/ آيار 2013، وطمأنهم على مصر وقواتها المسلحة، وأنها "ستظل صمام الأمان".

 الشئ نفسه فعله السيسي في احتفالية 6 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بذكرى الحرب ضد إسرائيل، وفيها قال عبارته الشهيرة : "أنتم مش عارفين أنكم نور عنيننا ولا إيه (ألا تعلموا أنكم نور أعيننا ).

وخلال العام الأول من حكم مرسي (أول رئيس مصري منتخب لا يخرج من صفوف الجيش)، طالب البعض السيسى بالتدخل لنزع فتيل الأزمة بين المعارضة وجماعة الإخوان المسلمين الحاكمة، حيث لم تخلُ مظاهرة للمعارضة خلال ذلك العام من لافتات تدعو الجيش إلى "الانحياز لصف الشعب" ضد السلطة".

وبعد يوم واحد من اندلاع مظاهرات 30 يونيو/حزيران الماضي، التي دعت إليها قوى سياسية معارضة لمطالبة مرسي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أعلن السيسى أنه يطالب الجميع "دون أى مزايدات بإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر من الانزلاق فى نفق مظلم من الصراع أو الاقتتال الداخلى أو التجريم أو التخوين أو الفتنة الطائفية أو انهيار مؤسسات الدولة".

ففي اليوم الأول من شهر يوليو/ تموز الماضي منح السيسي الجميع، بمن فيهم مؤسسة الرئاسة والقوى السياسية، مهلة 48 ساعة لتحقيق ذلك المطلب، وهي مهلة اعتبرها البعض "إنذار الفرصة الأخيرة من الجيش".

وبالفعل، أعلن السيسي مساء يوم 3 يوليو/ تموز الماضي في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي وبحضور قوى سياسية ودينية، عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وتعيين رئيس المحكمة الدستورية (أعلى هيئة قضائية بمصر)، المستشار عدلي منصور، رئيسا مؤقتا للبلاد إلى حين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وقال السيسي حينها في لقاءات مذاعة إن الجيش غير طامع في السلطة، وبينما يرى معارضوه أن قرار الترشح يقول عكس ذلك، يقول مؤيدوه إنه بالفعل لم يكن طامعا بالسلطة، ولكنه رضخ لضغط شعبي يطالبه بالترشح.

وفي وقت سابق، أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة (أعلى هيئة في الجيش وتضم كبار قادته) أنه يتطلع باحترام وإجلال إلى رغبة الشعب في ترشيح السيسي للرئاسة، معتبرا تلك الرغبة "تكليفا والتزاما"، بحسب بيان بثه التلفزيون الرسمي.

وبحسب خبير استراتيجي مقرب من المؤسسة العسكرية، فإن "وزير الدفاع الأسبق ، المشير محمد حسين طنطاوي، لطالما تنبأ للسيسي بأن يصبح وزيرا للدفاع، لكن ما لم يتنبأ به طنطاوي هو أن يترقى السيسي إلى نفس رتبته (مشير)، بل ويصبح رئيسا للجمهورية، بعد أدائه اليمين الدستورية اليوم.

ووصل السيسي إلى الخطوة  الأخيرة من استلام المنصب رسميا بعد نجاحه في الفوز بالانتخابات الرئاسية التي جرت على مدار 3 أيام هي 26 و27 و28 مايو/ أيار الماضي، بنسبة 96.9 %، من الأصوات الصحيحة، بفارق كبير عن منافسه حمدين صباحي، فيما بلغت نسبة المشاركة فيها 47.45%، وهي النسبة التي شككت بصحتها المعارضة وصباحي.

أخبار ذات صلة

newsletter