" نبض البلد " تناقش تسريبات الحرب البرية في سوريا
رؤيا – ناقشت حلقة برنامج نبض البلد الذي تبثه قناة رؤيا الفضائية الأحد، تداعيات واسباب التصريحات المتبادلة بين عمّان ودمشق فيما يتعلق بضبط الحدود، وحللت ما نشر من تسريبات صحفية عن حرب برية محتملة تحضر لها السعودية في سوريا.
وجددت الحكومة الأردنية امس السبت، رفضها التام لتصريحات وزير الخارجية السوري وليد المعلم، التي طالب فيها الأردن بضبط حدودها مع الجانب السوري، واعتبرتها " افتراء ".
واستضافت الحلقة، كل من الكاتب والمحلل السياسي ماهر ابو طير، والمدير العام لمؤسسة المتقاعدين العسكريين محمود ارديسات.
وبدأ ارديسات حديثه بالقول أن الاتهام السوري الدائم للأردن، ما هو إلا محاولة لتحميل الآخرين ما يجري من دمار داخل الدولة السورية، مشيراً إلى موقف الأردن الثابت من الأزمة السورية بإيجاد حل سياسي للخروج من هذه الأزمة.
وقال " حتى الآن كل ما يدور بشأن الدخول البري هو تسريبات إعلامية ولم يتحدث أي مسؤول أردني بهذا الأمر ".
وأضاف أنه وفي حال كانت هذه التسريبات صحيحة فإن ذلك يتطلب إعدادا كبيرا يحتاج لوقت أطول.
من جانبه قال المحلل السياسي أبو طير، إن التعبيرات السورية الحادة ضد الأردن ليست موجهة ضد المملكة بعينها، إنما ضد معسكر دولي وإقليمي الأردن أحد أركانه، ويتم استخدام الأردن كمنصة لإطلاق مثل هذه التهديدات.
وأشار إلى أن الحديث عن الحرب البرية أو الحل العسكري، ليس وليد اللحظة وإنما سبق الإشارة إليه من خلال مسؤولين أمريكيين.
وتوقع أبو طير أن المنطقة مقبلة على حرب عالمية ثالثة، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور قبل سنوات.
ولم ينكر أبو طير وجود قوات برية أجنبية في سوريا مدللا على ذلك بالقوات الإيرانية وعناصر حزب الله الذين يقاتلون داخل الأراضي الأردنية.
ماذا يعني تدخل بري في سوريا قوته 150 ألف جندي؟؟
عن هذا السؤال أجاب المدير العام لمؤسسة المتقاعدين العسكريين محمود ارديسات، بأنه لم يعد هناك خيار، مشيراً إلى أن بذور الحرب الإقليمية والعالمية كلها باتت موجودة في سوريا.
واعتبر أن هذه البيئة التي زادت حدتها عندما بدأ التدخل العسكري الروسي في سوريا، وفشل مؤتمر المفاوضات في جنيف بدأت تهيء لهذه المرحلة.
وقال إنه من الصعب الحكم على نتائج هذا التدخل البري في الوقت الحالي، لكنه أكد أن الدخول البري يعني حرباً إقليمية شمالة " من دون وكالات " ستتأثر بها دول المنطقة كافة، وتداعياتها ستكون خطيرة جداً، وسيكون كل من في المنطقة " خاسر ".
وأعلنت الرياض على لسان العميد أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي أن المملكة مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا لمحاربة تنظيم "داعش" في حال موافقة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
أما المحلل السياسي ماهر أبو طير فأشار إلى الذكاء السعودي في التعبير عن الحرب البرية، بإشارتهم إلى أن القرار العسكري والدخول البري سيكون جماعياً ومشتركاً من كافة الدول المشاركة.
وقال إن السعوديين أطلقوا الفكرة ورموا الكرة في ملعب التحالف الدولي، ورغم الترحيب الأمريكي به إلا أن ذلك لا يتطلب مشاركة فعلية من قبل الدول المشاركة.
وقال " أعتقد أن الأردن الرسمي سيتخذ القرار المناسب إزاء هذا التدخل البري وهذا البحر المقبل من الدماء " .
أبو طير: المنطقة خاسر بوقوع تدخل بري أم لا
وتساءل أبو طير " قد تذهب هذه القوات لمقاتلة داعش لكن ما الذي سيفعله النظام السوري وكيف سيتم التمييز بين الأهداف،، المشهد معقد للغاية وليس من السهل الحكم على ملآلاته".
وأكد أن المنطقة " خاسرة " سواء بتدخل بري أم لا، لكن ربما تنحصر الخسائر في حالة التدخل البري.
وهذا الأمر يعلق عليه ارديسات، بالقول إن التدخل البري بقيادة أمريكية لا يحمل ضماناً إيجابياً من تبعاته، مستشهداً بما حصل في العراق عند احتلالها".
وقال " ربما يحلل البعض أنه لا بد من دفع الثمن لوضع حد لهذه الفوضى وتبدأ المنطقة من جديد، لكن لا أحد يعلم النتائج التي ستنتهي عليها هذه الحرب، رغم أن خسائر المنطقة الحالية " هائلة ".
وأشار إلى أنه ولأسباب لوجستية فإن البوابة التركية لدخول هذه الحرب أفضل من الأردن، بسبب موقف المملكة السياسي الثابت من الأزمة السورية والمغاير للموقف التركي منذ البداية.
عام 2016 " عام الحسم في سوريا "
وتوقع أبو طير أن عام 2016، سيكون عام الحسم في سوريا " سلماُ أم حرباً ، مؤكداً أن المعسكر الأمريكي ودول تحالفه، لن تسمح للمعسكر الروسي والإيراني بإنجاح الهلال الشيعي سواء في اليمن أو سوريا.
وأشار إرديسات إلى احتمالية وجود سيناريو تتفق فيه الولايات المتحدة وروسيا، على وجوب رحيل النظام السوري، في حال حدث فعلاً تدخلاً وحسماً عسكريا، يقضي على داعش وعدد كبير من التنظيمات المسلحة، وهذا ما يعطي ضوءاً في نهاية النفق.
لكن أبو طير يعتبر أن فكرة التقاسم الوظيفي بين روسيا وأميركا في الداخل السوري " أمر حالم ومستبعد " رغم أنه يتمنى حدوث ذلك.
وقال " ربما تسعى أمريكا لأفغنة الحالة الروسية وتدخلها في سوريا ".
واستبعد إرديسات توجه الأردن لتوجه قواتها العسكرية برياً في سوريا، وهو ما يتفق معه أبو طير بأن دخول الجيش العربي لسوريا مستبعد، كون الدولة الأردنية لن تستطيع تسويق هذه الفكرة للرأي العام.
وفي نهاية الحلقة أيد 40% من متابعي برنامج نبض البلد، الحرب البرية ضد داعش، في حين رفضها 60% منهم.