وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان أعلن فيه عن تعهد جديد بتقديم 1.2 مليار جنيه استرليني (1.75 مليار دولار) "يمكننا أن نقدم الشعور بالأمل المطلوب لإثناء الناس عن التفكير في أنهم ليس لديهم خيار سوى المخاطرة بأرواحهم في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا".

وقالت رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ في بيان، وهي تعلن عن تعهد بلادها "إذا فشلنا في التحرك بشكل حاسم الآن فإن وضع المدنيين والدول المجاورة لسوريا سيتدهور وسيؤثر ذلك على المجتمع الدولي بأكمله".

وذكر البيان أن تعهد النرويج بتقديم 1.17 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة يفوق أي تعهد قدمته من قبل لأزمة إنسانية من هذا النوع.

وأعلن أمير الكويت عن تبرع بلاده بمبلغ 300 مليون دولار أميركي للاجئين السوريين، وكانت الكويت قد قدمت 1.3 مليار دولار خلال المؤتمرات الثلاث السابقة التي استضافتها.

من جهتها، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الخميس، في بداية مؤتمر للمانحين في لندن، إن ألمانيا تعهدت بتقديم 2.3 مليار يورو (2.56 مليار دولار) كمعونات لسوريا بحلول 2018 منها 1.1 مليار هذا العام.

في المقابل، أعرب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عن أمله في تجاوز مؤتمر المانحين للأهداف المرجوة منه في قياس مستوى تقديم المساعدة والدعم فقط .

وأضاف العاهل الأردني في كلمته أن الأردن يعيش واقعا مفاده "أن واحدا من كل خمسة أشخاص يعيشون في الأردن هو لاجئ سوري، وأن استضافة اللاجئين السوريين تستنزف أكثر من ربع موازنة الأردن".

وأوضح الملك عبدالله إن الأردن "قد استوعب وحده، 1.3 مليون لاجئ تقريبا، ناهيك عن غيرهم ممن لجأوا للمملكة هرباً من حروب الخليج، والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، والنزاع في ليبيا واليمن وأزمات أخرى".

ومع استمرار الحرب الأهلية التي تفجرت منذ خمس سنوات في سوريا، وتوقف محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، سيحاول مؤتمر لندن الذي يستمر يوما واحدا تلبية الحاجات الإنسانية الأكثر إلحاحا.

وقتل نحو 250 ألف شخص في الحرب في سوريا، التي تسببت أيضا في تشريد الملايين منهم، ستة ملايين داخل البلاد وأكثر من أربعة ملايين غادروها إلى الأردن ولبنان وتركيا ودول أخرى.

ووجهت وكالات تابعة للأمم المتحدة نداء لجمع 7.73 مليار دولار، للتغلب على الكارثة هذا العام إضافة إلى 1.2 مليار دولار مطلوبة لتمويل خطط قومية لاستيعاب اللاجئين في دول المنطقة.

وترى الدول الأوروبية أن تحسين الوضع الإنساني في سوريا والدول المجاورة، ضروري للحد من دوافع السوريين للسفر إلى أوروبا، حيث توجد أزمة ضخمة للاجئين تضع ضغوطا شديدة على دول كثيرة.

وسيركز مؤتمر لندن بشكل خاص على الحاجة إلى توفير الخدمات التعليمية لأبناء السوريين المشردين وفرص عمل، وهو ما يعكس اعترافا متناميا بأن تداعيات الحرب في سوريا ستكون طويلة الأجل جدا.