رؤيا - العربية - لو كان "بيدبا" الفيلسوف حياً هذه الأيام، وطلب منه "دبشليم" الملك، أن يعطيه مثلاً "عمن يطلب الحاجة فإذا ظفر بها أضاعها" كما الوارد بكتاب "كليلة ودمنة" الحيواني الحكم والأمثال لابن المقفع، لما قص عليه حكاية القرد والغيلم، بل واحدة حقيقية عن بريطانية اشترت قبل أسبوعين ورقة يانصيب، ونسيتها في جاكيت "جينز" غسلتها مع ثياب أخرى بماكنة غسيل، وهي الرابحة 48 مليوناً من الدولارات.
المرأة التي غسلت 48 مليون دولار مع الجينز بماكنة غسيل
لا أحد يعرف اسمها ومن تكون، إلا قلة، بينهم بعض القيّمين على "اللوتو" الذي يجري سحبه السبت والأربعاء من كل أسبوع، إضافة إلى صحيفة "التايمز" التي قرأت فيها "العربية.نت" قصتها، كما وصاحب المحل الذي اشترت منه تذكرة الحلم بأكبر جائزة في تاريخ اليانصيب البريطاني منذ بدأ قبل 22 سنة، وكانت قيمتها أكثر من 66 مليون استرليني، تساوي 96 مليون دولار، وربحتها تذكرتان.
شاري التذكرة الرابحة نصف الجائزة، ظهر مع زوجته بعد 3 أيام من إعلان نتائج السحب، وتسلم حصته وسط تغطية إعلامية كبيرة، وحسد أكبر عمّ الشارين لأكثر من 45 مليون تذكرة تم بيعها لسحب 9 يناير الجاري، فيما استمروا ينتظرون أن يتقدم شاري الثانية ليقبض نصيبه، لكن الانتظار طال أياماً ولم يظهر أحد.
قبل أسبوع استشرفت الدائرة المنظمة لسحب "اللوتو" أن شاري التذكرة، ربما نسيها في مكان ما، فرغبت أن تساعده عليها ليجدها، فأطلقت نداءات، قالت فيها إن التذكرة تم بيعها في مدينة Worcester البعيدة في وسط إنجلترا أكثر من ساعتين بالقطار عن لندن، وطلبت من سكانها البالغين 100 ألف، أن يبحثوا بدقة ومراراً ويدققوا بتذاكرهم التي شاركوا عبرها باليانصيب، لعل وعسى يظهر بينهم الرابح الموعود، وإلا خسر حقه بالكامل فيما لو مر 180 يوماً من تاريخ اختيار الأرقام الستة الرابحة.
وفي ضاحية Warndon الريفية الطراز قرب المدينة، تذكرت إحدى المقيمات فيها ما اشترته من أحد محلين فقط يبيعان تذاكر "اللوتو" هناك، وقيمتها عادة 2 استرليني، تساوي أقل من 3 دولارات، واختارت الملزمة باختياره فيها، أي 6 أرقام من 1 إلى 59 تحتوي عليها كل استمارة، لكنها نسيت أين وضعتها في البيت الذي راحت تبحث هي وابنتها في كل مكان فيه، إلى أن تذكرت الأمرّ عليها.
تنبهت بأنها احتفظت بها في "جينز" كانت ترتديه يوم شرائها للاستمارة، وأنها وضعته مع ثياب أخرى غسلتها في ماكنة الغسيل، فأسرعت ووجدتها مبللة، وظاهر فيها رقم 16 المشير بالزاوية العليا يميناً إلى تاريخ السنة، على حد ما قرأت "العربية.نت" مما ذكرته "التايمز" البريطانية، ومن بعدها بقية وسائل الإعلام. كما ظهرت الأرقام التي اختارتها 26- 27- 46- 47- 52- 58 مطابقة لأرقام تم اختيارها عشوائياً في سحب علني تابعه الملايين عبر الشاشات التلفزيونية.
لكن وضوح الأرقام وتاريخ السنة فقط لا يكفي، لأن أهم ما في التذكرة التي قامت الأم وابنتها بتجفيفها بمجفف للشعر، محته الغسالة تماماً، وهو تاريخ السحب ورقمها المتسلسل، كما وشريط ممغنط أسفلها، يحتوي على شيفرات تتضمن كل ما محاه الغسيل، لذلك لم تجد أمامها سوى الإسراع إلى محل Ambleside News لبيع الصحف وما شابه، حيث اشترتها، طالبة المساعدة من صاحبه الذي يبدو أنه هندي الأصل، اسمه ناتو باتل، فأبلغها ما أبلغ به "التايمز" أيضاً، وهو أن التحقق من بيعه للتذكرة، لا يتم إلا بمسح الشريط المحتوي على الشيفرات بالأشعة السينية، لكن الغسيل عليه، فأصبح كأنه لم يكن.
مع ذلك، نصحها قيّمون على "اللوتو" اتصلت بهم، أن تحتفظ بالتذكرة التي لم يعترفوا بشرعيتها، برغم احتوائها على الأرقام الرابحة، وأبلغوا بأنهم سينتظرون حتى يوم 7 يوليو المقبل، ليظهر شاري التذكرة الرابحة، في ما لو لم تكن هي شاريتها، وإلا سيحتفظون بالمبلغ لتنفقه الهيئة المنظمة لليانصيب مع غيره مما تربحه على مشاريع خيرية، وهو يزيد عن 33 مليون استرليني، ذهب في مثل من الأقوى "عمن يطلب الحاجة فإذا ظفر بها أضاعها". أما من طلبها وظفر بنصفها، فهما زوجان تنشر "العربية.نت" صورتهما، ومعهما شيك باسميهما، ديفيد وكارول مارتن، المالكان الآن لما يمكنهما أن يشتريا به أسهماً بالملايين في مصنع غسالات.
يوم السحب سقطت عشوائياً كرات تحمل الأرقام نفسها التي سجلتها شارية التذكرة القليلة الحظ
باتل، ومحله الذي اشترت منه التذكرة في الضاحية الريفية
ديفيد مارتن وزوجته كارول كانت تذكرتهما الرابحة لنصف الجائزة في 9 يناير الجاري