10 أعوام على حصار غزة .. بؤس متفاقم
رؤيا - قالت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار وإعادة الإعمار أن الحصار الإسرائيلي تسبب في تدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية للسكان وأدخل القطاع في كوارث حقيقية في المجالات الصحية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية، فضلاً عن الضرر الكبير الذي لحق بالبنية التحتية للقطاع نتيجة الحصار ونتيجة الحروب الثلاثة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ العام 2008، الأمر الذي ساهم في زيادة نسب الفقر والبطالة بشكلٍ غير مسبوق.
واكد أدهم ابو سلمية الناطق باسم الهيئة في مؤتمر صحفي بغزة أنه ومع مرور العام العاشر للحصار إن الاحتياجات والخدمات الأساسية الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة باتت مهددة بشكل واضح بفعل الحصار الخانق والذي يتصاعد مع مرور الوقت؛ خاصة وأن قطاع غزة يشهد أعلى نسبة كثافة سكانية في العالم.
وأوضح ابو سلمية إن نحو 80% من السكان يتلقون مساعدات إغاثية وغذائية من المؤسسات الدولية والجمعيات الخيرية؛ إلا أن تلك المساعدات تضررت بسبب إغلاق المعابر ومنع وصول القوافل الإغاثية، الأمر الذي أوصل حالات الفقر والبطالة إلى مستويات كبيرة جداً، تجاوزت 40% كفقر مدقع، وارتفعت نسبة البطالة لأكثر من 45%.
وأضاف إن ما يزيد عن 272 ألف مواطن باتوا عاطلين عن العمل بفعل هذا الحصار، وفي المقابل فإن فرص العمل باتت ضئيلة بفعل إغلاق المعابر ومنع الاستيراد لكثير من السلع والموارد الأساسية والدمار الكبير الذي أصاب المصانع والمرافق الصناعية جراء الحروب الإسرائيلية الثلاثة، وتخلي حكومة التوافق عن مسئولياتها تجاه قطاع غزة، إلى جانب الأزمة المالية التي تمر بها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، مؤكدة إن آثار العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة 2014 ما زالت حاضرة رغم مرور أكثر من عام ونصف على الحرب، والتي دمرت فيها "إسرائيل" أكثر من 150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي وجزئي، وبات عشرات الآلاف من المواطنين بلا مأوى حتى اللحظة، وهم موزعين بين الكرفانات التي لا تقي حراً في الصيف ولا برداً في الشتاء، وبعضهم في بيوت الإيجار.
ورأى أن معاناة السكان الذين دُمرت بيوتهم في الحرب ما زالت متواصلة فأكثر من 20 ألف وحدة سكنية دُمرت بشكل كامل وهو ما جعل 100 ألف إنسان بلا مأوى حتى اليوم بفعل التعنت الإسرائيلي في إدخال مواد الإعمار ووضع قيود مشددة على الكميات القليلة التي تدخل حيث إن ما دخل من الإسمنت للقطاع خلال عام ونصف كان يدخل في شهرين في الوضع الطبيعي.
وحسب ابو سلمية فقد شكل إغلاق معبر رفح واحدة من أبشع صور الحصار والخنق بحق أهل غزة، كما ساهم إغلاقه بشكل شبه كامل منذ 24 أكتوبر من العام 2014 في عزل القطاع تماماً، كما أغلق الاحتلال الإسرائيلي طوال أعوام الحصار خمسة من المعابر التجارية الواقعة بين القطاع والاحتلال، ولم يُفتح إلا معبر واحد منها وهو معبر كرم أبو سالم للبضائع التجارية لكنها في الوقت نفسه تمنع دخول مواد البناء والإعمار ومئات الأصناف والبضائع من الوصول لغزة وإن سمحت فهي تسمح لكميات قليلة جداً بالدخول مما أدى لوقف عمليات الإنتاج وفقدان فرص العمل على نطاق واسع.
ويذكر أن الحصار فُرض على قطاع غزة في اعقاب فوز حركة حماس في الانتحابات التشريعية مطلع العام الفين وستة.