هجوم على مسجدين للسنة بالعراق ردا على إعدام النمر في السعودية رويترز
رؤيا -رويترز - قال مسؤولون والشرطة العراقية اليوم الاثنين إن مسجدين على الأقل للسنة تعرضا للهجوم ردا فيما يبدو على إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في السعودية مطلع الأسبوع.
وتظاهر عراقيون شيعة في بغداد وفي مدن أخرى بالجنوب اليوم الاثنين احتجاجا على إعدام النمر يوم السبت الماضي ودعوا لمقاطعة البضائع السعودية وقطع العلاقات معها.
وأكدت وزارة الداخلية الهجوم على مسجدين للسنة في وقت متأخر أمس الأحد بمدينة الحلة الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر جنوبي بغداد.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان "وجهنا قيادة عمليات بابل بمطاردة العصابات المجرمة من دواعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وأشباههم التي اعتدت على المساجد لاثارة الفتن وضرب الوحدة الوطنية."
ويواجه العراق منذ سنوات أعمال عنف طائفية بين الأقلية السنية والأغلبية الشيعية التي جاءت إلى السلطة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وزادت المعركة مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في شمال العراق وغربه من هذا التوتر.
ويبدو أن إعدام النمر كان وراء هجمات الأحد وهو الحدث الذي أثار ردود فعل غاضبة من الشيعة في العراق وإيران.
وقطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران أمس الأحد بعدما هاجم محتجون سفارة المملكة في طهران. واتخذت البحرين التي تقطنها أغلبية شيعية هذه الخطوة اليوم.
وقال مصور لرويترز زار المكان إن الهجوم على مسجد عمار بن ياسر في وسط الحلة دمر قبة المسجد وعددا من الجدران. وتحدث فلاح الخفاجي عضو مجلس محافظة بابل ومصدر في الشرطة عن مقتل حارس داخل المسجد.
وقال عدي حسن علي وهو من السكان "رأينا الدخان يتصاعد من قبة المسجد. وجدنا كل الجدران مدمرة."
وقال الخفاجي ومصدر الشرطة إن مسجد الفتح المبين على المشارف الشمالية للحلة تعرض لهجوم أيضا.
وأضافا أن رجل دين من السنة قتل في حادث منفصل بمدينة الاسكندرية الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترا جنوبي بغداد.
وتعهد الخفاجي بإعادة إعمار المباني وقال إن إجراءات أمنية ستتخذ قرب المساجد.
ودعا رجال دين وساسة كبار في العراق الحكومة إلى قطع العلاقات مع السعودية التي أعادت فتح سفارتها في بغداد الأسبوع الماضي فقط بعدما أغلقتها عقب الغزو العراقي للكويت عام 1990.
وأدان العبادي ووزارة الخارجية العراقية إعدام النمر لكنهما لم يلمحا إلى رد أقسى.
وأنذرت حركة عصائب أهل الحق- وهي جماعة شيعية مسلحة تدعمها إيران- الحكومة من التراخي.
ودعت الحركة اليوم في بيان بموقعها على الإنترنت إلى تنفيذ أحكام إعدام صدرت بحق سعوديين وصفتهم بالإرهابيين وقالت "نطالب الحكومة بطرد السفير السعودي الذي تزامن وصوله مع إعدام الشيخ النمر وسحب السفير العراقي من الرياض وفي حال عدم الاستجابة تتحمل الحكومة مسؤولية ردة الفعل الشعبية."
وقالت الحركة إنها تتحدث باسم "المقاومة الإسلامية" وهو مصطلح تستخدمه عادة الجماعات المسلحة المدعومة من إيران لكنها لم تحدد أي المجموعات تمثل.
وقبل ذلك خرج آلاف المتظاهرين في بغداد ومدن بالجنوب تسكنها أغلبية شيعية استجابة لدعوات الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر بالتظاهر احتجاجا على إعدام النمر.
وفي بغداد احتشد متظاهرون يحملون صور النمر خارج المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي تضم الإدارت الحكومية والبعثات الدبلوماسية ومنها السفارة السعودية التي أعيد فتحها في الفترة الأخيرة.
وتصدت قوات الشرطة التي تحرس المنطقة لمجموعة من المتظاهرين حاولت عبور خط من الأسلاك الشائكة مرددة هتافات مناهضة لأسرة آل سعود الحاكمة في السعودية.
ونظمت تظاهرات مماثلة في البصرة أكبر مدن جنوب العراق وفي مدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين.