مرحبا بك في موقع رؤيا الإخباري لتطلع على آخر الأحداث والمستجدات في الأردن والعالم

الأردن يشارك العالم الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

الأردن يشارك العالم الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

نشر :  
منذ 8 سنوات|
اخر تحديث :  
منذ 8 سنوات|

رؤيا - بترا -  يشارك الاردن العالمين العربي والاسلامي الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، الذي يصادف في الثاني عشر من ربيع الاول من كل عام، ففيه بزغ نور الاسلام العظيم ، وأُخرج الناس من ظلمة الجهل إلى نور الحق والطريق المستقيم، حيث يستذكر المسلمون في هذه المناسبة الجليلة سيرة النبي محمد –صلى الله عليه وسلم- العطرة.

الاحتفال بالمولد النبوي سنة حسنة لا يجد أمين عام دائرة الإفتاء العام الدكتور محمد الخلايلة ما يمنع تسمية يوم المولد النبوي ب( عيد أو ذكرى المولد النبوي ) ؛ لأنه لا خلاف في الاصطلاح، فالناس يقولون:عيد العمال، وعيد الأم، وعيد الشجرة، والمقصود هنا العيد لغة أي الذي يذهب ويعود، لا المعنى الشرعي الذي هو يوم مخصوص، فيه شعائر معينة، ويحرم الصيام فيه، فتسمية المولد بالعيد تسمية عرفية لا شرعية، ولا مانع منها.

ويبين الخلايلة ان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من السنن الحسنة، التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (من سنَّ في الإسلام سنة حسنة، فعُمل بها بعده؛ كُتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء) رواه مسلم،وقد دلَّ على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أدلة كثيرة، منها عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: ... وسُئل صلى الله عليه وسلم عن صوم الإثنين؛ قال: (ذاك يوم وُلدت فيه ويوم بُعثت - أو أُنزل عليَّ - فيه) رواه مسلم. فبيان النبي صلى الله عليه وسلم أن سبب صومه يوم الإثنين هو ولادته فيه دليل على أن يوم ولادته له ميزة على بقية الأيام، والمسلم يحرص على زيادة الأجر والثواب في الأيام المباركة.

ويوضح الخلايله ما جاء بقوله تعالى: (وذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ الله) إبراهيم/5؛ أي: بنعم الله عليهم، كما فسره ابن عباس ومجاهد وقتادة، وولادة النبي صلى الله عليه وسلم هي النعمة العظمى والمنة الكبرى على العالم كله، لا يشك مسلم بذلك؛ فالاحتفال بيوم المولد من باب الامتثال لأمر الله تعالى بتذكُّر نعمه وآلائه ، وقول الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) يونس/58، وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء/107، والاحتفال بمولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم مظهر من مظاهر الفرح المأمور به.

وقال إن من الادلة الشرعية عن ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْماً - يَعْنِي عَاشُورَاءَ - فقالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ؛ فَصَامَ مُوسَى شُكْراً لِلَّهِ. فَقالَ: (أَنا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ) فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. رواه البخاري. ووجه الدلالة: أن شُكْرَ الله تعالى في يوم على نعمة منَّ بها، أو نقمة دفعها، مع تكرار ذلك في كل عام؛ أمر جائز شرعاً، ومن أعظم الآلاء والنعم: نعمة ظهور النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم.

كيف نحتفل بذكرى المولد النبوي.

ويبين الخلايلة أن الاحتفال بالمولد الشريف يكون بتلاوة آيات الكتاب العزيز، ثم ذكر السيرة النبوية العطرة، والشمائل الكريمة، والحث على التمسك بالدين، وسماع المدائح النبوية، ويختم المولد بالدعاء.

والاحتفال بالمولد يشكل موسما سنويا لمزيد من الدعوة إلى الاقتداء بسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، والسير على خطاه ونهجه، والله تعالى أمرنا بذلك، قال الله تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) الأحزاب/21.

وأما تقديم الحلوى والأمور الأخرى فهي من الكمالات، فإن وجدت لإظهار الفرح والسرور بمولد النبي صلى الله عليه وسلم فلا مانع من ذلك، وليست من شروط الاحتفال أو لوازمه، وفي كل الأحوال فإن إطعام الطعام أمر مستحب شرعا؛ ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ. رواه البخاري..

الذكرى استحضار للدروس والمواقف العظيمة للرسول.

وقال نائب مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتور عامر الحافي،إنه من الشيء الطبيعي أن يحتفل الناس بالذكرى الجميلة في حياتهم، فكيف لا، ومن باب أولى الاحتفال بذكرى المولد النبوي.

واضاف أن الاسلام جعل عيد الأضحى ذكرى سنوية مستمرة إلى قيام الساعة ، حيث ذكرى ابراهيم عليه السلام عندما أراد أن يذبح ابنه، لذا فإن ذكرى ميلاد النبي ليس أقل أهمية من ذكرى استحضار قصة حادثة في حياة سيدنا ابراهيم.

وأشار الى أن الاحتفال بالذكرى يجب أن تكون بمستوى يليق بعظمة صاحب الذكرى العظيمة، وعلى درجة من الرقي والعمق ، وفي الاسلام الكثير من المواقف نستذكرها، فالاحتفال بعيد الأضحى نتيجة مناسبة ارتبطت بنبي الله ابراهيم ونبي الله اسماعيل ، هذا المنهج القرآني والاسلامي حتى نفهم تاريخنا الاسلامي لأخذ العظة والعبرة واستحضار الافكار التي يمكن أن ننهض بها في المجتمع.

واوضح أنه ما من إنسان يقرأ سيرة النبي، إلا واحب هذه الشخصية، فيما لو قرأ هذه الحياة بعيدا عن الذين يشوهون الاسلام والمسلمين في عيون البشر، والذين استباحوا قتل الابرياء، وتفجير الاماكن والفنادق والشوارع وقطع الرؤوس باسم الاسلام ،وباسم نبينا محمد ، فلو ابتعد هؤلاء عن طريق الاسلام وعن الفضائيات وعن "اليوتيوبات" التي يقومون باخراجها كل يوم، لعرف الناس بسهولة، عظمة الاسلام والنبي محمد.

وقال ان المطلوب اليوم ان لا نكون عائقا أمام البشرية، في فهم حقيقة النبي، ذلك ان الخطورة الكبرى أن بعض اتباع الاسلام يشكلون العائق الأكبر في فهم شخصية النبي وحقيقته.

ويرى عضو رابطة علماء الاردن ومدير مجموعة احسن للتنمية المتكاملة الدكتور محمد سعيد بكر، أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي ، أمر مطلوب من كل مسلم ومسلمة ، بل من كل منصف في أن ميلاده كان رحمة للعالمين، وان يفرح الناس ويبتهجوا في ذكرى ميلاده، فهو خاتم الانبياء والمرسلين وهو للناس كافة.

واوضح انه ينبغي أن لا نطلق على يوم ميلاده بالعيد ، فعيد المسلمين هو الفطر والاضحى ، فتسميته بالاولى أن يكون ذكرى وليست عيدا، ولما سئل عن يوم الاثنين ، فقال ذلك يوم ولدت فيه، اشارة إلى قيمة هذا اليوم ، فبورك هذا اليوم ببركة ميلاد النبي –صلى الله عليه وسلم-.

واشار الى انه في هذا اليوم يتم استحضار سيرة نبينا العطرة وامجاده وما قدم للبشرية، سواء تم ذلك عن طريق المحاضرات او القاء الشعر والاناشيد وتجديد البيعة والعهد والانتماء للنبي الكريم ، وتنشيط علاقة المسلم بنبيه باعتباره القدوة، فهذا امر مرغوب ومحمود حتى لو تم ذلك بتوزيع الحلوى على الجيران ، اضافة الى الاحتفال بهذه الذكرى من خلال المدارس او المساجد اوالمؤسسات العامة، وهذا ليس فيه حرج.

وأضاف انه في هذا اليوم علينا أن نفتح صفحة جديدة نحن كمسلمين في أن نكون قدوة ، والمثل الأعلى للعالم كله في الاخلاق والقيم الحميدة، إقتداء بنبي الاخلاق سيدنا محمد، وبأن نستثمر هذا اليوم في التسويق والتقديم لصورة النبي محمد الكريم ، في ظل ما يجرى من تشويه لصورة الاسلام والمسلمين .