مرام حسونة.. لبست ثوب الشهادة بذكرى اعتقالها
رؤيا - صفا - في صبيحة الفاتح من ديسمبر حزمت "مرام" حقيبتها وغادرت منزلها لكن هذه المرة ليس إلى جامعتها، بل إلى حاجز "عناب" شرق مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، ذلك المكان الذي ستغير فيه لقبها من أسيرة محررة إلى لقب أسمى وأعلى، وهو الشهادة.
مرام رامز عبد حسونة (20عامًا) من مدينة نابلس شمال الضفة، طالبة في كلية العلوم التربوية تخصص أساليب تدريس اللغة الإنجليزية، اختارت الذكرى السنوية الثانية لاعتقالها، لتسترد كرامتها من احتلال حاول سلبها إياها قبل عامين.
مرام التي اعتادت اجتياز حاجز "عناب" كلما أرادت زيارة بيت جدها في طولكرم، كانت تدرك وهي تحث الخطى نحوه أن أنفاسها باتت معدودة، لكن صور الشهداء وأهات الثكالى المحفورة في مخيلتها، فضلًا عن علامات التعذيب التي ما زالت بادية على جبينها، كانت أقوى دافع لها لإكمال ما جاءت من أجله.
ويحبس رامز حسونة دمعته وهو يستذكر الساعات الأخيرة التي عاشتها ابنته معهم قبيل استشهادها، وهو لا يكاد يصدق أنه لن يسمع صوتها مجددًا، ولن يشاهدها تتجول في بيتهم، ولن يودعها وهي متوجهة لجامعتها صباحًا.
ويقول حسونة الوالد لوكالة "صفا" إن ابنته في يوم استشهادها، وكعادتها في كل يوم، أيقظته لأداء صلاة الفجر في المسجد القريب من بيتهم، وبعد ساعات جاء خبر استشهادها.
ويشير إلى أن ابنه تعرف على شقيقته من خلال الصور التي نشرت على المواقع الإلكترونية للشهيدة وهي ملقاة على أرض الحاجز، وبناء على المواصفات التي رواها شهود العيان الذين مروا في المكان.
ويضيف: "اتصل بي ابني وطلب مني العودة للبيت، وفي الطريق تلقيت اتصالا من ابن عمي الذي أبلغني بالخبر الذي نزل عليّ كالصاعقة".
ويؤكد أنه لم ير ابنته حتى بعد استشهادها، حيث رفض الرد على المكالمات الواردة من سلطات الاحتلال، وتلقى الخبر بشكل رسمي من الارتباط الفلسطيني.