استمطار صناعي بمنطقة سد الملك طلال خلال شهر
رؤيا - الدستور - تباشر دائرة الأرصاد الجوية في غضون شهر بإجراء تجربة لمشروع الاستمطار الصناعي في محيط منطقة سد الملك طلال.
وقال مدير عام دائرة الأرصاد الجوية محمد سماوي لصحيفة الدستور "إن الدائرة أعادت الشهر الحالي وللمرة الثانية طرح عطاء شراء مواد كيماوية لغايات استمطار الغيوم، ليكون السابع من الشهر المقبل آخر موعد لإيداع العروض".
وبحسب سماوي فإن التجربة ستُنفذ بأحدث التقنيات على غرار التجربة التايلندية التي تعتبر من أكثر التجارب العالمية نجاحا في هذا المجال، وبمشاركة خبراء تايلند، بغية زيادة مخزون المياه في السد، والتي تستخدم لاحقاً لغايات الزراعة في غور الأردن الذي يعتبر سلة الغذاء الوطني.
وبحسب مدير الأرصاد فإن الاستمطار عملية فيزيائية وكيمائية، يستخدم فيها مواد مسترطبة (أيوديد الفضة، كلوريد الكالسيوم، ملح الطعام، أوكسيد الكالسيوم، اليوريا) ويتم نثر الغيوم بتلك المواد من أجل عمل تغيير أو تحفيز في النمو الطبيعي للغيوم من خلال تجمع بخار الماء والقطرات على تلك المواد التي تشكل ما يسمى نويات تكثف، تؤدي إلى زيادة في حجم ووزن القطرات، ومن ثم هطولها بفعل قوة الجاذبية الأرضية.
وتكمن أهمية الاستمطار في زيادة المياه العذبة لتلبية الطلب المتزايد على مياه الشرب، وتحسين إنتاجية الأراضي الزراعية البعلية، إما عن طريق زيادة كميات الأمطار أو عن طريق التحكم في التوزيع المكاني والزماني لهطول الأمطار بالاضافة الى زيادة مخزون المياه السطحية والجوفية.
ووفق سماوي فإن هناك طرقا عدة للاستمطار الا أن المملكة تسعى الى الاستفادة من التجربة التايلندية على وجه الخصوص، لما تملكه من امكانات كبيرة وخبرة طويلة ودعم ملكي لا محدود، نظراً لأهمية المشروع وجدواه الاقتصادية.
وأشار سماوي في هذا الصدد، إلى أن دائرة الأرصاد الجوية قامت برصد مبلغ مالي ضمن موازنتها من أجل شراء الأجهزة والمواد اللازمة لعمليات الاستمطار.
وتبين أرقام دائرة الارصاد الجوية أن معدلات الامطار في المملكة تتراوح بين 20ملم و580 ملم كأعلى نسبة أمطار سنوية في منطقة رأس منيف/عجلون، علماً بان هذه الكميات غير كافية لمختلف الاستخدامات.
يشار إلى أن دائرة الارصاد الجوية قامت بإجراء عمليات استمطار خلال الفترة من 1995-1988 باستخدام طائرة سيسنا، وكانت نتائجها إيجابية كونها أسهمت في زيادة نسبة الهطول السنوي للمناطق المستهدفة ما بين 15-20% ، الا أن المشروع توقف عام 1995 نتيجة تعطل الطائرة والكلفة الباهظة لإصلاحها.