"مكافحة السرطان": 90 % من مصابي سرطان الرئة بالأردن مدخنون

هنا وهناك
نشر: 2015-10-29 04:46 آخر تحديث: 2020-07-16 10:14
"مكافحة السرطان": 90 % من مصابي سرطان الرئة بالأردن مدخنون
"مكافحة السرطان": 90 % من مصابي سرطان الرئة بالأردن مدخنون

رؤيا - الغد - كشف مدير مكتب مكافحة السرطان اختصاصي سرطان الرئة في مركز الحسين للسرطان الدكتور فراس الهواري، أن 90 % ممن يصيبهم سرطان الرئة في الأردن هم من مدخني السجائر، فيما تدخل النسبة المتبقية ضمن عوامل البيئة وتلوث الهواء والتعرض للإشعاع ومواد كيميائية، كالمستخدمة في مواد العزل في الأبنية".


وأضاف الهواري، أن سرطان الرئة الذي يصيب الذكور في الأردن، يحتل المرتبة الأولى بين مختلف أنواع السرطانات الأخرى، حيث تسجل سنويا 300 حالة جديدة، وفق ما جاء في إحصائيات السجل الوطني الأردني للسرطان.


وجاءت توضيحات الهواري لـ"الغد"، تعقيباً على تحذيرات منظمة الصحة العالمية من ارتفاع نسب ثاني أكسيد الكربون وانبعاثات غازات الميثان والأوزون في الأجواء، والتي تسهم في التغير المناخي، لما تخلفه من وقوع وفيات مبكرة يزيد عددها على 7 ملايين سنويا جراء تلوث الهواء.


وشددت المنظمة، في تقرير صادر عنها أمس حمل عنوان "تقليل المخاطر الصحية في العالم ومن بينها الاردن خلال تخفيف وطأة ملوثات المناخ القصيرة العمر"، على أن ثمة حاجة ماسة إلى تقليل انبعاثات الكربون الأسود والأوزون والميثان، وكذلك ثاني أكسيد الكربون، التي تسهم جميعها في تغيّر المناخ.


وأكدت أن التدخلات الرامية إلى الحد من ملوثات المناخ قصيرة العمر قادرة على تخفيض معدل الأمراض والوفيات والإسهام في تحقيق الأمن الغذائي وتحسين النظم الغذائية وزيادة النشاط البدني.


وقالت المدير العام المساعد في المنظمة فلافيا بوستيرو في تصريحات صحفية لها جاءت في التقرير، إن "هذه الملوثات تهدّد يومياً صحة الرجال والنساء والأطفال، وإن هذا التقرير يوصي لأول مرة بإجراءات يمكن أن تتخذها البلدان ومن بينها الاردن، ووزارات الصحة والبيئة والمدن في الوقت الراهن لتقليل الانبعاثات وحماية الصحة وتجنب الأمراض والوفيات المبكرة التي غالباً ما تلقي بأثقل أعبائها على عاتق أكثر فئات السكان ضعفاً".


ويستند التقرير إلى تقييم أجراه العام 2011 برنامج الأمم المتحدة للبيئة والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وأشار في تقديراته إلى أن من شأن نشر 16 تدبيراً على الصعيد العالمي فيما يتعلق بالحد من ملوثات المناخ القصيرة العمر، أن يحول سنوياً دون وقوع 2.4 مليون وفاة مبكّرة في المتوسط بحلول العام 2030.


وأفادت تقديرات جديدة بأن هذا العدد قد يرتفع ليشمل إنقاذ 3.5 مليون نسمة سنوياً بحلول العام المذكور، كما يتراوح عدد آخر منهم بين 3 و5 ملايين نسمة سنوياً بحلول العام 2050.


وتراعي هذه التوقعات الحديثة أحدث البيانات المتوفرة لدى المنظمة عن الوفيات المرتبطة بتلوّث الهواء، فضلاً عن بعض التدابير الجديدة المتعلقة بالحد من ملوثات المناخ قصيرة العمر.


ويتفق مدير مكتب مكافحة السرطان اختصاصي سرطان الرئة في مركز الحسين للسرطان الدكتور فراس الهواري مع تلك الدراسات التي تشير إلى أن تلوث الهواء ينعكس سلبا على صحة الإنسان.


وبين أن هناك دراسات وأبحاثا علمية جديدة بدأت تظهر وتشير إلى أن "تلوث الهواء واستنشاق الديزل يساهمان في الإصابة بسرطان الرئة".


وتقول رئيسة التحالف المعني بالمناخ والهواء النقي الذي يستضيفه برنامج الأمم المتحدة للبيئة هيلينا مولين فالديس إن "الحاجة ماسة الآن إلى التعجيل في العمل على تقليل انبعاثات الكربون الأسود والميثان وسلائف الأوزون الأخرى، ونحن نعلم أنه كلما أسرعنا في البدء بالحد من هذه الملوثات تسارعت وتيرة تخفيفنا لوطأة الضغوط المُسلّطة على المناخ وصحة الإنسان".


ووفق التقرير الوطني الشامل حول التغير المناخي في الأردن، فإن درجات الحرارة سترتفع بحلول العام 2050، بمعدل 1.5 - 2.5 درجة مئوية، مشيرا الى ان العام 2050 سيشهد ارتفاعا بحدود 1.5 درجة مئوية "بحسب السيناريو المتوسط"، تزيد الى 2.5 درجة مئوية "بحسب سيناريو الحد الأقصى".


وفيما يشير التقرير الى تراجع ملموس في هطل الأمطار في المناطق الغربية، فإن هذا التراجع سيزيد في المناطق الجنوبية والشرقية بنسب تصل الى 30 % في بعض الحالات.


ووفق التقرير، الذي أعد ضمن مشروع البلاغات الوطنية الثالث، المنفذ من قبل وزارة البيئة، والمدعوم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وحصلت "الغد" على نسخة منه، فإن تساقط الأمطار سيتراجع بحدود 15 % "بحسب السيناريو المتوسط" ترتفع النسبة الى 21 % "بحسب سيناريو الحد الاقصى".


ومن أجل التخفيف من وطأة ملوثات المناخ القصيرة وضعت منظمة الصحة العالمية في تقريرها أربعة تدخلات مصنفة، من بينها أن تقليل انبعاثات عوادم المركبات قد يؤدي عن طريق تطبيق معايير أعلى بشأن تلك الانبعاثات وكفاءة عمل المركبات، إلى تقليل انبعاثات الكربون الأسود وغيره من الملوثات المشتركة الناجمة عن الوقود الأحفوري، وإلى تحسين نوعية الهواء وتخفيف عبء المرض الناجم عن تلوّث الهواء في الأماكن المفتوحة.


وتعليقا على ذلك، أكد الخبير في مجال التغير المناخي حسين الكسواني أن انتشار الكبريت المنبعث من مادة الديزل في الهواء ينعكس سلبا على صحة الإنسان وخاصة بين الأطفال والمسنين، حيث يتسبب بإصابتهم بالأمراض الصدرية ومن بينها الحساسية والربو.


لكنه أوضح أن بقاء تلك المادة في الأجواء لا يكون لفترات زمنية طويلة وإنما قصيرة، نظرا لاختلاطها بالأمطار أثناء فصل الشتاء.


وأثبتت تقارير دولية تتعلق بالتغير المناخي، أن نسبة الكبريت تؤدي الى عكس أشعة الشمس التي تدخل وتخرج من وإلى الأرض، لكنها ليست ذات أثر بعيد المدى على مسألة التغير المناخي والانحباس الحراري.


ومن بين التدخلات الأخرى التي دعت إليها المنظمة في تقريرها، تبني السياسات والاستثمارات التي تعطي الأولوية للنقل السريع المخصّص، مثل النقل بواسطة الحافلات والقطارات، وتدعيم شبكات آمنة للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية، وهي سياسات واستثمارات يمكن أن تعزز فوائد متعددة، ومنها السفر الناشط الأكثر أمناً، والحد من المخاطر الصحية المرتبطة بتلوّث الهواء، والضوضاء، والخمول البدني، والإصابات الناجمة عن حوادث الطرق.


ومن وجهة نظرها "قد يفضي توفير بدائل أنظف وأكثر كفاءة من المواقد والوقود لما يقارب 2.8 مليار أسرة من الأسر المنخفضة الدخل في أنحاء العالم أجمع، التي تعتمد في المقام الأول على الخشب والروث وغيرهما من أنواع الوقود الصلب لأغراض التدفئة والطبخ، إلى تقليل الأمراض المرتبطة بتلوّث الهواء، والحد من المخاطر الصحية، والوقت المستغرق في جمع أنواع الوقود".


وأكدت أن تشجيع فئات السكان المرتفعة الدخل وتلك المتوسطة الدخل قد يؤدي إلى زيادة استهلاكها للمغذّي من الأطعمة النباتية المصدر، إلى تقليل الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، وانبعاثات غاز الميثان البطيئة المرتبطة ببعض الأطعمة الحيوانية المصدر.


وتقول مديرة إدارة الصحة العمومية والمحدّدات البيئية والاجتماعية للصحة في المنظمة ماريا نيرا، إن "الفوائد الصحية التي قد تُجنى من هذه الاستراتيجيات هي أكثر بكثير مما كان يعتقد سابقاً، ومن الممكن التمتع بها فوراً على الصعيد المحلي. وبمقدور قطاعي البيئة والصحة الآن أن يحدّدا أولوياتهما فيما يخص التدخلات الرامية إلى تحقيق الهدفين اللذين يصبوان إلى بلوغهما، ألا وهما الحيلولة دون تغيّر المناخ وضمان التمتع بالصحة".


وتشير البيّنات المستمدة من دراسات أجرتها المنظمة سابقاً عن وسائط النقل الصحي، إلى أن التحول إلى وسائط النقل الجماعي واستقدام الشبكات الآمنة للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية، هي وسائط غير مكلفة نسبياً مقارنة بالخسائر المتكبدة في الأرواح وفي تكاليف علاج الناس من الأمراض المرتبطة بتلوّث الهواء والإصابات الناجمة عن حوادث الطرق والأمراض التي يسببها الخمول البدني.

أخبار ذات صلة

newsletter