ملف الشباب والزراعة على طاولة نبض البلد
رؤيا – معاذ الحنيطي – ناقش برنامج نبض البلد، الخميس، قضية الشباب والزراعة وغياب الشباب عن قطاع الزراعة وانتشار العمالة الوافدة فيه ، وارتفاع نسب البطالة بين شباب الوطن، حيث استضافت كلا من استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين محادين، والباحث الزراعي فادي العمرو صاحب مبادرة " ارضي مستقبل وطني"، والباحث الزراعي عمر الزيادين.
واكد الدكتور حسين محادين على ان مثل هذه المبادرات التي تشجع الشباب لاستصلاح الاراضي والعمل فيها ، تساهم في الحد من البطالة ودعم القطاع الزراعي والاقتصادي ، ليصل الشاب للمرحلة يكون فيها منتج بدلا من ان يكون مستهلك.
واشار محادين الى ان مثل هذه التوجهات ستؤدي الى تعديل اتجاهات الشباب تجاه العمل المهني المنتج والابتعاد عن نمط العمل الوظيفي وعن ثقافة العيب في العمل ، كما تشجع على استثمار اوقات الشباب وتشجيع الاستثمار الزراعي.
واضاف محادين " اعتقد اننا منذ دخلنا في الخصخصة زادت البطالة لاننا الخصخصة لا تتيح فرص العمل الا لصاحب الخبرة والتجربة " مشيرا الى ان لدينا خبرة من الاجداد في مجال الزراعة ،وكليات زراعة والموضوع ليس دعم فقط للعمل و زراعة ، بل تعميق الولاء والانتماء للوطن والارض ومعرفة قيمة الارض ، خصوصا عند الشباب الذين يشكلون الشريحة الاوسع في المجتمع .
وبين باننا نستطيع ان نجذب هولاء الشباب العاطلين للنستثمر الارض بهم ولهم وندعم قطاع الزراعة والاستثمار والاقتصاد والابتعاد عن الاعالة من قبل الوالدين او الحكومة للفئة الشباب العاطل عن العمل ، ويجب ان تخرج المبادرة من الكرك لتحاكي كل منطقة ومجتمع داخل مملكتنا بدل ترك الشباب لاوقات الفراغ والمخدرات والاهتمامات الخاطئة غير المدروسة .
ولفت محادين الى ان مثل هذه المشاريع تحتاج الى تكاملية ما بين الحكومة و السكان المحليين ، ومن الضروري تعميم مثل هذه المبادرات والاخذ بيدها واعادة الثقة بالزراعة والمزارع وانها تستطيع تأمين دخل ومستقبل جيد للشاب .
اما الباحث الزراعي عمر الزيادين فقد اشار الى دراسة احصائية ذات انطباع سلبي تجاه قضية الشباب والزراعة تفيد بأن الفئة التي تراجع مراكز البحث والارشاد الزراعي في مديريات الزراعة من 55 الى 75 سنة وهذا انطباع سلبي .
واضاف " والمتابع للدراسة يجد اختفاء الشباب عن موضوع الزراعة اذا صدفت وراجع شاب قسم الارشاد الزراعي يكون مبتعث من قبل ابوه او ذويه ، لافتا الى ان الشباب لا يوجد عنده اي تطلع او توجه الى قطاع الزراعة .
وبين الزيادين ان زراعة الحبوب في الكرك هي الاعلى والانسب خصوصا وانه قبل سنوات كان انتاج الكرك من الحبوب يكفي كل المملكة ، ولكن تكلفة الزراعة حاليا عالية حيث يكلف الدونم الواحد 30 دينار و بالنسبة للمناطق النائية فهي تكلفة عالية ، مما ادى الى الابتعاد عن اساسيات الزراعة الصحيحة مثل الحراثة العميقة والتسميد والرش والمتابعة بسبب ارتفاع الكلفة وقلة الدعم الحكومي للمزارع .
من جهته قال الباحث الزراعي فادي العمرو وصاحب مبادرة "ارضي مستقبل وطني " فقد تحدث عن بداية فكرة مبادرته قائلا " منذ انطلاقة الربيع العربي كنا منشغلين في الحراك وبدأت اشعر بأننا نخرج للحراك ولا يوجد لدينا ارضية صلبة حيث ننهي اعتصامنا ونخلف ورانا مكره صحية من القمامة والاكياس والزجاجات الفارغة وبذلك نكون نؤثر على بلدنا بدلا من ان نفيده ".
وتابع " لذلك قررت ان اعمل وانفع وطني على الارض وقمت بأتسيس مبادرة من الارض الى الارض والتمسك بها والعودة الى الزراعة ،خصوصا وان معادلة البطالة قد وصلت الى نسبة خطرة في الاردن ، حيث تزيد البطالة في الاردن عن مستوى الشرق الاوسط بنسبة 3 % .
واكد العمرو على ان الزراعة غير مقتصرة على وزارة الزراعة وانما تحتاج للتعاون وتكامل ما بين وزارة الزراعة والاشغال والمياه ، مشيرا الى ان بعض الوزارت تقوم بصرف مبالغ على الاوراق والقرطاسية تفوق مبالغ دعم قطاع الزراعة في الاردن .
ولفت العمرو الى ان الحكومة قامت بشراء القمح من الهولندا بقيمة 30 مليون دينار على الرغم من انه لو تم ضخ مثل هذا المبلغ على منطقة سهل حوران ستنتج كمية القمح هذه وستساعد في تشغيل ودعم شريحة واسعة من ابناء الوطن ، منتقدا السياسات الزراعية والاقتصادية التي تتبناها الحكومة .
واكد العمرو على ضرورة تفعيل دور وزارة المياه معهم ومع اي مشروع زراعي ، مضيفا بأن من ابرز المشاكل التي واجهت المبادرة وهم ثقافة الاجندة الخارجية .