الأردن : التساؤلات بدأت حول الصفقة والتبادل

الأردن
نشر: 2014-05-15 05:43 آخر تحديث: 2016-06-26 15:22
الأردن : التساؤلات بدأت حول الصفقة والتبادل
الأردن : التساؤلات بدأت حول الصفقة والتبادل

رؤيا - رأي اليوم - بدأت التحليلات اللائمة للحكومة الأردنية بتصدّر المشهد بعد هبوط أدرينالين “الفرح” في قلوبهم وهدوء نفوسهم التي كانت تترقب عودة سفير بلادهم سالما معافى من ليبيا.

السفير الأردني فواز العيطان عاد محمّلا بالأحاديث التي تؤكد “كرم ضيافة” لدى الخاطفين، وغالت اسرته في شكر الجهود الحكومية والوطنية، في الوقت ذاته الذي اتفق فيه خبراء قانونيون ودستوريون مع سياسيين ومتابعين على أن الحادث يتطلب وقفة تأمّلية في المشهد وتحوّل في بعض المواقف.

النقد انبثق جميعه من فكرة “الصفقة والتبادل”، الكلمتين اللتين رفض وزير الخارجية الأردني ناصر جودة تحديدا الحديث في سياقهما او استخدامهما “كون السفير ليس مجرما ليقايض بمجرم”.

بقعة الضوء التي خرج منها كل حديث غير المتفاءل في السياق “مفهومة وواضحة”، فالأردن بعد الحادث فتح على نفسه بابا يدعى “وجها لوجه أمام الإرهاب”.

تسليم دولة كالأردن لسجين كاد يفجّر قبل سنوات أكبر مطاراتها (مطار الملكة علياء الدولي)، يعني أنّه قدّم على طبق من ذهب “الوصفة السحرية” لتحرير كل إرهابي في أراضيه، الأمر الذي يظهر أن الدولة تنبّهت إليه “متأخرة”، ما يتماشى تماما مع ما نقلته مصادر مختلفة عن سحب المملكة لسفرائها من ثلاث دول تشهد توترا أمنيا.

الدول التي تواردت الأنباء- غير المؤكدة- عنها هي لبنان والعراق واليمن، وهي الدول التي تعدّ منطقيا الأماكن الجامعة لثلاث حيثيات رئيسية: الفوضى والإرهاب والسجناء من الطرفين عند بعضهما البعض؛ الأمر الذي ينسجم تماما مع تصريحات نشرتها صحف محلية عن كون حكومة عمان طلبت من العراق أسماء وحيثيات القضايا الموجودة لديها لمواطنين أردنيين.

الأردن اليوم والذي يقبع في سجونه كثيرا من المعتقليين الإرهابيين، والذي في عمقه أيضا خلايا متشددة معروفة تماما لدى السلطات، انكشفت حدى نقاط ضعفه، الأمر الذي يرى المراقب بوادر التنبه له بتصريحات وزير الخارجية جودة الثلاثاء، والذي همّش كل فكرة الصفقة وأكد على أن الحديث كان جارٍ في سياق تسليم الأسير.

تعميق الحزن داخل نفوس الأردنيين لعبته جيدا تصريحات شقيق السجين الذي قويض به العيطان، فمجرد خروجه على الملأ ليقول إن شقيقه “حر طليق” ساهم في سحق جزء من معنويات الأردنيين، وشعور ببعض الانكسار.

كل ما سبق، يعني أن الأردن اليوم وجها لوجه أمام الإرهاب الساكن لسجونه، ويعني أيضا أن اتفاقية الرياض القاضية بتسهيل تبادل السجناء باتت “استحقاقا قسريا” في ضوء الضعف الدبلوماسي الموجود، وإلّا فإعادة هيكلة السياسة الخارجية للدولة هي الحل !.

أخبار ذات صلة

newsletter