الاعتداءات على الثروة الحرجية على طاولة نبض البلد
رؤيا - معاذ أبو الهيجاء – ناقشت حلقة نبض البلد الأربعاء، الاعتداءات على الثروة الحرجية في الأردن بين المسؤولية الرسمية والمسؤولية المجتمعيةاستضافت كلا من الناطق الإعلامي بإسم وزارة الزراعة د. نمر حدادين ، ومدير محمية عجلون ناصر العباسي، و نقابة المهندسين الزراعيين م. عواطف العكور.
وبين الدكتور نمر حدادين بان الثروة الحرجية تبلغ 1.5 مليون دونم بين حرجية وقابلة للتحريج، وهناك مناطق يتم زراعتها بحسب نوع المنطقة وما يلائمها من اشجار.
واضاف بانه يتم انتاج 3 مليون غرسة سنويا، وفي عيد الشجرة يتم توزيعها على المؤسسات الحكومية، وعلى الجيش، وقوات الدرك، والأمن العام لزاعة ما يقارب مليون شجرة في مختلف مناطق المملكة.
وأكد بان الثروة الحرجية هي ثروة وطنية، وتعمل وزارة الزراعة على توزيع النشرات الإسترشادية والتعرفية، وعقد مؤتمرات ومحاضرات في المدارس لايجاد الوعي حول أهمية الثروة الحرجية وكيفية الحفاظ عليها وتنميتها.
وبين بأن الثروة الحرجية تتعرض في الصيف والشتاء إلى محنة، بسبب الحرائق، والقطع ، والتحطيب من أجل التجارة، لافتا إلى أن هذه أبرز الاعتداءات على الثروة الحرجية.
وقال إن وزارة الزراعة ترى بان القانون لا يعالج مسالة الحفاظ على الثروة الحرجية لاسيما في مجال العقوبات على المعتدين عليها، فتقدمت إلى رئاسة الوزراء لوضع تشريعات جديدة ولإعادة النظر في قانون، وهو موجود حاليا في ديوان التشريع.
واضاف بأن القضاء الان لم يعد يأخذ بالعقوبات المخففة، حيث اصبحت العقوبة لكل من يعتدي على الثروة الحرجية السجن 6 شهور مع غرامات مالية.
وتابع قوله توجهت وزارة الزراعة لدائرة الافتاء لاصدار فتوة تحرم قطع الاشجار والتجارة فيها، أي أن الاموال التي يجنيها من يقوم بالقطع والتحطيب هي أموال حرام.
وكشف بأن المعتدين على الثروة الحرجية باتوا يمارسون أساليب جديدة في حرق الغابات مثل اشعال الاطارات وجعلها تتدحرج حتى تحرق أكبر مساحات من الاشجار بهدف تحويلها إلى حطب، كذلك اصبحوا يخفوا ارقام لوحات السيارات من أجل اخفاء هويتهم.
ولفت حدادين إلى أن الطوافين الحرجيين يتعرضمون لاعتداءات من قبل المعتدين على الاشجار الحرجية، أو يتم اختلاق قضايا لهم، وذلك وافق مجلس الوزراء على تعيين عدد كبير من الطوافين من أجل تغطية المناطق الكثيفة وحمايتها من المعتدين.
واكد أن مسالة الحفاظ على الاراضي الحرجية تحتاج إلى جهد وطني كبير، وتكاثف من كل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص من أجل تنمية و الحافظ على الأحراش في الاردن.
وذكر أن وزارة الزرعة نفذت مشاريع كثيرة جدا بالشراكة مع الامن العام وقوات الدرك والجيش لغرس الأشجار في كل مكان في المملكة لتسيع الرقعة الخضراء.
كما كشف بأنه منذ عام 2002 تم ضبط 2000 معتدي على الارضي الحرجية، وقضاياهم منظورة امام القضاء، حيث تم تخصيص غرفة قضائية لديها صفة الاستعجال للبت في قضايا الاعتداءات على الارضي الحرجية.
من جهتها بينت المهندسة عواطف العكور أن هناك 5 انواع غابات دائمة الخضرة في الأردن، حيث ان هناك 250 الف دونم تتركز في عجلون والسلط والشوبك معظمها بلوط ملول، وهناك غابات حلبية بمقدار 78 الف دونم منها 1500 سنوبر و 76 الف دونم فيها اشجار البلوطوهي منتشر في الطفيلة و ضانا و الشوبك واشجار معمرة وتاريخية ومهددة بالانقراض، وغابات مختلطة تقدر مساحتها بـ 30 الف دونم، وغابات وزيتون بري تقدر بألف دونم موجودة في منطقة برما.
واضافت بان هناك 45 موقعا في المملكة مسجل فيها اشجار تاريخية عمرها فوق 400 سنة.
ودعت إلى اشراك المجاورين للغابات الحرجية في الحفاظ عليها، وذلك بدل ان تعطى الاخشاب الناتجة عن عمليات التقليم إلى متعهد، ان تعطى لهم.
ورأت العكور أن تعليمات استثمار الاشجار الحرجية وتحتاج إلى مراجعه، مثل تقليل عدد الاشجار التي تقطع اثناء فتح الطرق، ومراعاة وجود الاشحار اثناء انشاء اي مشروع.
وقالت إنه من الخطا القول أننا نقطع شجرة ونزرع بدلا منها، لان الشجرة تحتاج إلى 10 سنوات حتى يكتمل نموها وتصبح منتج للإكسجين بشكل جيد.
اما المهندس ناصر العبسي فأرجع اسباب تقلص الاراضي الحرجية إلى الاستخدام المفرط لأشجار، وغياب الوعي البيئي، وازدياد عدد السكان.
وأكد بان الغابات هي قيم ثقافية، واجتماعية، واقتصادية، بحيث أن المحميات ترفد الخزينة بـ 3 ملايين دينار.
واشار إلى أن النجاح في الحفاظ على الغابات، يحتاج إلى اشراك المجتمع المحلي، بحيث يشعر المواطن أن الغابة ملك له، وبالتالي يعمل على حمايتها.
وبين بأن الاردن يحتل المرتبه 13 عربيا بحجم الغابات وذلك بالنسبة للمساحة، وان البلاد العربية تحتل فقط 2% من مجموع غابات العالم.
ودعا إلى العمل على تغيير السلوكيات المجتميعة الخاطئة نحو الثروة الحرجية، من خلال برامج تغير نمط التفكير عند الاجيال.
وقال إن الاردن هو الثالث عالميا بعدد سيارة الأجرة بالنسبة للمساحة، فهناك مليون ونصف سيارة وبالتالي نحن بحاجة إلى ملايين الاشجار لامتصاص الكربون واصدار الأوكسجين.
ووصف العبسي المعتدين على الثروة الحرجية بالفئة الظالة والخارجة عن القانون، مؤكدا أن من يقوم بالاعتداء عليها في محافظة عجلون ليس من ابناء المحافظة.
ودعا عشائر محافظة عجلون إلى الوقوف ضد كل من يعتدي على الغابات الحرجية.
ورأى العبسي أن هناك ضعف في التشريعات في معاقبة المعتدين على الغابات، وفي عملية توسيع الغابات وتنميتها.
وختم حديثه بالقول :" إن الغابات طوق نجاة لنا، وهي حياتنا، وليست فقط وون اخض، ويجب الحفاظ عليها.